خيارات أوروبا بعد خطة تقليص الغاز الروسي.. هل تتماسك القارة العجوز أم تقع في الفخ؟

الغاز الروسي
الغاز الروسي

ضغوط متزايدة تواجهها أوروبا في ما يتعلق بالغاز، بعد أن قالت شركة "غازبروم" الروسية إنها ستخفض التدفقات عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" إلى ألمانيا إلى خُمس طاقتها.

واجتمعت دول الاتحاد الأوروبي الـ27، التي فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا ردًّا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، للاتفاق على طريقة يمكن من خلالها خفض استهلاك الغاز ومشاركة عبء النقص.

اقرأ أيضاً
ألمانيا: خفض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا هجوم اقتصادي
الغاز الروسي

أعضاء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى اتفاق بشأن كيفية خفض استهلاك الغاز بنسبة 15%، اعتبارًا من أغسطس إلى مارس القادم، وخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية؛ ما أدى إلى تساؤلات عمّا إذا كانت هذه التخفيضات ستحل مشكلات أوروبا.

وبينما يواجه العديد من دول الاتحاد الأوروبي بالفعل انخفاضًا في الإمدادات الروسية، يحث الاتحاد الدول الأعضاء على توفير الغاز وتخزينه لفصل الشتاء، خشية أن توقف روسيا التدفقات بالكامل ردًّا على العقوبات الغربية بسبب حربها مع أوكرانيا.

وفي ما تقول مجلة إيكونوميست، إن قادة الاتحاد يريدون أن يضمنوا ألا يؤدي نقص الغاز الروسي إلى ترك المنازل دون تدفئة أو إغلاق المصانع، إلا أن أعضاء الكتلة لديهم مستويات مختلفة من الاعتماد على الغاز الروسي، فقد قام البعض ببناء محطات للغاز الطبيعي المسال؛ ما قلل من اعتمادهم على "غازبروم"، لكن دولًا أخرى ستعاني، كما أن التحول إلى الغاز الطبيعي المسال من أمريكا وآسيا سوف يتطلب استثمارات ضخمة من الدول الأوروبية.

وبعد أن قاومت بعض الحكومات الاقتراح الأصلي للاتحاد الأوروبي بفرض خفض ملزم بنسبة 15 في المئة على كل دولة، وافقت الدول على استثناء العديد من البلدان والصناعات من قرار الإلزام.

وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إن الاتفاق سيُظهر للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن أوروبا لا تزال موحدة في مواجهة تخفيضات الغاز الأخيرة من قبل موسكو.

وذكر بيان، صدر الثلاثاء عن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، أن "نظام المجلس يتوقع احتمال إطلاق "تحذير الاتحاد" بشأن أمن الإمدادات، وهو ما يعني انخفاض الطلب على الغاز من روسيا التي تستخدم بشكل متواصل إمدادات الغاز كسلاح".

وأفاد وزير الطاقة في لوكسمبورغ، كلود تورم، في تغريدة بأن المجر هي الدولة الوحيدة في الاتحاد التي تصوت ضد الخطة التي وصفها بأنها "الأفضل للرد على ابتزاز (الرئيس فلاديمير) بوتين المرتبط بالغاز".

ولا يزال هدف الخفض بنسبة 15 في المئة طوعيًّا، على الرغم من أن الوزراء تركوا إمكانية جعل ذلك إلزاميًّا، أمرًا مفتوحًا إذا ضغطت روسيا أكثر.

وتشير مجلة إيكونوميست إلى أنه سيتعين على الكتلة إثبات قدرتها على التماسك عندما يكون الوقت عصيبًا، في فصل الشتاء القادم، "وستحتاج ألمانيا على وجه الخصوص إلى إظهار التضامن مع الدول الأعضاء الأخرى".

وتساءلت: "هل ستسمح ألمانيا، التي تقع في وسط شبكة أنابيب الغاز في أوروبا، على سبيل المثال، بتدفق الغاز إلى جمهورية التشيك لمنع الناس هناك من التجمد، مع أن ذلك يعني أن تتوقف مصانعها عن العمل مؤقتًا؟"

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa