الأخضر يسعى لاستعادة بريقه الآسيوي ويطارد الرقم القياسي الياباني

الصقور مرشحون دائمون للفوز باللقب..
الأخضر يسعى لاستعادة بريقه الآسيوي ويطارد الرقم القياسي الياباني

بعد شهور على عودته للظهور في بطولات كأس العالم من خلال النسخة التي استضافتها روسيا منتصف عام 2018، يطمح المنتخب السعودي لكرة القدم إلى استعادة بريقه الآسيوي من خلال النسخة الجديدة لكأس آسيا، والتي تنطلق فعالياتها يوم السبت المقبل في الإمارات.

وبرغم خروج الأخضر السعودي من الدور الأول للمونديال الروسي، لكن العروض والنتائج التي قدمها الفريق في مجموعته بالدور الأول، تؤكد أن الفريق لديه القدرة والإمكانات التي تساعده على التألق واستعادة عرشه الآسيوي من خلال النسخة السابعة عشرة التي تستضيفها الإمارات من الخامس من يناير إلى أول فبراير المقبلين.

واستهل المنتخب السعودي مسيرته في المونديال الروسي بهزيمة ثقيلة صفر / 5 أمام نظيره الروسي في المباراة الافتتاحية للبطولة، لكنه استعاد بعضًا من اتزانه في المباراة التالية وخسر صفر / 1 أمام منتخب أوروجواي العريق، قبل أن يفوز على شقيقه المصري 2 / 1 في المباراة الثالثة بالمجموعة.

كان التدرج في مستوى الأداء والنتائج خلال المونديال دليلًا دامغًا على أنه مع التخلص من رهبة البداية واكتساب الثقة، يكتب المنتخب السعودي القدرة على تقديم مستويات عالية من المنافسة.

ويحتاج الفريق الآن إلى الظهور بأفضل مستوياته من أجل تقديم بطولة قوية في كأس آسيا 2019، خاصة بعدما قيام المسؤولين عن الاتحاد السعودي للعبة بالإبقاء على المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي في منصب المدير الفني للفريق عقب انتهاء المونديال الروسي، ما أضفى على الفريق مزيدًا من الاستقرار.

والآن، قد يجني الأخضر ثمار هذا الاستقرار والطفرة في مستواه من خلال البطولة الآسيوية التي يسعى إلى المنافسة بقوة على لقبها لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب القاري المسجل باسم المنتخب الياباني برصيد أربعة ألقاب.

وعلى الرغم من غياب المنتخب السعودي عن النسخ السبع الأولى في بطولة كأس آسيا، لكنه فرض نفسه بقوة كأحد أبرز الفرق المشاركة في البطولة على مدار تاريخها.

ولم يستغرق المنتخب السعودي وقتًا طويلًا ليترك بصمته في تاريخ البطولة؛ حيث أحرز اللقب القاري في أول مشاركة له بالبطولة الآسيوية، وذلك في عام 1984 ثم أتبعه باللقب الثاني في النسخة التالية التي أقيمت عام 1988 وعانده الحظ في النسخة التالية عام 1992؛ ليحتل المركز الثاني قبل أن يستعيد اللقب في بطولة عام 1996 التي أقيمت بالإمارات.

وأصبح الأخضر واحدًا من ثلاثة منتخبات فقط أحرزت اللقب ثلاث مرات على الأقل على مدار تاريخ البطولة؛ حيث يشترك معه في هذا منتخبا إيران (ثلاثة ألقاب) واليابان (أربعة ألقاب(.

لكن المنتخب السعودي يتفوق على جميع المنتخبات التي شاركت في البطولة الآسيوية من حيث عدد مرات الوصول للمباراة النهائية؛ حيث بلغ النهائي في ست من تسع مشاركات له بالبطولة حتى الآن، وتوج باللقب في ثلاث مرات ولم يحالفه الحظ في مثلها؛ حيث حلَّ ثانيًا في أعوام 1992 و2000 و2007.

ومنذ بلوغه النهائيات للمرة الأولى في عام 1984، لم يغب المنتخب السعودي عن المشاركة في البطولة في أي نسخة؛ حيث يخوض الفريق النهائيات للمرة العاشرة على التوالي عندما تنطلق فعاليات النسخة السابعة عشرة يوم السبت المقبل في ضيافة الإمارات.

لكن الأهم هو أن الأخضر كان ولا يزال ضمن المرشحين لإحراز اللقب في كل نسخة خاضها بالبطولة.

لهذا، يضع المنتخب السعودي صوب عينيه هدف الوصول لنهائي النسخة المرتقبة. ويضاعف من رغبة الفريق في إحراز اللقب استعادة بعض بريقه في 2018، وبلوغ نهائيات كأس العالم بعدما فشل في التأهل للبطولة عامي 2010 بجنوب إفريقيا و2014 بالبرازيل بعدما شارك في النهائيات أربع مرات متتالية.

وودَّع الأخضر فعاليات النسختين الماضيتين من كأس آسيا مبكرًا وسقط في الدور الأول، ما يمثل دافعًا قويًّا للبحث بقوة عن التتويج في النسخة الجديدة من البطولة الآسيوية أو على الأقل الوصول بعيدًا في الأدوار النهائية لها.

وربما خدمت القرعة الأخضر؛ حيث أوقعته في المجموعة الخامسة متوسطة المستوى التي تضم معه منتخبات قطر ولبنان وكوريا الشمالية، ما يجعل الأخضر مرشحًا بقوة للعبور من هذه المجموعة إلى الأدوار الفاصلة.

وعلى عكس ما واجه الفريق من صعوبات أعاقت الاستعداد الجيد قبل كأس آسيا 2015، كانت استعدادات الفريق للبطولة المرتقبة على ما يرام؛ حيث أعقب الفريق مشاركته في المونديال الروسي بعدد من المباريات الودية متباينة القوة؛ حيث تعادل مع بوليفيا 2/2، والأردن 1/1، والعراق 1/1، وفاز على اليمن 1/صفر، وخسر أمام البرازيل صفر/2 .

كما استفاد الفريق من الاستقرار في إدارته الفنية على عكس ما حدث قبل النسخة الماضية؛ حيث جرى تغيير الإدارة الفنية للفريق بشكل جذري قبل شهر واحد على انطلاق فعاليات البطولة.

وكالعادة، يمتلك المنتخب السعودي العديد من المواهب الرائعة في مختلف المراكز بالفريق، وهذه المواهب تحتاج فقط إلى التوظيف الجيد لتحقيق النتائج المرجوة.

ويعتمد بيتزي على مجموعة كاملة من اللاعبين الناشطين داخل الدوري السعودي بقيادة محمد الصيعري هداف فريق الحزم.

وتجمع قائمة الفريق في البطولة المرتقبة بين عناصر الشباب مثل أيمن الخليف وعبدالله العمري وحمدان الشمراني وعبدالله الخيبري وأصحاب الخبرة مثل حارس المرمى وليد عبدالله والمدافع عمر هوساوي ولاعبي الوسط سلمان الفرج ويحيى الشهري وفهد المولد وحسين المقهوي.

وشق الفريق طريقه إلى النهائيات دون عناء؛ حيث تصدر المجموعة الأولى في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس آسيا 2019 وكأس العالم 2018 متفوقًا على منتخبات الإمارات وفلسطين وماليزيا وتيمور الشرقية، وحقق الفريق الفوز في ست مباريات وتعادل في مباراتين وسجل لاعبوه 28 هدفًا واهتزت شباكه أربع مرات؛ ليتأهل بجدارة إلى البطولة الآسيوية والمرحلة النهائية من تصفيات المونديال.

ويستهل الفريق مسيرته في البطولة بلقاء منتخب كوريا الشمالية ثم يلتقي بعدها نظيريه اللبناني والقطري.

ويحتاج الأخضر للفوز بأول مباراتين له ليضمن التأهل إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) قبل المواجهة مع منتخب قطر.

وإذا عبر المنتخب السعودي هذه المجموعة دون مفاجآت، سيكتسب الفريق ثقة قد تساعده كثيرًا في الخطوات التالية نحو تحقيق حلم الفوز باللقب الرابع لمعادلة الرقم القياسي المسجل باسم المنتخب الياباني في عدد مرات الفوز باللقب الآسيوي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa