تحدث وزير الحج المكلف الدكتور عصام بن سعد سعيد، عن الدور الرائد للمملكة العربية السعودية في إدارة أزمة كورونا داخليًا وعالميًا، ومدى جودة مخرجات كل الجهات المشاركة في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين وتوائمها مع ما تتطلبه الجائحة من قرارات استثنائية وإجراءات احترازية وذلك خلال الندوة التي أقامتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام وقاصدي الحرمين الشريفين خلال جائحة كورونا».
وقال وزير الحج: «بعد أن اجتاحت كورونا العالم ودب الذعر في أرجائه شرقًا وغربًا وتباينت ردات الفعل لدى الحكومات والشعوب بين متردد ومحتار ومتأخر، أظهرت المملكة العربية السعودية - بتوفيق الله- قدرة فائقة واحترازية مميزة في مواجهة هذه الجائحة والتعامل معها فرفعت شعاراً أخلاقيًا وإنسانيًا ساميًا قد تكون هي الوحيدة التي رفعته بين دول العالم أجمع وهو شعار الإنسان أولًا مما يؤكد مكانة الإنسان والحرص على سلامته وأنه محل اهتمام الدولة ومحل رعايتها في كل الظروف فبادرت بتقديم الرعاية الصحية اللازمة وفق المعايير الدولية المعتمدة وصدر الأمر السامي الكريم القاضي بإعفاء المعتمرين من الآثار القانونية المترتبة على التأخر في المغادرة مع تيسير عودتهم إلى بلدانهم، إضافة إلى دعم القطاع الصحي بكل ما يحتاج إليه من أنواع الدعم ليؤدي دوره على أكمل وجه، وتقديم عدد من المبادرات التحفيزية للمنشآت العاملة في قطاع الحج والعمرة».
وأضاف: «كان مفتتح الخطوات العملية التي بادرت المملكة العربية السعودية إلى اتخاذها في مواجهة جائحة كورونا ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين، في كلمة ضافية وافية مطمئناً الجميع من مواطنين ومقيمين ومؤكداً حرصه الشديد على توفير مايلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية بل شمل هذا الحرص حتى مخالفي الإقامة في موقف رائع من مواقف المروءة والشهامة والكرم والنبل وتلا ذلك تشكيل لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، معنية باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا إضافة إلى عدد من اللجان الفرعية التي كانت تؤدي المهمات المنوطة بها أولاً بأول على أكمل وجه والوزارات والجهات الحكومية المعنية بإطلاق العديد من المبادرات المميزة لمواجهة وباءكورونا والحد من انتشاره والتخفيف من آثاره على المجتمع وأفراده في مختلف المجالات مماكان له الأثر البالغ في تجاوز تداعيات الوباء والتخفيف من آثاره السلبية لأدنى مستويات ممكنة».
واتخذت وزارة الحج والعمرة منذ بدء الجائحة بالتعاون مع الجهات المعنية عدة إجراءات نظامية وإدارية وصحية وتوعوية و أسهمت بخدمة البرامج والمبادرات وفق البروتكولات الإجرائية، كما عملت على وضع خطط وآليات من أجل إعادة من كان في مكة والمدينة من المعتمرين والزوار إلى بلدانهم بعد تعليق الحركة الجوية، وتفويج مئات الآلاف إلى بلدانهم بتعاون مشكور مع وزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الصحة.
وسخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها من أجل إقامة فريضة الحج في موسم حج 1441هـ وشهد العالم أجمع نجاحًا استثنائيًا في موسم استثنائي بني على خطط مدروسة وخبرات متراكمة تهدف إلى وقاية ضيوف الرحمن ووقايتهم وكان العدد محدوداً مما مكن ضيوف الرحمن من تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة، كما أطلقت وزارة الحج والعمرة (تطبيق اعتمرنا) لتمكين الراغبين في أداء العمرة والزيارة من طلب إصدار تصريح الدخول إلى الحرمين الشريفين لأداء العمرة والزيارة والصلوات وفق الطاقة الاستيعابية المعتمدة من الجهات المعنية لضمان توفير أجواء من الأمن والطمأنينة والسكينة تتحقق فيها الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية الصحية والتنظيمية بالتكامل مع (تطبيق توكلنا) للتوثق من سلامة الحالة الصحية لطالب التصريح.
وفي الختام تقدم وزير الحج بالشكر الجزيل للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برئاسة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، على هذه المبادرة والجهود المباركة لإقامة هذه الندوة للتعريف بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام خلال جائحة كورونا، مؤكدًا أن الرئاسة العامة بذلت جهوداً كبيرة لضمان الالتزام بالاحترازات الصحية والإجراءات النظامية، والتيسير على قاصدي الحرمين الشريفين من حجاج ومعتمرين وزوار ومصلين، فحققت بذلك أمنيات أرواح وأفئدة تهوي إلى البيت العتيق شرفه الله وحرسه، وكرمًا فياضًا من قيادة حكيمة راشدة.
اقرأ أيضًا:
