هددت السلطات الإيرانية عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية، الذين يحملون جنسيتها، من الحديث لوسائل الإعلام حول الواقعة، بالرغم من إقرارها رسميًّا بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة في وقت سابق بعد أيام من المراوغة.
وقال موقع «إيران إنترناشيونال» في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن جهات أمنية هددت عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية من حاملي الجنسية الإيرانية كي لا يتحدثوا مع وسائل إعلام إيرانية تبث من الخارج.
وكان على متن الطائرة الأوكرانية 176 راكبًا منهم 82 شخصًا يحملون الجنسية الإيرانية، و63 من الكنديين و11 أوكرانيًا من بينهم جميع أفراد الطاقم التسعة و10 سويديين وأربعة أفغانٍ و ثلاثة بريطانيين، وثلاثة ألمان، بحسب وزير الخارجية الأوكراني «فاديم بلاتيكو».
التظاهرات تجتاح طهران احتجاجًا على إسقاط الطائرة الأوكرانية
بالتوازي، نشرت وسائل إعلام وحسابات إيرانية، اليوم الأحد، مقاطع مصورة لطلاب جامعيين ومواطنين تجمعوا وسط العاصمة طهران للمطالبة بإقالة كافة المسؤولين الذين تسببوا في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، بينما مزق المتظاهرون، أمس السبت، صورة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية في العراق مطلع يناير الجاري.
وبعد 3 أيام من المراوغة والإنكار وتحت ضغوط دولية، قال بيان عسكري إيراني، مساء أمس السبت، إن الطائرة الأوكرانية سقطت جراء خطأ بشري غير مقصود، بعد تحليقها بالقرب من «موقع حساس» تابع للحرس الثوري الإيراني.
إيران تعترف بسقوط الطائرة الأوكرانية والمعارضة تطالب بمحاكمتهم
وبعد ساعات من هذا البيان، قال العميد المسؤول عن الوحدة التي أطلقت الصاروخ الذي أصاب الطائرة الأوكرانية وقائد قيادة «القوة الجو- فضائية» في الحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، في تصريحات للصحفيين: «إن الطائرة أسقطت بصاروخ قصير المدى انفجر بالقرب منها».
هذا التصريح تلقفته المعارضة الإيرانية البارزة مريم رجوي، مطالبة في بيان لها، مساء أمس السبت، بمحاكمة الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد علي خامنئي لتورطهما في جريمة إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وقالت مريم رجوي إنه بعد تأخير دام 72 ساعة، والتباطؤ واختلاق مشاهد وأكاذيب، اضطر حسن روحاني رئيس جمهورية نظام الملالي، وهيئة قيادة القوات المسلحة للاعتراف بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ قوات الحرس.
وأضافت أن هذا اعتراف متأخر، جاء على مضض، بعد الاحتجاجات وعمليات الكشف الواسعة من قبل مواطنين ونشر الصور والفيديوهات، وتأكيد عملية الإسقاط من قبل أمريكا وكندا وبريطانيا والناتو وغيرها من المراجع الدولية، فيما كان العديد من قادة النظام بمن فيهم المتحدث باسم حسن روحاني، ورئيس مؤسسة الطيران، يدّعون بكل وقاحة أن الطائرة سقطت بسبب خلل فني.
السلطات الإيرانية دمرت موقع الحادث لإخفاء أدلة سقوط الطائرة الأوكرانية
وفي أعقاب سقوط الطائرة الأوكرانية، أنكرت السلطات الإيرانية مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة ورفضت تسليم الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الأوكرانية، إلى شركة بوينغ، مصنعة الطائرة، أو الولايات المتحدة.
ووفقًا لما هو متعارف عليه، يشارك مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي في أي تحقيقات دولية تتعلق بطائرات بوينج أمريكية الصنع، لكن هذه المشاركة تكون بتصريح ووفقًا لقوانين البلد الأجنبي المعني.
لكن الإيرانيين اختاروا أن تحقق منظمة الطيران الإيرانية بشكل مستقل في الحادث في وجود ممثلين عن حكومة أوكرانيا، إذ قال رئيس منظمة الطيران المدني الإيراني علي عبد زادة: « ستحقق منظمة الطيران الإيرانية في الحادث لكن الأوكرانيين يمكن أن يكونوا حاضرين أثناء التحقيق».
وبعد 3 ساعات من بدء من مشاركة المحققين الأوكرانيين في التحقيق في موقع الحادث، توصلوا إلى قناعة أن الطائرة الأوكرانية ضُربت بصاروخ خلال رحلتها من طهران إلى كييف، بحسب وزير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني « أوليكسي دانيلوف».
ووفقًا لموقع سي إن؛ فإن الوزير الأوكراني رجح أن يكون الإيرانيون حاولوا طمس الأدلة لإخفاء السبب الحقيقي لإسقاط الطائرة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن إيران لم يكن لديها رغبة بألا ينكشف شيء قائلًا: «لقد تصرفوا في موقع الحادث بسرعة لإخفاء كل شيء».
اقرأ أيضًا