سقطة أوكرانيا وراء انقلاب بوتين على إسرائيل

سقطة أوكرانيا وراء انقلاب بوتين على إسرائيل
تم النشر في

جاءت رياح موسكو بما لا تشتهي سفن تل أبيب، فرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، الذي عرج إلى منتجع سوتشي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين في الثاني والعشرين من أكتوبر الجاري، انتظر التباحث حول الملف النووي الإيراني، لا سيما ما يتعلق بتوقيع اتفاق جديد، وضمان موسكو التزام الإيرانيين بالتراجع عن بناء قنبلة نووية؛ لكن الرئيس الروسي وفي مباحثاته التي استغرقت خمس ساعات بدلًا من ساعتين، حسب جدول الأعمال، تجاهل (علانية على الأقل) أي ذكر لإيران.

ربما يعود ذلك إلى اعتراض روسيا على إشارات إسرائيل، التي أطلقتها عشية الزيارة، وتضمنت إجراء تدريبات جوية للهجوم على أهداف نووية في إيران؛ فالروس، حسب تقديرات إسرائيلية، لا يرغبون في الاستماع إلى مثل هذه التهديدات، خاصة أنهم مخضرمون بما فيه الكفاية، ويتفهمون جيدًا أن تهديدات إسرائيل تخلو من المضمون، ولن تسفر عن أي أنشطة على الأرض.

وتلفت التقديرات ذاتها إلى خطأ إسرائيلي، قد يكون له بالغ الأثر في تحوُّل الموقف الروسي خلال المباحثات، إذ تشير دوائر في حاشية نفتالي بينت إلى أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا برئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي قبل استقلال طائرته إلى سوتشي؛ ورغم أنه لا تتوافر تفاصيل حول فحوى الاتصال، فإن بينت لم يدرك دخوله بهذه الخطوة «عش الدبابير»، حتى إذا كان المبرر التوسط بين موسكو وكييف، والتظاهر بدور إسرائيلي في نادي الدول العظمى.

ويكمن الخطأ الإسرائيلي في اختيار بينت للتوقيت الأكثر سوءًا، لاسيما في ظل وصول التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى ذروتها، وإعلان مصادر روسية شروع حلف الـ«ناتو» في تحريك قوات نحو أوكرانيا، وهى الخطوة التي اعتبرها بوتين «تهديدًا مباشرًا وحقيقيًا ضد روسيا».

إزاء ذلك، لم يكن مستغربًا تركيز الرئيس الروسي خلال المباحثات على الملف السوري فقط، وحسب موقع «دبكا» العبري، ألمح بوتين إلى هجمات إسرائيل الجوية على سوريا، ومدى تهديدها لاستقرار نظام الرئيس بشار الأسد.

وفيما وُصف بـ«درس من مُعلم إلى تلميذ»، مرَّر بوتين أيضًا رسالة واضحة إلى بينت، جاء فيها: «الآن.. أنت رئيس حكومة، وينبغي أن تعلم أننا نجحنا في بناء علاقات خاصة مع إسرائيل. ورغم النزاعات السياسية داخل إسرائيل، لكننا نأمل أن تواصل الحكومة الحالية سياستها مع روسيا، تمامًا مثلما كان عليه الحال مع الحكومة السابقة».

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa