أعلنت أربع دول أوروبية، اليوم الجمعة، طرد دبلوماسيين روس، ضمن سلسلة كبيرة من العقوبات السياسية والاقتصادية، التي طالت موسكو ردًّا على الهجمات العسكرية المتتالية التي تجريها في الأراضي الأوكرانية منذ يوم 24 فبراير الماضي.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية البلغارية الجمعة، إنها قررت طرد عشرة دبلوماسيين روس لقيامهم بـ"أنشطة لا تتوافق مع اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية".
وتستخدم هذه الصيغة عادة للإشارة إلى أنشطة تجسس، حيث سبق أن طردت بلغاريا دبلوماسيًّيْن روسيين في مطلع مارس/آذار لسبب مماثل.
وفي هذا الإطار أيضًا، أعلنت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا الجمعة طرد 3 دبلوماسيين روس من كلا البلدين.
وقال وزير الخارجية اللاتفي إدغارس رينكيفيكس على تويتر إن بلاده طردت ثلاثة موظفين في السفارة الروسية بسبب أنشطة مخالفة لوضعهم الدبلوماسي وعلى ضوء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأشار إلى أن القرار اتخذ بالتنسيق مع ليتوانيا وإستونيا، فيما أفادت وزارتا خارجية البلدين بطرد أربعة وثلاثة دبلوماسيين روس على التوالي.
وعلقت روسيا على العقوبات المتكررة ضدها، على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قائلة إنها سجلت رقما قياسيا.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي متزامنة مع تأكيدات فرنسية على لسان جابرييل أتال المتحدث باسم الحكومة، اليوم، بأن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا ردًّا على هجومها في أوكرانيا بدأ يكون لها "أثر فعلي".
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على فرض رابع حزمة عقوبات على روسيا في أعقاب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ورغم العقوبات واستمرار الأعمال العسكرية في أوكرانيا أحرزت موسكو وكييف تقدّما واضحا بشأن خطة سلام مؤقتة تتألف من 15 نقطة، أبرزها أن تتخلى كييف عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقابل ضمانات أمنية.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن الخطة تشمل وقف إطلاق النار وانسحاب روسيا إذا أعلنت أوكرانيا الحياد، بالإضافة إلى فرض قيود على الجيش الأوكراني، وفقًا لثلاثة أشخاص شاركوا في المحادثات.
الاتفاق المقترح، الذي ناقشه المفاوضون الأوكرانيون والروس بشكل كامل للمرة الأولى الإثنين الماضي، سيتضمن أيضا تخلي كييف عن طموحاتها للانضمام إلى الناتو والتعهد بعدم استضافة قواعد عسكرية أو أسلحة أجنبية مقابل الحماية من حلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا.
ورغم إعلان موسكو وكييف إحراز تقدم بشأن شروط الاتفاق، لا يزال المسؤولون الأوكرانيون متشككين في إمكانية التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التام بالسلام وتثور لديهم مخاوف من أن موسكو تحاول استغلال الوقت لإعادة تنظيم قواتها واستئناف هجومها.