أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن توقيع الوزارة على مذكرة التفاهم مع مجلس شورى المفتين بروسيا في مجال التعاون في الشؤون الإسلامية؛ تتويج لما يقدمه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد من خدمات جليلة للعالم الإسلامي.
وأشار إلى أن الاتفاقية تتويج للعلاقات المتميزة بين البلدين التي تشهد تطورًا ملحوظًا نال المسلمون النصيب الجيد منه بالتواصل مع إخوانهم في بلاد العالم الإسلامي.
جاء ذلك في تصريح له عقب مراسم توقيع المذكرة مع رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا بمقر الوزارة بالرياض، بحضور قيادات من الوزارة ومجلس شورى المفتين لروسيا.
وأوضح أن الاتفاقية ستكون لبنة للتعاون المثمر بين الوزارة والمشيخة في روسيا ودار الإفتاء والجمعيات الإسلامية في روسيا.. وكل هذا لخدمة الإسلام والمسلمين في روسيا، ولتقوية أواصر الصداقة والمحبة بين الشعب السعودي والشعب الروسي، خاصةً المسلمين هناك، مبينًا أن ما ورد في الاتفاقية يخدم المسلمين في أصقاع العالم.
وأضاف: «هذه الاتفاقية دليل على ما وصلت إليه العلاقات المتميزة بين المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وبين جمهورية روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وأكد الدكتور آل الشيخ أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، تضطلع بمسؤولياتها الكبرى في خدمة الإسلام والمسلمين، وتقوم بنشر الوسطية والاعتدال والتسامح، وتعمل على مكافحة الإرهاب والقتل والتدمير في العالم أجمع، منبهًا على أهمية أن يكون المسلم قدوة حسنة للعالم أجمع، لا سيما أن الإسلام دين الرحمة والإحسان والعدل والمحبة للعالمين، والمسلم ينبغي أن يكون يدًا عاملة، مخلصًا لدينه وقيادته ووطنه.
وقال: «تواجه السعودية هجومًا كبيرًا ومؤامرات بتعاون من جماعات حزبية ودول للأسف إسلامية. وما يحاك ضد المملكة من هجوم المقصود به دين الإسلام؛ فالمملكة تحمل مشعل نور الإسلام وتمثل رمزية لكل المسلمين؛ لذلك يحاولون إسقاط هذه الدولة، ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلًا بفضل الله ثم بفضل تكاتف أبناء المملكة مع قيادتهم، وكذلك المخلصون من أبناء المسلمين في كل مكان».
وأفاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، في ختام تصريحه، بأنه سيكون هناك لقاءات بين المسؤولين في الوزارة والمجلس للتباحث في كل ما يستجد لخدمة الإسلام والمسلمين، آملًا العمل معًا على نشر المفاهيم الصحيحة للإسلام الوسطي ونشر الدعوة الإسلامية في كل أنحاء العالم.
من جانبه، نقل رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية الشيخ راوي عين الدين، في مستهل تصريحه، تحيات الرئيس فلاديمير بوتين إلى خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والشعب السعودي كافة، مبديًا عن عرفانه بما وجده هو والوفد المرافق له من حسن استقبال وكرم ضيافة، عادًّا ذلك تكريمًا لجميع المسلمين في روسيا، وتأكيدًا لما يحظى به المسلون في روسيا من مكانة طيبة لدى إخوانهم بالمملكة.
ولفت النظر إلى أن هناك توافقًا ورؤًى موحدةً بين مسلمي روسيا الاتحادية والمسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية، وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ.
وأوضح الشيخ راوي عين الدين أن مذكرة التفاهم التي وقعت اليوم ستصب في صالح توطيد وتعميق وتوسيع العلاقات الثنائية في المجال الديني الإسلامي، والمجالات التعليمية والإنسانية والخيرية، وفي صالح نشر مفاهيم الإسلام الوسطي المعتدل، وتأكيد الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والقوميات المختلفة.
وأكد أن مجلس شورى المفتين والإدارة الدينية لمسلمي روسيا ستعمل على الاستفادة من تجربة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة لنشر الإسلام الوسطي الذي دلت عليه تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مشيرًا إلى أن المملكة وروسيا ترتبطان بتاريخ طويل في العلاقات الثنائية في المجال الديني الإسلامي وفي مختلف المجالات، ومنها التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وأشار الشيخ راوي عين الدين إلى أن هناك تعاونًا مع وزارة الحج، معربًا عن تشرفه بالعمل مع المؤسسات في المملكة العربية السعودية بوصفها بلد الإسلام والسلام ومنها انطلق دين التسامح.
وتطرق الشيخ راوي عين الدين إلى السياسة التي تسير عليها المملكة التي جعلت منها نموذجًا رائدًا في تقديم كل ما يخدم الإسلام والمسلمين في العالم، مشيدًا بالبرامج والأهداف التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد التي تقود طموحات الشباب في المملكة إلى الإبداع بفضل الفرص التي حققتها لهم في كل المجالات، ومنها الشأن الإسلامي.
واختتم رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، تصريحه بتأكيد أن هذه الاتفاقية ستعزز العمل الإسلامي المشترك لنشر قيم وسماحة الإسلام والتصدي لكل الظواهر السلبية، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب الذي لا دين له، سائلًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يديم على المملكة أمنها واستقرارها.