اعتذر طبيب مصري فقد بصره أثناء قيامه بمهام عمله في علاج المصابين بفيروس كورونا، بسبب تفكيره وحديثه عن الانتحار، مؤكدا أنه كان نوعا من الفضفضة، متمنيا الخير للجميع.
وروى الطبيب المصري محمود قنيبر، معاناته اليومية، ابتداء من الوحدة في المنزل الذي لا يعرفه – انتقل إليه بعد اصابته- لدرجة انه يتوه بداخله، بجانب عدم قدرته على فعل شيء بمفرده ودون مساعدة أحد، مشيرا إلى أنه يشعر بالضعف بعد فقده بصره وكذلك عدم قدرته على مساعدة أطفاله حال حدوث مكروه لهما.
وأكد قنيبر أن احساسه بأنه سد خانة «عالة» لا يفعل أي شيء رغم امتلاكه طاقة كبيرة، الأمر الذي ترك أثره عليه بشكل كبير حتى في علاقته بطفله وبحياته عموما، ما يجعله سريع الغضب والانفعال، مشبها حالته بـ«خيل الحكومة» التي خرجت على المعاش وتنتظر رصاصة الرحمة.
وأضاف أنه فكر كثيرا في التخلص من حياته سواء بالصعود إلى سطح العمارة وإلقاء نفسه من فوقها او اخذ مادة تسبب له فشل كبدي لانهاء عذابه، مكررا اعتذاره للجميع عن تفكيره في الانتحار، مؤكدا ان الأمر صعب جدا، لكنه يعتزم التوجه إلى طبيب نفسي حتى يتلقى العلاج اللازم للخروج من تلك الحالة النفسية السيئة التي يمر بها.
وكشف عن إحساسه بأنه أصبح مثل الطفل الصغير الذي يحتاج إلى والديه لاصطحابه وتعريفه الحياه من جديد، لدرجة انه أصبح يشك في نظافة يديه بل يعجز عن مراقبة أي جرح قد يحدث له، أو التحسب لأي أمر قد يحدث له أو لابنه في المنزل او في الشارع، مؤكدا أنه أحيل إلى المعاش مبكرا جدا.
وكان الطبيب المصري محمود قنيبر، قد تعرض لفقدان بصره أثناء عمله في علاج مصابي كورونا بمستشفى العزل الصحي في مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، شمال مصر.
