نحو 50 كاميرا تعود إلى الفترة ما بين عام 1850م و1970م أشعلت فضول هواة التصوير والباحثين في مقتنيات التاريخ، داخل معرض للكاميرات الكلاسيكية، ضمن مهرجان أفلام السعودية بدورته الثامنة، الذي يأتي بتنظيم جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.
ويحمل صاحب الكاميرات التاريخية أنور القطّان كاميراته في رحلة تسمى «رحلة الألف كاميرا»، بمتحف خاص داخل منزله بعد أن حصل عليها خلال مشاركته بمزاد علني في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، لينقل منها 50 كاميرا إلى المعرض المقام داخل إثراء، وأوضح القطّان أن أصغر كاميرا معروضة يرافقها جهاز عرض سينمائي ذو تشغيل يدوي، وهي من أقدم القطع في المعرض، ففي عام 1900م تم استخدامها لفترة وباتت من المقتنيات النادرة، وهناك قطعة أخرى نادرة تعود إلى العصر الفيكتوري حيث كانت تستخدم في التصوير الفوتوغرافي وتحديدًا على الزجاج، علمًا بأنها مخصصة لتحميض الصور وقادرة على الوصول إلى اللقطة الأخيرة.
تصاميم فريدة للكاميرات وبعضها أكثر غرابة، فمن يراها لربما تنتابه الدهشة لعمق التغيير مع مرور الزمن، فهناك قطع أثرية تروي تاريخ مدوّن في بطون أمهات الكتب، بينما في وقتنا الحالي باتت الكاميرات تزدان بإطلالات تقنية عالية الجودة وفائقة التطوّر، وحول ذلك يلفت القطّان إلى أنه يسعى للدخول إلى موسوعة غينيس ولكن يحتاج إلى مزيد من الكاميرات لكون الرقم المطلوب يمتلكه رجل تشيكي، وهو يُعد الثاني في العالم من حيث امتلاكه لأقدم الكاميرات ومشغلات الفيديو.
بدأ القطّان بالبحث الدائم عن الكاميرات القديمة، متوسعًا في التنقيب بها؛ لكثرة المعلومات التي اطلع عليها منذ بداية نشأتها وظهورها للعالم عام 1800م، أي منذ أن قام توماس جوود بالمحاولة الأولى للتصوير المنقّط، متابعًا رحلة البحث والاستكشاف إشباعًا لرغبته وهوايته التي بدأت نواتها عام 2005م، إلى أن أصبح لديه متحف خاص، بمثابة معلم يستحوذ على اهتمام المهرجانات الدولية والمحلية، فضلًا عن الزيارات التي يحظى بها المتحف مع العديد من الزائرين كالوفود الخارجية وهواة الكاميرات والتصوير.
معرض الكاميرات في إثراء ينتقل خلاله الزائر من عام إلى عام وكأنه يسير مع أحداث التاريخ، لاسيما أن عدسة الكاميرا وبسالة المصورين هي من يوثّق الأحداث ولولاها لا يمكن أن نرى ما حدث وسيحدث.