تتجه الأنظار نحو المملكة، لرصد ومتابعة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهي الزيارة الأولى منذ توليه السلطة مطلع 2021، والتي تكتسب أهمية خاصة كونها تأتي ضمن أول زيارة له لمنطقة الشرق الأوسط.
كما تتبلور أهمية الزيارة كونها تشهد قمة سعودية أمريكية وقمة خليجية أمريكية بمشاركة العراق ومصر والأردن، وهو ما يعكس مكانة المملكة ودورها المحوري في أمن واستقرار المنطقة وحرص قيادتي البلدين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وقد تشهد الزيارة توضيح الرؤية الأمريكية وسياساتها في الشرق الأوسط وأمن الطاقة، فضلًا عن طمأنة المملكة والدول العربية بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وشرح مواقف الإدارة الأمريكية حيال جملة من القضايا الاستراتيجية من ضمنها رؤية واشنطن لحل أزمة الشرق الأوسط إلى جانب الوصول إلى حلول سياسية دائمة للأزمة اليمنية ومنع التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
ولعل الجميع يدرك أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية يتفقان على أهمية التصدي لسلوكيات إيران المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر الميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران.
وتحظى جهود المملكة بتأييد الولايات المتحدة الأمريكية، لإيجاد حل سياسي شامل في اليمن يضمن تحقيق أمن واستقرار اليمن.
وتدفع الأزمات التي يشدها العالم، وفي القلب منها منطقة الشرق الأوسط، قيادتي البلدين لاستشعار حجم التحديات المشتركة وأهمية رفع التنسيق إلى أعلى مستوياته، تعزيزًا للنهج الثابت الذي تتميز بها العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
ولأن المملكة دائمًا ما تكون في المقدمة، فقد اتفقت رؤيتها في ما يخص مواجهة تغير المناخ، بل واتخذت زمام المبادرة، عندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، خريطة الطريق الخاصة بالسعودية لمكافحة تغير المناخ خلال القمة الأولى لـ"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر".
وقد حضّ ولي العهد العشرات من قادة الدول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على الانضمام إليه في إطلاق سلسلة من المبادرات، كي يؤدوا دورهم في حماية البيئة، والعمل على تحقيق هدف خفض الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الهيدروكربونات بأكثر من 60% في المنطقة.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بجهود المملكة في مكافحة التغير المناخي، وفي مقدمتها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها سمو ولي العهد -يحفظه الله-، وأعلن سموه إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات البيئية والتي تمثل استثمارات بقيمة تزيد على (700) مليار ريال.
