أفادت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية تعرض وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، إلى حملة من الانتقادات والضغط المتزايد لتقديم استقالتها من حقيبة الخارجية، بل وتعرضت لإساءة شخصية، وذلك بسبب مطالباتها المتكررة بخروج المرتزقة الأتراك من ليبيا.
وانتشرت يوم السبت مقاطع مصورة وصور على مواقع الإنترنت لعناصر مجموعة مسلحة تقتحم فندقًا تستخدمه حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، تسأل عن مكان المنقوش وتقوم بتفتيش السيارات بحثًا عنها.
وبشكل منفصل، شن صادق الغرياني، المقيم في تركيا، هجومًا لاذعًا بحق المنقوش عبر قناته «التناصح»، واصفًا إياها بـ«الحقيرة واللئيمة تخدم المشروع الصهيوني». ويقول مراقبون إن الهجوم الموجه ضد المنقوش يعرض حياتها للخطر، ويظهر عدم قدرة السياسيين في ليبيا استيعاب السيدات في المشهد السياسي.
ونجلاء المنقوش، محامية وناشطة حقوقية، أول سيدة تتولى حقيبة الخارجية الليبية، وهي من سكان مدينة بنغازي في الشرق، وتحاول شق طريقها وسط حزمة من الأطراف الخارجية الفاعلة داخل ليبيا.
ويزعم بعض معارضي المنقوش أنها داعمة لقائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، مدعين أن دعواتها لخروج تركيا والمقاتلين التابعين لها من ليبيا لم تطابق دعواتها لخروج المرتزقة الروس وعناصر شركة «فاغنر»، وهي شركة يقال إنها داعمة لقوات حفتر في شرق ليبيا.
وينفى داعمو وزيرة الخارجية تلك المزاعم، ويؤكدون أنها طالبت بخروج جميع المقاتلين المرتزقة من البلاد على اختلاف جنسياتهم، وتداولوا مقاطع مصورة لتصريحات ومقابلات صحفية لها تعود إلى العام 2019 تطالب فيها بإخلاء ليبيا من العناصر الأجنبية.
من جانبه، دافع السفير الأمريكي لدى ليبيا عن المنقوش مطالبًا بوقف حملة الهجوم ضدها على الفور، وقال: «ندعم بشكل كامل دعوة وزيرة الخارجية المنقوش اللي لا لبس فيها لخروج كافة المقاتلين الأجانب لمصلحة سيادة واستقرار ليبيا».
وتزعم أنقرة أن وجودها في ليبيا لا يمكن مقارنته بوجود أي قوات أجنبية أخرى؛ حيث إنها تلقت دعوة رسمية من حكومة الوفاق الوطني السابقة، وهي تصريحات كررها وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خلال زيارة أجراها إلى طرابلس الأسبوع الماضي.
وكرر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة دعوته لخروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
اقرأ أيضًا:
