قبل أيام قليلة من اغتياله، أودع الصحفي العراقي المقتول أحمد عبدالصمد مقطعًا مصورًا لدى مرصد الحريات الصحفية، موصيًا بنشره في حال وفاته، بعد تعرضه لتهديدات عديدة من مليشيات تابعة لإيران.
وقال زياد العجيلي مدير مرصد الحريات الصحفية، في تصريحات صحفية، إن أحمد عبدالصمد، الذي يعمل في قناة دجلة المحلية، أعطاهم هذا الفيديو منذ أيام، بعد تعرضه لتهديد.
مليشيات مدعومة من إيران هدّدت أحمد عبدالصمد
وخلال المقطع المصور الذي نشره مرصد الحريات الصحفية في العراق على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال أحمد عبدالصمد: «تعرضت في البصرة إلى كثير من التهديدات غير الظاهرية».
وانتقد أحمد عبدالصمد خلال المقطع المصور غياب الحريات في بلاده، متسائلًا: «هل نستطيع أن ننقل الخبر بحرية تامة؟ أعتقد أن هناك خطوط حمراء لا تجعلنا ننقل كل شيء بحرية».
أحمد عبدالصمد انتقد السلطات العراقية
أحمد عبدالصمد اعتبر خلال مقطع الفيديو، أن ممارسات الأحزاب التي تحكم العراق منذ عام 2003، لعبت دورًا في "فقدان الحريات" في بلاده. موضحًا أن الصحافة هي سلطة رابعة ليس لديها سلاح سوى القلم، وأن كثيرًا من الصحفيين في العراق قدموا أرواحهم قربانًا للعمل الصحفي على حدّ تعبيره.
وقُتل أحمد عبدالصمد، أمس الجمعة، على يد مسلحين مجهولين مع زميله المصور صفاء غالي في مدينة البصرة، حيث كان يغطي المظاهرات المناهضة للنظام الحاكم والمطالبة بإبعاد العراق عن الصراعات الخارجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وبعد ساعات من اغتياله، نشر ناشطون عراقيون مقطعًا مصورًا للصحفي أحمد عبدالصمد، يظهر خلاله، وهو ينتقد السلطات العراقية لعدم اعتقالها أو ضربها، أي من عناصر الميليشيات الذين شاركوا في التظاهرة أمام السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي.
أحمد عبدالصمد كشف هوية الطرف الثالث
ووجّه أحمد عبدالصمد، خلال مقطع الفيديو الذي أعقب عملية اغتياله، تساؤلات للحكومة العراقية بشأن تعاملها مع المحتجين، وعمليات القتل والاعتقال التي رافقت تلك الاحتجاجات المستمرة منذ أكتوبر الماضي، متطرّقًا في حديثه إلى الطرف الثالث قائلًا: «إنه انكشف الآن»، في إشارة للمليشيات المدعومة من إيران.
وتعرض عديد من الناشطين والصحفيين إلى القتل أو الاختطاف ومهاجمة وحرق قنوات تلفزيونية ومكاتب إعلامية، على يد مسلحين مجهولين يُعتقد أنهم تابعون لميليشيات مدعومة من إيران مع بداية حركة الاحتجاج مطلع أكتوبر الماضي، إذ أسفرت التظاهرات عن مقتل نحو 600 شخص وإصابة 20 ألفًا آخرين.
يذكر أن العراق جاء في المرتبة 156 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2019م الذي تُصدره منظمة مراسلون بلا حدود بشكل سنوي.
وخلال أعوام 2015 حتى 2017، قتل نحو 40 صحفيًّا وأصيب 76 آخرون معظمهم، قتلوا خلال فترة العمليات العسكرية المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» الإرهابي.
أقرأ أيضا: