صحيفة ألمانية تشكك في شعبية بشار الأسد بعد الانتخابات الرئاسية

صحيفة ألمانية تشكك في شعبية بشار الأسد بعد الانتخابات الرئاسية
تم النشر في

زعمت صحيفة فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج الألمانية كواليس جديدة في انتخابات الرئاسة السورية الأخيرة، التي انتهت ببقاء بشار الأسد عبر ولاية رابعة تمتد لسبع سنوات مقبلة.

وأعلنت دمشق تحقيق بشار فوزًا كاسحًا في الانتخابات بنسبة فاقت الـ٩٥٪، في منافسة وصفها مراقبون دوليون، فضلًا عن المعارضة السورية بالخارج، بأنها "مسرحية هزلية بامتياز، شهدت تزويرًا وترهيبًا وتوجيهًا من جانب النظام ليظهر الرئيس السوري وعلى خلاف الحقيقة وكأنه صاحب الإجماع التام عليه من جانب شعبه رغم كل ما أذاقه للسوريين من قمع واستبداد وقتل وتعذيب وتدمير لبيوتهم ومدنهم طيلة السنوات العشر الماضية"، على حد زعم الصحيفة.

وبحسب الصحيفة الألمانية فقد "رسخت الانتخابات المزورة في سوريا لدي كثيرين عقدة بقاء بشار إلى ما لا نهاية، وبخاصة بعدما استلهمت الانتخابات وطريقة إدارتها إعلاميًا ما يمكن أن يٌطلق عليه تكتيكات دعاية المافيا العائلية، فالجميع من حكومة وأمن ومواليين لعبوا أدوارًا محسوبة فيها".

قبل الانتخابات تعددت الرهانات على وسائل التواصل الاجتماعي حول النسبة التي سيحصل عليها الأسد هذه المرة. بل إن مبادرة "تبنى ثورة" طرحت مسابقة للفوز بكأس لمن يصل نسبة الصحيحة.

أما عن المشاهد التمثيلية يوم الانتخابات، والتي تم بثها عبر نوافذ النظام الإعلامية، فكانت أكثرها شهرة ذلك المقطع المصور الذي أظهر قصة سوري يذهب إلى صناديق الاقتراع. في بداية الفيديو يحكي عن أنه كان في طريق عودته إلى المنزل، قبل أن يتذكر بالصدفة أنه يذهب ليصوت للأسد. ومن ثم عاد أدراجه، وقال إنه يود تصحيح خطأه ومن ثم توجه للإدلاء متأسفًا لأنه أخطأ في حق رئيسه عندما نسى موعد الانتخابات.

تقول الصحيفة الألمانية إن دعاية  بشار الأسد، طبيب العيون السابق، ورغم أنه "ديكتاتور وقاتل في الخامسة والخمسين من عمره حاليًا، إنما أظهرته أنه لا يزال يبدو وكأنه طفل رضيع يجب إرضائه بأي ثمن ليكف عن الإزعاج"، على حد وصف الصحيفة الألمانية.

في سوريا، وفق فرانكفورتر ألجماينة تسايتونح، الديكتاتورية هي شركة عائلية أكبر من عصابة مافيا كبيرة، حتى والد بشار كان ديكتاتوراً.  ولكي ينجح بشار ويصبح رئيسًا خلفًا لوالده، تم تخفيض الحد الأدنى الدستوري لسن الرئيس إلى 34 عامًا. وقد قسم آل الأسد ومخلوف (عائلة بشار) سوريا فيما بينهم وشغلوا مناصب مهمة في الاقتصاد والجيش والمخابرات. ومع ذلك لم تسير تلك الديكتاتورية التي تديرها العائلة بدون خلافات درامية حادة. فالمرء يمكن أن يرى ذلك في المواجهات الحامية بين بشار وابن خاله الثري وصديق طفولته، رامي مخلوف.

على هذا النحو تعيش سوريا خمسين عاما من الدكتاتورية والتعذيب والقتل. عشر سنوات من الحرب وما زالت آلة الاستبداد تعمل بكامل طاقتها. عشر سنوات من قصف المدن وعشر سنوات من القول دائمًا إنه يجب على شخص ما أن يوقفها. بدلاً من ذلك، سارعت روسيا إلى إنقاذ بشار وعائلته، حتى يأس السوريين وظنوا ان عائلة الأسد لم تعد قابلة للتدمير حقًا، لا ثورة ولا مرض ولا كورونا. وتشير الصحيفة إلى أن مشاهد  التلاعب بالانتخابات كان علنيًا، وقد أظهرت منع الناس من دخول مراكز الاقتراع وتعمد العد الخاطئ وتضخيم النتيجة هنا وهناك. ما كان يفعله الأسد كان أشبه بمسرحية كان على الجميع أن يلعبوا دورهم فيها. فقد مثل هو بالطبع الدور الرئيسي، أما الجميع فمثلوا الإضافات.

اجتهدت أجهزة الدعاية السورية في تصميم المسرح بحيث يبدو صحيحًا أيضًا، ومن ثم أصبحت صورة بشار معلقة في كل مركز اقتراع، تمامًا مثل أي مكان آخر في سوريا. ولا مانع من ان تحمل بعد السيدات تلك الصور.  كذلك تم تجهيز صناديق الاقتراع وجمعها مرة أخرى.  كما أمكن مشاهدة العد المزور باحترافية على شاشة التلفزيون. ولجعل الاختيار أقل صعوبة ، كانت بعض أوراق الاقتراع مملوءة مسبقًا. ثم النتيجة: 95.1 في المائة.. انتصار كاسح لا  يصدق. كما بعث بوتين بالتهنئة وروحاني من إيران ولوكاشينكو من بيلاروسيا.  الطغاة يهنئون ديكتاتوراً على انتخابات مزيفة ناجحة. وكالعادة، جاءت الإدانة من الولايات المتحدة وأوروبا.

كثيرا ما يقال إن هذه الانتخابات هي مجرد مسرحية موجهة للغرب. لكن لا أحد، لا الغرب ولا أي شخص آخر، يعتقد بجدية أن المسرح له علاقة بالديمقراطية بأي شكل من الأشكال. مع ذلك، سمح الأسد للناس بالحضور إلى مراكز الاقتراع. إذا لزم الأمر، تحت الإكراه.  ومثلما صدر النظام للناس خيار "الأسد - أو نحرق البلد" في عام 2011، فإن مسرح الانتخابات ٢٠٢١ هذا هو مجرد حفل إذلال واستسلام آخر.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa