أكد محللون سياسيون أن تدخلات تركيا الأخيرة في العديد من الدول ومن ضمنها أذربيجان وأرمينيا، وذلك بإعلان أردوغان الدعم المطلق لأذربيجان، سيلقي بتبعاته على الأقتصاد التركي، منوهين بأنه قد يؤدي بتعجيل الانتخابات التركية للتخلص من أعباء وأضرار أردوغان على تركيا.
(تجاوز الحدود)
وقال المحلل السياسي الدكتور خالد باطرفي لـ(عاجل)، أن تركيا تجاوزت حدودها وقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية وفتحت على نفسها العديد من الجبهات في وقت واحد وذلك بتدخلاتها في عدد من الدول مثل ليبيا وسوريا والعراق والآن أذربيجان، بالإضافة إلى الجبهات الاقتصادية والعسكرية والسياسية وخلافاتها مع أمريكا وأوروبا وإيران وروسيا والدول الكبرى في العالم العربي مثل مصر والسعودية والإمارات.
(انهيار العملة)
وأضاف باطرفي، أن إنشاء تركيا للقواعد في العدد من الدول البعيدة عن تركيا مثل قطر والصومال وليبيا سيلقي بظلاله على الاقتصاد التركي إذا ما نظرنا إلى انهيار الليرة التركية، وتأثير خلافات تركيا مع الدول والتدخل بها على السياحة التركية، والتصنيف الائتماني
السلبي.
(التغول التركي)
وأكد باطرفي أن الوقفات الحازمة لدول مثل فرنسا وإيطاليا واليونان وروسيا وأسبانيا وقبرص ودول الجامعة العربية في مواجهة التغول التركي في شرق المتوسط، وفي مغامراتها في ليبيا وسوريا والعراق، أدت إلى تراجع تركيا، وعودة سفينتها إلى أنطاليا.
وأشار باطرفي إلى تخلي أمريكا عن تركيا، وذلك بعدم إعطائها الغطاء والدعم، الذي تحتاجه والذي كان يمني النفس به أردوغان بحكم علاقته بترامب، وسبب ذلك شراء تركيا صواريخ إس 400 من روسيا، الأمر الذي تراه أمريكا، وحلف الناتو لا يتوافق مع أنظمته ويكشف الكثير من أسرار الحلف مثل طائرات إف 36.
(أعباء أردوغان)
وأبان باطرفي، أن المرحلة المقبلة ستشهد ارتباكًا في حزب العدالة والتنمية وفي القيادة التركية وسينجم عنها تراجع تام أو ستكون هناك انتخابات مبكرة للتخلص من أضرار وأعباء أردوغان على تركيا.
واختتم تعليقه بأن أسباب تدخلات تركيا في العديد من الدول ليست لهدف حماية الأقليات كما يدعي أردوغان بل للبحث عن البترول والغاز ومصادر الطاقة التي تحتاجها تركيا، وهو الأسلوب والمغامرة الذي ترفضها دول أوروبا.
(فوضى أردوغان)
من جهته لفت المحلل السياسي يحيى التليدي إلى أن عودة الاشتباكات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، دليل آخر على أن نظام أردوغان لا يحدث سوى المزيد من الفوضى في المنطقة تحت ذريعة حماية مصالح تركيا.
وألمح التليدي إلى أنه يمكن فهم الدور الذي تلعبه تركيا في هذا الصراع ودعمها الكامل لأذربيجان بأنه يمثل امتدادًا للعداء التاريخي بين الأرمن والأتراك من جهة والطموحات الإقليمية التوسعية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يبحث عن مزيد من النفوذ في منطقة حيوية تمتد عبرها أنابيب الغاز عالميا وتدعم نفوذه مقابل روسيا التي تميل إلى دعم أرمينيا في هذا النزاع.
(ورقة قوية)
وذكر التليدي أن أردوغان يعتقد أن التصعيد في الصراع الأذري-الأرمني سيكون ورقة قوية تمكنه من تقوية موقفه في مواجهة روسيا في كل من ليبيا وسوريا وقد يدفع بموسكو لتقديم تنازلات في هذه الملفات، وذلك ليظهر لواشنطن أنه ما زال الأقدر على مواجهة الدور الروسي من ليبيا إلى القرم في أوكرانيا، مرورًا بإدلب في سوريا، وهو في الوقت نفسه يقول لواشنطن إن تركيا يمكن أن تقوم مكان أوروبا في القيام بالعديد من الأدوار في الملفات الإقليمية، خاصة أن فرنسا كان لها الدور الأبرز في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا عام 1994.
(حالة عدم استقرار)
وشدد على أنه لا سبيل لحل هذا الصراع القديم إلا بالحوار بين باكو ويريفان حتى لا يتحول إلى حرب بالوكالة بين أطراف دولية أخرى وحينها لن يكون في صالح المنطقة، وستسبب حالة عدم استقرار في منطقة القوقاز ككل.
(سقوط أردوغان)
وبين أن ما يفعله أردوغان من قرصنة بحرية في البحر المتوسط وتأجيج للصراعات في المنطقة وسياسته التي هي ضد الاتفاقيات الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول لا يمكن له أن يستمر، فهو داخليًّا انكشف أمام شعبه وظهر ذلك في الانتخابات البلدية الأخيرة، وأما خارجيًّا فالنتيجة الحتمية لمغامراته العبثية ليس تمدده بل سقوطه.