تعود الإثارة من جديد؛ لتفتح الباب على مصراعيه في الدوري الإيطالي، على وقع الجولة الـ21 التي تشهد على قمتين من العيار الثقيل، الأولى في الجنوب عندما يحل يوفنتوس المتصدر ضيفًا ثقيلًا على نابولي الجريح الأحد المقبل، فيما يستدرج روما الجار لاتسيو، في ديربي العاصمة.
وتبدو الأجواء مهيأة تمامًا أمام البيانكونيري، من أجل العودة إلى تورينو بنقاط المباراة كاملة، والمحافظة على صدارة ترتيب الكالتشيو، في ظل حالة الترنح التي يمر بها المضيف السماوي، الذي لا يعيش أسعد أيامه رغم تعاقب الإدارات الفنية.
حسابات القمة
ويترقب إنتر ميلان في المقابل، مآلات قمة سان باولو على أمل ضئيل بنجاح رجال المشاغب جينارو جاتوزو بالوقوف في وجه السيدة العجوز، على نحو يفتح الباب أمام الأفاعي للزحف مجددًا خلف القمة، التي ابتعد عنها طواعية بفارق 4 نقاط.
وبالرغم من الفوارق الفنية وتباين الإمكانات، وتفاوت النتائج بين طرفي موقعة الجنوب، إلا أن نابولي يسعى للتمسك بكبرياء المواعيد الكبرى، واستثمار الفوز الثمين على لاتسيو المتوهج بهدف دون رد، ليعبر على أكتافه إلى نصف نهائي الكأس، إلا أنه يدرك أن اليوفي مر بدوره باختبار مماثل مع الطرف الآخر للعاصمة لحساب الدور ذاته، وكبّد روما خسارة بثلاثية مقابل هدف.
ويبدو مدرب اليوفي ماوريسيو ساري، الذي بات ثاني مدرب فقط منذ موسم 1929-1930، يفوز بـ14 من مبارياته الـ15 الأولى بين جماهير عملاق تورينو في جميع المسابقات، بعد كارلو بارولا عام 1960، واثقًا من قدرة فريقه على تخطي عقبة نابولي، معولًا الكثير على نجم الفريق المتألق مؤخرًا كريستيانو رونالدو.
ويعود ساري إلى ملعب سان باولو، الذي كان شاهدًا على قيادته نابولي لمدة 3 أعوام، قبل أن ينتقل لتدريب تشيلسي، ثم العودة إلى سيري آ عبر بوابة يوفنتوس في يوليو الماضي، ليعبر عن تلك اللحظة: «نابولي فريق قوي ولديه لاعبون مميزون للغاية، رغم اللحظة السيئة التي يمر بها حاليًا، وبالنسبة لي كانت تجربتي معه قوية وعاطفية».
ويأمل اليوفي ألا يعيش سيناريو مماثلًا للقاء الذهاب في تورينو، حين اضطر للانتظار حتى الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع؛ لتحقيق فوزه الثالث تواليًا على نابولي، وذلك بفضل هدف هدية من مدافع الأخير السنغالي كاليدو كوليبالي.
في المقابل، يرى مدرب نابولي أن الفوز الأخير أعاد للفريق الكثير من الثقة قبل لقاء الأحد، معقبًا: «سعيد للغاية لأننا أخيرًا قدمنا أداءً جيدًا، لعبنا بجوع، وشخصية وأظهرنا الروح المطلوبة، أظهرنا مثابرة حقيقية، والآن نواجه فريقًا قويًا مثل يوفنتوس، يجب أن نبقى جائعين وألا نكتفي، وأن نكون جاهزين لاستعادة الرغبة التي رأيتها يوم الثلاثاء».
ويعاني جينارو غياب المدافعين كوليبالي ونيكولا ماكسيموفيتش وفوزي غلام للإصابة، وهو ما يعني وجود مشاكل للفريق، لاسيما في وجود رونالدو، الذي سجل 11 هدفًا في آخر سبع مباريات بالدوري.
ويحتل السيدة العجوز القمة برصيد 51 نقطة، فيما يقبع نابولي بالمركز الحادي عشر، بعد أن خسر الفريق أربع مباريات من أصل آخر خمس خاضها بالدوري، ولكن يبدو أن الفريق تبدلت حاله أمام لاتسيو، الذي فاز في آخر 11 مباراة.
ديربي العاصمة
وفي العاصمة، لا تبدو الأجواء أقل سخونة من تلك التي تترقبها المدينة الساحلية؛ حيث يفرض روما صاحب الأرض، موعدًا مثيرًا مع الجار اللدود لاتسيو على ملعب الأولمبيكو، في قمة تمثل أهمية كبيرة لكل طرف من أجل البقاء في دائرة المنافسة.
وطوى سيموني إنزاجي مدرب لاتسيو، صفحة التخلي عن لقب الكأس بالخسارة المخيبة أمام نابولي، وأكد: «الآن أمامنا مباراة ديربي يوم الأحد، يجب الاستعداد لها بأفضل طريقة ممكنة، دعونا نستعيد عافيتنا ونلعب مواجهة عظيمة».
ويحتل لاتسيو المركز الثالث برصيد 45 نقطة، بفارق نقطتين خلف إنتر، صاحب المركز الثاني الذي يفتتح مباريات الأحد بمواجهة ضيفه كالياري، فيما يأتي الجيلاروسي في المركز الرابع بـ38 نقطة.
ويرغب النسور في البقاء على مقربة من ثنائي المنافسة على اللقب إنتر ويوفنتوس، بحثًا عن التتويج الأول منذ عقدين، لاسيما في ظل المستوى الرائع الذي يقدمه رجال إنزاجي الذي خرج منتصرًا من المراحل الـ11 الأخيرة في إنجاز يحققه للمرة الأولى في تاريخه.
وفي المقابل، خسر الذئاب آخر مباراتين في الدوري على مسرح الأولمبيكو، ضد تورينو 0-2، ويوفنتوس 1-2، إضافة إلى خروجه من الكأس الأربعاء على يد البيانكونيري في تورينو، وهو الواقع الذي يسعى إلى تغيره على حساب الجار المتوهج.
صحوة ميلان
ويقص ميلان شريط الجولة 21، غدًا الجمعة، أمام مضيفه بريشيا، من أجل الحفاظ على نسق الانتصارات في المباريات الأخيرة، والعبور إلى نصف نهائي الكأس بفضل الفوز القاتل على أودينيزي 3-2، بفضل البديل الكرواتي أنتي ريبيتش.
ويأمل مدرب ميلان ستيفانو بيولي، الاستفادة من وضع مضيفه بريشيا، الذي لم يحقق الفوز لخمس مراحل متتالية، من أجل الاقتراب أكثر من المراكز الأوروبية، حيث قفز الروسونيري منذ انتدب السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، إلى المركز الثامن بفارق 10 نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال، الذي غاب عنه منذ 7 سنوات.
ويعول النادي اللومباردي على سجله أمام بريشيا، الذي يفتقد جهود المهاجم ماريو بالوتيلي، بداعي الطرد في الجولة الماضية أمام كالياري؛ حيث حقق الفوز في المواجهات السبع الأخيرة بين الفريقين في الدوري والكأس، ولم يخسر أمامه منذ 10 مايو 2003.
الإنتر يترقب
ويسعى إنتر إلى كسر سلسلة التعادلات، وإيقاف نزيف النقاط سريعًا، عندما يستقبل على ملعب جوزيبي مياتزا، فريق كالياري صاحب المركز السادس، الذي لم يذق طعم الفوز منذ 6 جولات، مكتفيًا بنقطتين فقط من أصل 18.
ويرغب كونتي في استعادة نغمة الانتصارات لمواصلة الضغط على المتصدر يوفنتوس، على أمل أن تأتي هدية من نابولي تشعل الأجواء من جديد، خاصة بعد تعادل النيرازوري في آخر جولتين أمام أتالانتا وليتشي.
ويشهد بعد غدٍ السبت، ثلاث مباريات؛ حيث يلتقي تورينو مع أتالانتا، وسبال مع بولونيا، وفيورنتينا مع جنوة، فيما يلعب الأحد، بارما أمام أودينيزي، ويلتقي سامبدوريا مع ساسوولو، وهيلاس فيرونا مع ليتشي.
اقرأ أيضًا: