الصين تبني تحالفًا ضد أمريكا بـ«استثمارات ضخمة وتحركات دبلوماسية»

خلال اجتماعات رفيعة المستوى..
الصين تبني تحالفًا ضد أمريكا بـ«استثمارات ضخمة وتحركات دبلوماسية»

أنهى وزير الخارجية الصيني سلسلة ثانية من الاجتماعات رفيعة المستوى هذا العام التقى خلالها قادة دول جنوب شرق آسيا لمناقشة توزيع لقاحات فيروس «كوفيد19»، والدعم المالي في مرحلة ما بعد الجائحة، ومساعي أخرى يرى خبراء أنها تجذب البلدان المحورية في المنطقة صوب فلك الصين وبعيدًا عن النفوذ الأمريكي.

والتقى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، نظراءه من سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا والفلبين، مؤكدًا أن «الصين تقف إلى جانب مصالح الدول النامية صغيرة ومتوسطة الحجم». وتغطي الدول التي يشير إليها الوزير الصيني قرابة عشر دول بعدد سكان يصل إلى 655 مليون نسمة، حسبما نقلت إذاعة صوت أمريكا، في تقرير اليوم الاثنين.

كما زار وانغ يي بروني واندونيسيا وميانمار والفلبين، في يناير الماضي، قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مهامه رسميًا في البيت الأبيض. وكانت الصين تعهدت بمساعدة بلدان جنوب شرق آسيا في مواجهة جائحة «كورونا» وقضايا البنية التحتية والتجارة.

ويقول محللون إن الصين تأمل في أن تتألق من جديد في أجزاء آسيا؛ حيث لا تنحاز غالبية الحكومات في علاقة القوة العظمى بعد سلسلة من التحركات الأمريكية التي تهدف إلى السيطرة على توسع الصين في بحر متنازع الصين الجنوبي المتنازع عليه. وتخشى الدول الواقعة على طول نهر الميكونغ بشكل منفصل من سيطرة بكين على تدفق المياه من سدود المنبع.

وفي هذا الصدد، قال ستيفن ناجي، أستاذ السياسة والدراسات الدولية في الجامعة الدولية بطوكيو: «وزير الخارجية يانغ يي يحاول إرسال إشارات قوية بأن الصين تظل شريكًا قويًا مع دول المنطقة».

وعلى الجانب الآخر، عقد وزير الخارجية الأمريكية، انتوني بلينكن، ووزير الخارجية لويد أوستن، الشهر الماضي، مباحثات مع نظرائهم في طوكيو لتأكيد الشراكة الثنائية، مع زيادة نفوذ الصين الإقليمية.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت سفن حربية إلى بحر الصين الجنوبي عشر مرات العام الماضي، مع إضافة قاذفات القنابل «بي-52»، للتأكيد على أن المجرى المائي المتنازع عليه يظل مفتوحًا أمام الاستخدام الدولي وليس حصري على النفوذ الصيني.

وكانت الولايات المتحدة قد عرضت مساعدات لمواجهة الجائحة لدول جنوب شرق آسيا، بينها مساعدات طبية وإنسانية طارئة بقيمة 18.3 مليون دولار، في الربع الأول من العام 2020.
 
لكن هذه المساعدات لا تعادل الاستثمارات بقيمة تريليونات الدولارات تنفقها الصين في مشاريع مثل مبادرة الحزام والطريق، والتي تشمل استثمارات في كافة الدول التي زارها وزير الخارجية الصيني خلال الأسبوع الماضي.

وتعهد وانغ يي خلال اللقاءات بأن تقدم بكين تعاون ذو جودة مرتفعة لضمان منافع ملموسة لكافة الدول شريكة الصين خلال فترة التعافي من الجائحة. كما أن دول هذه المنطقة، حسب «فويس أوف أمريكا»، ستنظر إلى الصين وليست الولايات المتحدة لتحديد التعامل مع ميانمار لاسيما عقب الانقلاب الدموي الذي شهدته البلاد في فبراير الماضي.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa