بالأرقام.. خسائر روسيا وأوكرانيا بعد 30 يومًا من الحرب

بالأرقام.. خسائر روسيا وأوكرانيا بعد 30 يومًا من الحرب
تم النشر في

تدخل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا أسبوعها الخامس مع غياب أي أفق لحلول دبلوماسية في وقت قريب، ولهذا ترتفع التكاليف الاقتصادية والعسكرية والسياسية للأزمة لكل من موسكو وكييف.

وعندما أطلقت روسيا العنان للعملية العسكرية في 24 فبراير في أكبر هجوم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كانت تتوقع سقوط الحكومة الأوكرانية بسرعة لكن مع وصول الحرب لأسبوعها الخامس، تبدو العملية مجهولة النتائج، ما دفع القوات الروسية لتغيير تكتيكاتها عبر قصف الأهداف من بعيد بدلا من الاعتماد على الغزو البري الذي تسبب في خسائر واسعة لها.

اقرأ أيضاً
«الدفاع الأوكرانية» تعلن إحباط تقدم للقوات الروسية في محيط كييف
بالأرقام.. خسائر روسيا وأوكرانيا بعد 30 يومًا من الحرب

وحققت روسيا بعض الانتصارات الميدانية؛ حيث سيطرت على مدن ميليتوبول وخيرسون وإزيوم فيما تفرض حصارًا شديدًا على ماريوبول، إضافة إلى سيطرتها سابقًا على شبه جزيرة القرم، وكذلك موالاة أغلبية منطقتي دونيستك ولوهانسك إليها فيما لا تزال المناوشات مستمرة قرب العاصمة كييف.

ونتيجة للحرب، فرّ أكثر من 3.5 مليون شخص من أوكرانيا، وفق تقارير للأمم المتحدة أكدت أن أوروبا لم تشهد مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

خسائر عسكرية

بعد أسبوع من العملية العسكرية، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 498 وإصابة 1597 من قواتها في أوكرانيا، لافتة إلى تكبيد الطرف الثاني 2870 قتيلًا وحوالي 3700 جريح، إضافة إلى أسر 572 عسكريًا، ومن وقتها لم تعلن سوى خسائر الطرف الآخر.

إلا أن حلف شمال الأطلسي كشف، الأربعاء، عن أن ما بين 7 و15 ألف جندي روسي لقوا حتفهم خلال أربعة أسابيع من الحرب في أوكرانيا، لافتًا إلى أن استماتة الأوكرانيين حرمت موسكو من تحقيق نصر خاطف سعت إليه.

وعن أحدث حصيلة، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيجور كوناشينكوف، إنه منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، دمرت القوات المسلحة الروسية 236 طائرة مسيرة و185 نظامًا صاروخيًا و1547 دبابة، وتدمير 137 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نقاط مراقبة ومراكز اتصال.

وفي المقابل، قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، في تصريحات صحفية، إن روسيا خسرت 509 دبابات و1556 سيارة مدرعة و99 طائرة و123 مروحية منذ بداية الحرب.

خسائر اقتصادية

ومن الناحية الاقتصادية، كشفت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية أن العقوبات الغربية تسببت في فصل روسيا بشكل كبير عن الاقتصاد العالمي في جميع الجوانب، باستثناء الطاقة والمنتجات الحيوية.

ونتيجة للعقوبات الغربية، انخفضت عملة الروبل أكثر من الثلث منذ بداية يناير، مع انخفاض القدرة على استيراد السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا. ويتوقع الاقتصاديون أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة تتراوح بين 9 و15% على الأقل هذا العام.

في المقابل، أصيب الاقتصاد الأوكراني بشلل تام حيث إنه كان ما لبث أن تعافى من تداعيات جائحة «كورونا» قبل أن تأتي الحرب وتنهي آماله؛ حيث توقفت معظم الأنشطة الاقتصادية في البلاد.

وقدرت أوكرانيا خسائرها في البنية التحتية، من طرق وكباري وموانئ ومطارات، بأكثر من 565 مليار دولار منذ بدء العملية العسكرية الروسية.

أكبر نسبة لاجئين

تكاليف الحرب لم تقتصر على التكاليف العسكرية أو الاقتصادية فحسب، بل تسببت في أزمة إنسانية متنامية مع نزوح أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ أوكراني خلال الأربع أسابيع الماضية.

وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن ثلاثة ملايين و577 ألف شخص فروا شخصًا من أوكرانيا، مؤكدة أن أوروبا لم تشهد مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أن أكثر من مليون ونصف المليون طفل بين الفارين، وحوالي 90% من الفارّين هم نساء وأطفال.

فيما كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن أن عدد الضحايا المدنيين بلغ منذ بداية الحرب 2510 ضحايا، بينهم 953 قتيلًا و1557 مصابًا.

تداعيات سياسية واقتصادية وعسكرية

وفيما يتعلق بالتداعيات السياسية للحرب في أوكرانيا، توقع الخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية، أنس القصاص، أن تشهد روسيا حالى من «الامتعاض داخليًا في حال طال أمد الحرب؛ بسبب التداعيات السلبية لها، مؤكدًا أن الوقت ليس في صالح الرئيس الروسي.

كما أشار إلى أن أوكرانيا تشهد فوضى واسعة قضت على كافة المؤسسات ولولا الدعم الغربي لانتهت تمامًا. كما أن الجيش الأوكراني مفكك مع التشويش على الاتصالات العسكرية الأوكرانية تم التشويش عليها وهناك مشاكل في التواصل بين القوات والوحدات، إضافة إلى اختراق الأجواء وتدمير المطارات

وحول تأثيرات الحرب اقتصاديا، وصف القصاص الوضع في أوكرانيا بـ«الشل والخراب التام»، لكنه استدرك أن عمليات إعادة الإعمار ستكون سهلة بالنظر إلى أن أوكرانيا تجاريًا وصناعيًا وزراعيًا كبيرًا.

أما روسيا فهي يقول القصاص إنها في «وضع لا تحسد عليه حيث إن العقوبات التي فرضت عليها لم تحدث من قبل ولا توجد أي دولة أن تستطيع مواجهة تأثيراتها بمفردها حتى لو كانت الولايات المتحدة، لافتًا إلى انعكاساتها ستظهر على الصيف وليس في الحال».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa