أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن المساجد جاهزة لاستقبال ضيوف الرحمن، وأنها في أحسن حالاتها شكلاً ونظافة وأثاثًا وتكييفًا، مشيرًا إلى إبعاد وتحييد دعاة الفرقة بين الناس من منابر المساجد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير آل الشيخ، بحرم مسجد نمرة في مشعر عرفات، عقب تفقده المشاعر المقدسة وتدشين عدد من المشاريع الحيوية.
وأشار إلى أن ما قامت به وزارة الشؤون الإسلامية من تطهير للمنابر والتصدي للبدع الدخيلة على الدين، ما هو إلا تبيين وتوضيح لبعض من انخدع بمروجيها، وأما من تلوث فكره بهذه المناهج وهذه البدع التي تدعو إلى تكفير الناس، وإلى تدمير الأوطان وتدعو إلى الفتن، فهؤلاء شرذمة قليلة جدًّا ولا يشكلون نسبة يعتد بها في المملكة، وتم التعامل معهم من خلال الأجهزة الأمنية فيما هو خارج عن المألوف.
وتابع آل الشيخ قائلًا: إن وزارة الشؤون الإسلامية وبما أنيط بها من مهام في حماية المنابر وحماية بيوت الله وأفكار المسلمين الذين يقصدون دور العبادة، سواء لأداء صلاة الجمعة أو تلقي محاضرات وندوات شرعية، فإن الوزارة قامت بواجبها على أكمل وجه، وذلك بفضل دعم القيادة الكريمة ومؤازرة المواطنين الذين لا يرضون أن تلوث أفكارهم من خلال فئة مريضة أو صاحبة مصلحة في تقويض الأمن الذي نعيشه، أو بهدف صرف الناس عن عقيدة التوحيد الصحيحة.
وأعلن الوزير آل الشيخ، أن المملكة بدأت بالتعاون مع الدول الإسلامية الأخرى لتجفيف منابع الإخوان المسلمين والسرورية والجماعات الضالة الأخرى، بالتوازي مع نشر مبادئ الاعتدال والوسطية ونبذ العنف، وبذلت كل ما يلزم في سبيل تحقيق أهداف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، بالدعوة إلى الوسطية والعمل وفق القرآن الكريم نصًّا وروحًا، ووفق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد الوزير آل الشيخ أن المملكة الآن في أحسن حال، فبعد أن كان التهييج وتفريق الناس وسرقة أموالهم منتشرًا على المنابر، انتهت هذه السلوكيات إلى غير رجعة.
وأضاف أن من مارس هذه الأعمال فهي فئة قليلة تم تحييدها وإبعادها عن المنابر، فلا بقاء لفكر منحرف ولا لفكر فيه غلو وتطرف، ولا بقاء لكل من في رأسه لوثة تجعله يعتقد بأنه قادر على تعكير صفو هذه البلاد المباركة، وستبقى راية التوحيد قائمة والقيادة الرشيدة هي ربان هذه البلاد الذي تسير بها إلى الأمان دائمًا.
وفي رده على سؤال عن قرار إنشاء إدارة لحماية أملاك المساجد ومرافقها من التعديات، هل ستتخذ الوزارة سياسة في التشهير بمستغلي منافع ومرافق المساجد بغير وجه حق والتشهير بهم؟ أكد وزير الشؤون الإسلامية، أن الفساد انتهى إلى غير رجعة، مشيدًا بما قام به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من جهود جبارة لتحقيق هذا الهدف، موضحاً أن ولي العهد استطاع أن يحوّل ثقافة الناس من التسامح وقبول الفساد، إلى أن يكون كل مواطن أداة من أدوات الإصلاح، ولا يسمح بممارسة الفساد سواء في الأمور الخاصة أو العامة، فضلا عن تطبيق القانون على الكبير والصغير دون تفرقة أو تمييز.
وأكد أن ولي العهد استطاع أن يفرض هيبة الدولة السعودية داخليًّا وخارجيًّا، وحقق كثيرًا من الإنجازات الكبيرة في فترة وجيزة تحتاج إلى عقود لتحقيقها، مشيرًا إلى أن القضاء على الفساد بأنواعه هو أولى ثمار رؤية المملكة 2030، وستجني المملكة خلال السنوات القريبة القادمة النتائج الكبيرة لهذه الجهود والأعمال الجبارة.
وأشار وزير الشؤون الإسلامية، إلى أن الشعب السعودي يعيش اليوم ضمن دولة حديثة، «لا غلو ولا تطرف ولا إرهاب أو فساد أو ظلم ولا بطش»، و«لو كان هناك عملة ذات وجهين لكان الوجه الأول للملك عبدالعزيز الذي أسس وبنى وسار على نهجه الملوك، والوجه الثاني لولي العهد الذي يقوم بعمل جبار وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وهو عمل لا يقوم به إلا الأفذاذ في التاريخ».
فالصورة الأولى فيها المؤسس والصورة الثانية فيها باني المملكة الحديثة، وبيّن أن المملكة اليوم على الوجه الصحيح، من خلال مكافحة الإرهاب وتنقية أفكار الناس من البدع والقضاء على الفساد.
ونوه الوزير آل الشيخ بالاستعدادات الأمنية الكفيلة بحماية الحجاج وتهيئة الأجواء المناسبة لتأدية مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى الوعي والإدراك الذي يتمتع به المسلمون، وهو أمر كفيل بإحباط أية محاولة دنيئة.