السفير التشيكي يختص «عاجل» بحديث عن مجالات التعاون واليمن وليبيا ومواجهة كورونا

على هامش الاحتفال باليوبيل الفضي للعلاقات بين البلدين
السفير التشيكي يختص «عاجل» بحديث عن مجالات التعاون واليمن وليبيا ومواجهة كورونا

- «رؤية 2030» برنامج طموح.. ليس مجرد إصلاح اقتصادي بل عملية نهوض شاملة.

- المملكة تواصل تعزيز تحالفاتها مع القوى الكبرى.. وتأسيس شراكات غير تقليدية.

- العلاقة بين بلدينا في توسع مستمر.. وجهود السعودية حاليًّا تمد الجسور مع العالم.

- نتعاون في مجالات الصحة والطاقة والذكاء الاصطناعي والأنشطة الرياضية.

- جهود السعودية لحل أزمة اليمن مقدرة.. وأطراف أخرى تجهض وقف إطلاق النار.

- ندعم الحل السياسي وندين الهجمات الصاروخية.. وعواقب الوضع الحالي مرفوضة.

- أرقام السعودية عن فيروس كورونا طبيعية وإجراءاتها الاحترازية شديدة الانضباط.

- المملكة تغلبت على معضلة التداخل الاجتماعي وعززت صحة المواطنين والوافدين.

- قرار إقامة موسم الحج لهذا العام بأعداد محدودة جدًّا خطوة تنظيمية مهمة لمواجهة كورونا.

- حكومتنا واجهت الفيروس بـ«الحجر الصحي الذكي».. والمعطيات لا تقلقنا من موجة ثانية.

- الأنشطة الخارجية في ليبيا غير مجدية.. والحوار الليبي- الليبي يحافظ على وحدة البلاد.

- نساهم في صنع قرارات الاتحاد الأوروبي.. وكأي أسرة لا يوجد توافق على كل شيء.

- الخلافات داخل الاتحاد لا تعبر عن أزمة حقيقية أو تهديد لمستقبل هذا الكيان الكبير.

أجرى الحوار: فرحان الفرهود

أكد سفير التشيك لدى المملكة العربية السعودية يوراي كوديلكا؛ أن العلاقات مع السعودية «جيدة للغاية، تعبر عنها الزيارات الرسمية المتبادلة، والتعاون في مجالات عدة».

وقال السفير التشيكي (خلال الحديث الذي اختص به «عاجل»، على هامش اليوبيل الفضي للعلاقات السعودية-التشيكية)، إن «رؤية السعودية 2013، برنامج طموح، ومثير للاهتمام في ظل عمق الرؤية وشموليتها»، وتطرَّق إلى طبيعة علاقة بلاده بمنظومة الاتحاد الأوروبي، موضحًا أنها «لا تعني التوافق على كل شيء».

وتطرق سفير التشيك خلال حديثه الخاص لـ«عاجل»، إلى تجربة السعودية في التعامل مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وقرار المملكة تنظيم موسم الحج الجديد، وقصر المشاركة على الراغبين في أداء الفريضة من الجنسيات المقيمة داخل السعودية حاليًّا، كما تطرق إلى تجربة بلاده في مواجهة فيروس كورونا، وتوقف السفير عند فكرة «الحجر الصحي الذكي»، ورؤية التشيك في التعاطي مع الفيروس مستقبلا.

وأعاد السفير التشكي (خلال حديثه لـ«عاجل») التذكير برؤية بلاده للحل المناسب للأزمة اليمنية، والموقف من الجهود الأممية الهادفة إلى «إيجاد حل سياسي»، منتقدًا «الأضرار التي تقع على السعودية بسبب الصواريخ (الحوثية) المتكررة»، والهجوم على مطار أبها، ومنشآت تابعة لأرامكو، والجهود التي تبذلها السعودية لحل الأزمة اليمنية، لا سيما مبادرات وقف إطلاق النار «التي يتم انتهاكها من الأطراف الأخرى»، وفق تأكيدات السفير.

وعن الوضع في ليبيا، شدد سفير التشيك لـ«عاجل»، على مخاطر التدخل الخارجي في ليبيا، والموقف المناسب لحل الأزمة «من خلال حوار ليبي-ليبي للحفاظ على وحدة البلاد»، وعبَّر عن رؤية بلاده للتدخل التركي في ليبيا، وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه الملف الذي يهدد أمن الاتحاد..

وإلى نص الحديث:

- حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، نهنئكم باليوبيل الفضي للعلاقات السعودية-التشيكية، وثانيًا– نريد إلقاء الضوء على طبيعة العلاقات بين البلدين.

أعتقد أن العلاقة بين بلدينا على مستوى جيد جدًّا.. بدأت قبل نحو 25 عامًا، ونحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والعشرين (اليوبيل الفضي).. العلاقات تسير على ما يرام.. الزيارات الرسمية التي تتم على مستوى عالٍ، تعبر عن طبيعة العلاقة، وأنها في مرحلة جيدة للغاية.. كانت هناك زيارة مهمة للغاية لرئيس البرلمان التشيكي (ثالث أعلى ممثل لبلدنا بحسب البروتوكول)، تبعتها زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، إلى التشيك في شهر يناير الماضي.. هناك مناقشات لزيارات وزارية وضرورة تبادلها بشكل متكرر لتنشيط مجالات التعاون الصناعي والتجاري، وتعزيز الاستثمارات المشتركة.. الآن، هناك العديد من المجالات التي يمكن أن نطورها معًا بشكل أوسع، لا سيما الرعاية الصحية.. الأمر لا يتعلق فقط بالرعاية الصحية.. هناك التعاون في مجال الطاقة، والذكاء الاصطناعي، وفي الروبوتات، وتكنولوجيا النانو، فضلًا عن معالجة مياه الصرف الصحي، والأنشطة الرياضية.

- وكيف يتم العمل على تعزيز التعاون بين السعودية والتشيك في ضوء الإمكانات العديدة المترتبة على رؤية 2030؟

رؤية 2030 برنامج طموح، ومثير للاهتمام، ليس مجرد إصلاح اقتصادي، لكنه يمثل حالة نهوض شاملة بالمجتمع السعودي؛ ما يظهر مدى عمق الرؤية وشموليتها.. نحاول، حاليًّا، تنظيم زيارات لممثلي وزارات ومنظمات تشيكية عدة، لمقابلة نظرائهم هنا في السعودية، بهدف مناقشة إمكانية التعاون الأوسع.. نهتم بتعزيز التعاون الثقافي باعتبار أنه من الروافد المهمة في رؤية المملكة 2030.. بلدنا تهتم بالتعرف على الثقافة السعودية، والترسيخ لحوار الثقافات.. لدينا الكثير من الإمكانات التي توثق التعاون بين البلدين، والوقت مناسب جدًّا لتنفيذها، خاصةً أن هناك اهتمامًا واضحًا بين البلدين بتعزيز العلاقات.. في المقابل، هناك عوامل جذب للسعوديين لزيارة التشيك.. 20 ألف شخص تقدموا للزيارة، خلال العام الماضي.. جزء منها رحلات علاجية، والنسبة الكبرى لزيارة مدينة براج السياحية.. التأشيرة التي تتبع الاتحاد الأوروبي (شينجن) عملية الحصول عليها غير معقدة.

- على ذكر ما دار خلال زيارة الوزير عادل الجبير إلى التشيك (يناير الماضي)، ومباحثاته مع رئيس الحكومة أندريه بابيتش، ورئيس مجلس النواب راديك فوندراك، ماذا عن آفاق العلاقة بين البلدين؟

العلاقة بين التشيك والسعودية في توسع مستمر.. هناك العديد من الجهود التي تقوم بها قيادة المملكة في مد الجسور مع العالم.. ونثمن دور القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-حفظهما الله- واعادت المملكة تأكيد الإسلام الوسطي.. الداعم للتعايش العالمي.. باتت المملكة مفتوحة أمام الزائرين والسائحين.. تهتم المملكة بتعزيز تحالفاتها مع القوى الكبرى عالميًّا، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة.. المؤكد أن السعودية تقوم بتأسيس شراكات غير تقليدية في أوروبا ومع دول العالم.

- باتت أزمة فيروس كورونا المستجد أزمة عالمية بامتياز.. كيف تعاملتم معها في التشيك؟

الآن، أصبحنا على دراية بماهية المرض أكثر من ذي قبل.. لم يعد الأمر مجرد محاولة لتسطيح المنحنى، على عكس بداية الأزمة؛ حين لم يكن يعرف بالتحديد مدى سرعة انتشار الفيروس؛ لأن الدول المصابة بالمرض كانت حريصة على عدم استنفاد طاقة الطواقم الصحية تمامًا.. لاحظنا في النهاية أن إحصاءات المرض لم تكن سيئة للغاية.. كان لدى التشيك 13 ألف مصاب فقط.. انخفض العدد الآن إلى ما بين 2000 و3000 آلاف حالة، فضلاً عن 260 وفاة فقط.. لقد بدأنا بنشر فكرة «الحجر الصحي الذكي»، عبر الاستشارات الطبية من خلال الهاتف، وتوجيه التعليمات المناسبة للمصابين والمخالطين.

- نسب إلى وزير الصحة التشيكي آدم فويتيك، نفيه وجود موجة ثانية للفيروس!!

أنا غير متأكد من مدى صحة هذا الطرح، لكن في حالة وجود موجة ثانية من انتشار الفيروس يجب على الدولة التعامل معه بشكل مختلف.. في حالة وقوع موجة ثانية، فالعالم أصبح الآن أكثر استعدادًا.. أصبح لدينا طرق للتعامل مع موجة جديدة.. إلى أن يتم إيجاد علاج فاعل للفيروس؛ ففي رأيي الشخصي يجب التعايش مع كورونا.. سنظل مستمرين في توخي الحذر، لكن تظل التساؤلات متعلقة بمدى تأثير الفيروس على الحركة الدولية، خاصةً الرحلات الجوية، وحركة الطائرات، وإجراءات المطارات، ومضاعفة أسعار التذاكر.

- من التشيك إلى السعودية، كيف ترى تجربة المملكة في التعامل مع جائحة كورونا؟

أصدق الأرقام التي تعلنها المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بنسب الإصابات والتعافي والوفيات.. السعودية طبقت إجراءات احترازية شديدة الانضباط.. رد فعل حكومة المملكة والمؤسسات المعنية كان في غاية الانضباط.. نقاط التفتيش في الشوارع المعززة لتطبيق ساعات منع التجوال.. نجحت الجهود في التغلب على معضلة المجتمعات العربية، التي تظهر بوضوح في السعودية، أقصد ثقافة التواصل الاجتماعي، التي هي جزء من نمط الحياة.. يتبدَّى اهتمام السعودية بالصحة العامة للمواطنين والوافدين من زوايا متعددة.. قرار إقامة موسم الحج هذا العام بأعداد محدودة جدًّا، خطوة مهمة.. خطوة تنظيمية مهمة تعزز جهود المملكة في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

- تتقاطع التشيك مع أزمة اليمن.. قدمتم، مؤخرًا، 737 ألف دولار، خلال مؤتمر المانحين لليمن 2020م الذي نظمته السعودية (افتراضيًّا) بالشراكة مع الأمم المتحدة في الرياض.. ما رؤيتكم للأزمة في وضعها الراهن؟

نهتم باليمن بصورة كبيرة.. لدينا سفارة هناك، لكن سفيرنا لا يوجد هناك بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.. مساعداتنا في مؤتمر المانحين نرسلها منذ عام 2017.. نمنحها مساعدات إنمائية منذ أكثر من 10 سنوات.. سياسيًّا، ندعم بقوة جهود المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث.. ندعو إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، من أجل وقف معاناة الشعب اليمني.. ندين الأضرار التي تقع على السعودية بسبب الصواريخ (الحوثية) ضد المملكة، لا سيما الهجوم على مطار أبها، والهجوم على منشآت تابعة لأرامكو (معملي بقيق وخريص) في 14 سبتمبر الماضي.. الوضع العام وعواقبه في اليمن غير مقبول.

- كيف ترى إصرار جماعة الحوثي الإرهابية (المدعومة من إيران) على إطالة عمر الصراع؟

هناك مجهود واضح تبذله المملكة العربية السعودية لحل الأزمة عبر إعلان مبادرات وقف إطلاق النار –التي أعلنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حفاظًا على سرعة توصيل المساعدات الإنسانية، ومواجهة أزمة كورونا– لكن غالبًا ما يتم انتهاك هذه المبادرات من الأطراف الأخرى.. هذه الانتهاكات أفشلت مبادرة الأمم المتحدة بالوقف الفوري للأعمال العدائية لمدة 90 يومًا على الأقل، في مناطق النزاعات الرئيسية، للتركيز على تخطي جائحة كوفيد19.

- من خلال عضويتكم في الاتحاد الأوروبي، إلى أين تسير العلاقة مع تركيا (عضو الناتو) في ضوء تباعد الرؤى بخصوص قضايا كبرى تتعلق بالأمن الإقليمي تتصدرها الأزمة الليبية؟

أنشطة الأطراف الخارجية في ليبيا عمومًا غير مجدية.. والحوار السياسي الليبي-الليبي بات مطلوبًا بقوة للحفاظ على وحدة البلاد.. لست في الوضع المناسب لإسداء أي نصيحة لتركيا – لكن الوضع في ليبيا ومناطق النزاعات الأخرى محل اهتمام كبير من الاتحاد الأوروبي، ارتباطًا بالأمن الإقليمي.. الاتحاد يهتم بالوضع الحالي في مناطق الصراعات، ويحاول دعم الحلول التي تتبناها هيئة الأمم المتحدة.

- على ذكر الاتحاد الأوروبي، كيف ترى مستقبل الاتحاد في ظل توترات خلفتها أزمة كورونا، وعدم توافق حول ملفات اقتصادية بين فرنسا وإسبانيا وإيطاليا لها علاقة بهذه الأزمة؟

قد لا تكون هذه المحطات معبرة عن أزمة حقيقية داخل الاتحاد.. أقصد أنها لا تتعلق بمستقبل هذا الكيان الكبير.. ما يحدث الآن جدل حول بعض قضايا الرعاية الصحية.. سيتم حلها، خاصةً أن أزمة كورونا تسببت في بعض المشكلات الاقتصادية.. جزء من ثقافة الاتحاد العناية بالضعفاء والمرضى.. أصبح لزامًا العودة إلى تطبيق الإجراءات الاقتصادية؛ لأن بعض الدول تضررت بشدة من الأزمة.

- وعلاقة التشيك بالاتحاد الأوروبي؟

نحن عضو وفخورون بانتمائنا إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004.. نحن نساهم في صنع قرارات الاتحاد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa