«فقدتُ بصري وعوضني الله بالقرآن»، بهذه الكلمات بدأت حفصة عبدالغني عبده عبدالله، الحاصلة على إجازات قرآنية، الحديث عن حياتها مع كتاب الله، بعد أن فقدت بصرها.
وتسرد حفصة قصتها من فقد البصر إلى الوصول لحياة السعداء عبر القرآن الكريم، فتقول صاحب الثلاثين عامًا: «كنت متميزة في الدراسة وفي أحد الأيام كنت في اختبار في المرحلة المتوسطة، وفجأة صرت أرى الورقة حمراء؛ نتيجة انفصال شبكي مفاجئ، فقدت على إثره بصري».
وأضافت: «قلت هذه الكلمات وأنا صابرة محتسبة: الله أخذ مني بصري وسيعوضني خيرًا كبيرًا بما يؤنسني».
وتابعت حفصة: «عندما كنت في عمر الـ13 عامًا كنت ببيت الجيران فسمعت أختين ملتحقتين بدار للتحفيظ تتحدثان عن سورة الدخان، ولم أكن أعلم حينها أن هناك سورة بهذا الاسم في كتاب الله فحزنت وقررت حفظ القرآن الكريم، فحققت ذلك خلال 7 أشهر فقط».
وعن حصولها على الإجازات القرآنية، أشارت إلى أنه بعد قدومها من اليمن إلى المملكة العربية السعودية عام 2011م، التحقت بالمقرأة الهاتفية التابعة لجمعية «خيركم بجدة»، وخلال أسبوعين ثبتت المصحف لدى الشيخ عثمان سليمان عبدالمجيد».
وأضافت: «بعدها بدأت مشوار الإجازة فقرأت على الشيخ بقراءة عاصم وحصلت على الإجازة خلال سنة، وفي نفس الوقت بدأت أحفظ الشاطبية وحفظتها خلال شهور قليلة، ثم بدأت التدريب على جمع القراءات السبع ثم قرأت برواية ورش وحصلت على الاجازة خلال سنة وشهر».
وأوضحت حفصة أنها تفرعت بين المشايخ؛ كل شيخ تقرأ عليه رواية حتى أجيزت من الشيخ عثمان سليمان عبدالمجيد بإجازة القراءات السبع جمعًا وأفرادًا من عدة مشايخ، وبعد ذلك بدأت تحفظ متن الدرة للقراءات الثلاث المتممة للعشر، وتدربت للجمع بالقراءات الثلاث حتى أخذت إجازة في ذلك، وبعد ذلك انتقلت الى قسم الاجازات بخيركم «القسم النسائي».
وأكملت: «كنت أحضر يومًا في الأسبوع وأجزيت بختمة كاملة برواية حفص ثم قرأت ثلاثة أجزاء بالقراءات العشر جمعًا على الشيخة رحاب شققي، ثم توقفت لظروف خاصة ثم انتقلت إلى قسم الاختبارات في (خيركم) واختبرت مسارات برواية ورش حتى اكملت ختمة كاملة، وما زالت أكمل طريقي في قسم الاختبارات في مسارات ابن كثير ووصلت إلى الفرع الخامس».
وعن أمينتها التي تريد تحقيقها قالت: على مستوى القرآن أتمنى أن أعلم القرآن الكريم لغير الناطقين بالعربية، وأكون من أهل الخيرية لقوله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، أما على صعيد الحياة فأتمنى أن أكمل دراستي الجامعية وأتخصص علوم أديان .
ونسبت حفصة ما وصلت إليه من تفوق وتميز في القرآن لله سبحانه وتعالى ثم لوالديها ولجميع المقرئين بمقرأة خيركم بقسم الرجال وقسم الإجازات بالقسم النسائي.