أكدت استشارية العلاج النفسي والأسري الأستاذة المشارِكة بجامعة الملك سعود الدكتورة حنان عطا الله، لـ«عاجل»؛ أن «أسباب التعدد في المجتمع، تكون غالبًا، غير منطقي»ة، وأن «معظمها هفوات لدى الرجال»، موضحةً أن «تعدد الزوجات منصوص عليه في الإسلام، ومباح شرعًا، لكنه محدد الظروف».
وأضافت استشارية العلاج النفسي والأسري لـ«عاجل: «لا بد أن نفهم أولًا أن التعدد يكون بشرط قاسٍ وهو العدل. وأن تعدد الزوجات قديمًا مختلف؛ حين كانت الزوجات لا يمانعن بل يرغبن أحيانًا في مَن تساعدهن في أمور المنزل».
وأضافت استشارية العلاج النفسي والأسري لـ«عاجل»: «أرى أن تكون الخطوة برضاء الطرفين، وأن تكون لها مبرراتها القوية، مثل أن تكون الزوجة لا تنجب، وأن تعطي زوجها الضوء الأخضر بعد أن يتناقش معها دون أن يطلقها بسبب عدم الإنجاب، وأن تكون الزوجتان على علم بالوضع.. فهذا لا بأس به».
وتابعت: «بعضهم يكون عذره أنه لا يكتفي بزوجة واحدة.. إن كان لا يستطيع العيش مع زوجة واحدة تربي أبناءه وتهتم به، فهل من المنطقي أن يفتح منزلًا آخر وينجب أبناءً من زوجة ثانية؟! بعض الأزواج يتزوجون عقابًا للزوجة الأولى، وهذا أسوأ أنواع العقاب».
وتساءلت الاستشارية: «هل هذا يدل على نضج شخصية الزوج؟! هناك من يتزوج لأسباب مؤلمة.. يقول إن زوجته طيبة لكنها أنجبت الكثير، وأصبح المنزل مزعجًا.. فهل جاءت بالأبناء من منزل أهلها؟! أم أنجبتهم منك؟!».
وقال: «هناك أسباب كثيرة؛ منها تغير الزوجة أًو أن تصاب بمرض نفسي، وهذه جميعها لا مشكلة فيها، ولكن من حق المرأة أن تعرف أن الزوج سيتزوج عليها، ومن حقها أن تختار إما أن تعيش مع زوجة ثانية أو تخرج من حياته».
وأوضحت استشارية العلاج النفسي والأسري لـ«عاجل»، أن ظروف الحياة باتت صعبة ومعقدة، وغالبًا ما يكون الرجل أنانيًّا ويبحث عن راحته الشخصية، وأن دوافع تزوج الرجل على زوجته غالبًا ما تكون أسبابًا نفسية تتعلق بمدى اهتمام الزوج بأسرته وأولاده وأسرته.
وبينت أن الرجل الذي يمتلك هذه السمات سيفكر عشرات المرات قبل الزواج على زوجته، والرجل الذي ليس لديه هذا الارتباط بأسرته لن يهمه ذلك وسيتزوج، مؤكدةً: «أنا لا أحرِّم تعدد الزوجات، لكنه وُضع بضوابط وبقوانين وليست العملية: كل من جاءته هذه النزوة يتزوج».
واستطلعت «عاجل» آراء عددٍ من الأزواج والخطابات حول التعدد؛ حيث تبين أن إقدام الزوج على التعدد غالبًا يكون زواجًا سريًّا، ومعظمهم يتفقون على أن الزوجة الأولى ذات أخلاق ولا ينقصها شيء، لكنهم يعددون لاحتياجهم الجو الرومانسي، «المفقود في منازلهم».
وقالت أم تركي (خاطبة): «انخفض عدد المعددين بسبب عدم الإنجاب، وأصلًا لم يكن هناك الكثير بسبب هذا الموضوع.. وأكثر من يطلب الزواج من المعددين لا يجدون الراحة في منزلهم رغم وجود الأطفال».
وعبَّرت أم سلطان (خاطبة من مدينة جدة) لـ«عاجل» عن دهشتها قائلة: «يطلب البعض أن يكون الزواج سرًّا لمدة معينة، وغالبًا ما ينفصلان بعد مدة».
وكشف أحد الأزواج لـ«عاجل» سبب بحثه عن زوجة ثانية، مؤكدًا أن زوجته كاملة ولا ينقصها شيء سوى أنها قريبته وفُرضت عليه، ويريد أن يعيد الزواج بأخرى، شريطة أن يكون الزواج سريًّا فترة من الوقت؛ خوفًا على أبنائه في حالة فشل الزواج.
اقرأ أيضًا: