يساعد الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في العاشر من أكتوبر كل عام على رفع الوعي بالأمراض النفسية، وكيفية التعامل معها، وذلك من خلال ذوي الاختصاص والجهات الموثوقة علميًّا، كما يساهم هذا اليوم في التقليل من وصمة الاعتراف بالأمراض النفسية والتشجيع على البحث عن العلاج والدعم المناسبين. وبهذه المناسبة، أجرت «عاجل» حوارًا مع الدكتور حمد بن عبدالله آل جعفر، استشاري المخ والأعصاب والطب النفسي والجسدي والجنائي، الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة الملك سعود، لتسليط المزيد من الأضواء على الصحة النفسية وأمراضها، وإلى نص الحوار..
بعض الأمراض النفسية المنتشرة في السعودية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق وتشتت الانتباه فيما يخص البالغين عمومًا، لا يمكن القول إنها وراثية بالضرورة، إذ تتسبب عوامل عدة غير الوراثية في الإصابة بالأمراض النفسية مثل البيئة والتجارب الشخصية، ولكن هناك عوامل وراثية أيضًا تلعب دورًا مهمًا في بعض الحالات.
نعم، وتتغير هذه الإحصاءات باختلاف الزمان والمكان وتعتمد على الأبحاث والتقارير الحالية. فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن نتائج المسح الوطني للأمراض النفسية في المملكة، يظهر أن هناك شخصا واحدا على الأقل من كل ثلاثة عانى من مرض نفسي أو يعاني منه، ويعني ذلك أن أكثر من 34% من السعوديين يعانون أمراضًا نفسية، 40% منهم تقريبًا في فئة الشباب، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية تشير الدراسات إلى أن أكثر من 47% من الأمريكيين يعانون أو عانوا من مرض نفسي خلال أحد مراحل حياتهم.
يمكن أن تظهر الأمراض النفسية في أي عمر، وليس لديها تفضيل محدد للجنس وإنما تختلف من اضطراب لآخر فمثلا تعاني النساء من الاكتئاب بمعدل الضعف مقارنة بالرجال، بينما يحصل الفصام العقلي بنسبة متساوية للجنسين. ومع ذلك، تختلف أنواع الاضطرابات النفسية في العمر التي تظهر فيها بشكل شائع، وعلى سبيل المثال، اضطرابات الهلع قد تبدأ في سن مبكرة بينما يمكن أن يظهر الاكتئاب في أي مرحلة من العمر.
يجب على الشخص أن يلجأ إلى العلاج النفسي عندما يشعر بأنه غير قادر على التعامل بنجاح مع تحدياته النفسية والعاطفية والحياتية أو عندما تؤثر هذه التحديات أو الأعراض بشكل سلبي على حياته اليومية وأدائه الوظيفي سواء من الناحية الاجتماعية، أو العائلية، أو العملية، أو الأكاديمية، أو الروحية.
هذه من المفاهيم الخاطئة الخطيرة، فأكثر من 98% من العلاجات والأدوية النفسية ليس لها علاقة بالإدمان لا من قريب أو بعيد، ولكن يجب أن يتم وصف واستخدام الأدوية النفسية تحت إشراف طبي ووفقًا للإرشادات الطبية. وبالنسبة لبعض الأدوية التي من الممكن أن تتسبب في الإدمان فلا تعطى إلا بوصفات طبية مقيدة خاضعة لرقابة مشددة من قبل الجهات الصحية والأمنية على حد سواء وليست مقصورة على الأدوية النفسية، بل تشمل بعض أدوية الألم والاضطرابات المناعية والإصابات وغيرها من الحالات الطبية.
الواقع هو العكس تمامًا فكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية قد يكونون أكثر عرضة للسلوك العدواني أو العنف. وغالبا ما يرتبط العنف باستخدام المواد المخدرة أكثر من ارتباطه بالأمراض النفسية.
القيادة المتهورة والانفعالات وخصوصًا إذا كانت سمة غالبة، يمكن أن تكون مرتبطة بالضغوط النفسية واضطرابات الغضب أو بعض اضطرابات الشخصية. ولكن ليس من الضروري أن يكون لدى جميع الأشخاص الذين يقومون بالقيادة المتهورة اضطرابات نفسية.
لتعزيز الصحة النفسية، يمكنك القيام بأمور مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والتغذية السليمة، والنوم الجيد، والتفاعل الاجتماعي الإيجابي، والتواصل الفعال مع أصدقائك وعائلتك، وتجنب كل ما له علاقة بالإدمان من سلوكيات أو عادات أو تعاطي والبحث عن الاستشارة النفسية عند الحاجة من شخص مختص.