سياسية أم عسكرية.. ما دوافع اغتيال محسن فخري زاده؟

الاسم الأشهر في برنامج إيران النووي...
سياسية أم عسكرية.. ما دوافع اغتيال محسن فخري زاده؟

كان اسم العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، غير معروف عند غالبية الشعب الإيراني حتى يوم الجمعة مع انتشار الأنباء عن اغتياله وسط العاصمة طهران، رغم الحماية الشديدة التي خصصتها له السلطات هناك.

فخري زاده معروف لدى المخابرات الغربية كونه أحد الأدوات الرئيسية والحيوية في برنامج إيران النووي والصاروخي، لكن الإعلام الإيراني لم يذكر سوى أنّه عالم وباحث مشارك في تجارب تطوير اختبارات فيروس «كوفيد19» المحلية.

تعاملت إيران بجدية شديدة مع مسألة تأمين حياة عالمها النووي، وخصصت له فريق حراسة مكوّن من عدة أفراد، كما أخفت بحرص شديد أي معلومات تخصه، لدرجة أنه كان من الصعب حتى وقت قريب إيجاد صورة له على مواقع البحث على الإنترنت.

ولهذا، تساءلت شبكة «بي بي سي» البريطانية عن الدوافع التي تقف وراء اغتيال فخري زاده، وترى أنَّ الدوافع سياسية في المقام الأول ولا تتعلق ببرنامج إيران أو أنشطتها النووية.

وقالت، إن هناك دافعين هما الأبرز، الأول منهما هو تهديد أي تحسن محتمل في العلاقات بين إيران وإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، خصوصًا وأنّه أعرب خلال حملته الانتخابية عن رغبته العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وهو الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب. 

والدافع الثاني، حسب تقرير «بي بي سي»، هو «تشجيع إيران على الاندفاع وتنفيذ عمل انتقامي»، واستغلال هذا ضدها.

وتوعد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بالانتقام من «قتلة علماء بلاده»،  وقال: «الأعداء يمرون بأسابيع عصيبة. هم يدركون أن الوضع الدولي آخذ في التغير، وهم يحاولون استغلال هذه الأيام بالطريقة الأفضل لخلق ظروف غير مستقرة في المنطقة».

ومن المؤكد أنّ «الأعداء» الذين يشير إليهم روحاني هم الولايات المتحدة وإسرائيل، ودول المنطقة. 

اغتيال فخري زاده ليس عملية الاغتيال الأولى التي تطال أبرز الشخصيات الإيرانية، ففي يناير الماضي، قتلت طائرة أمريكية مسيرة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم السليماني، في العراق.

وتفاخر الرئيس الأمريكي وقتها بنجاح العملية، وقال: «لقد أوقفناه بسرعة، وأوقفناه بشكل مفاجئ.. بأي تكلفة». 

وألقى الرئيس الإيراني مسؤولية اغتيال فخري زاده على إسرائيل، لاسيما وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هو أول من تحدث مباشرة عن العالم الإيراني ودوره في برنامج إيران النووي، وحثّ الجميع على «تذكر اسمه»، في خطاب متلفز ألقاه بالعام 2018.

ورغم حديث إيران عن تفوقها المخابرات والعسكري المزعوم، إلا أن كثيرين تشككوا على مواقع التواصل الإجتماعي عن كيفية اغتيال شخصية شديدة الحراسة في وضح النهار، وسط مخاوف من استغلال هذا الحادث كذريعة لمزيد من الاعتقالات السياسية داخل البلاد.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa