زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى مصر، تعكس سياق الأبعاد الاستراتيجية التي تدير بها المملكة العلاقة مع الأشقاء، وفق مقتضيات مصالح وضمانات الأمن القومي العربي والحفاظ على استقرار المنطقة.
ويعود الاهتمام السعودي بالعلاقات مع مصر وتطويرها على المستويات كافة، إلى ضرورة استراتيجية هامة يعكسها موقع مصر الجغرافي في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، وامتدادها الآسيوي. وسواحلها على البحر المتوسط البالغة 995 كيلومترا، فضلا عن سواحلها على البحر الأحمر البالغة 1941 كيلومترا.
وتقوم إدارة العلاقات الاقتصادية مع القاهرة أيضا، على ما تتمتع به مصر من موارد بشرية كبيرة بعدد سكانها الذي يفوق 102 مليون نسمة وفق إحصائيات العام 2022م وهو ما يضمن عنصرًا داعمًا للمستثمرين بتوافر العمالة المقبولة التكلفة، فضلا عما تتمتع به من مقومات سياحية متنوعة بين السياحة في المواقع الأثرية والدينية وسياحة الاستشفاء.
وقد حققت مصر خلال السنوات السبع الأخيرة طفرة كبيرة في قطاعات الكهرباء والطاقة المتجددة والإسكان والثروة الزراعية والسمكية فضلا عن دعم البنية التحتية الشاملة بمشاريع تمت إدارتها وفق المواصفات العالمية في تنفيذها وبمتابعة متواصلة من قيادتها السياسية، الأمر الذي يجلعها سوقا رابحة للاستثمار والمشروعات الكبرى.
كما تمتد مساحة صحراء مصر الشرقية إلى 225 ألف كيلو متر مربع أي بنسبة 28 % من المساحة الكلية وتشمل شبه جزيرة سيناء، وتعد تلك الصحراء مخزونا للموارد الطبيعية من مختلف خامات المعادن كالذهب فضلا عن الفحم والبترول، بالإضافة إلى الصحراء الغربية التي تصل مساحتها إلى 680 ألف كيلومتر مربع، وتشمل الهضبة الشمالية ومنطقة المنخفضات العظمى التي تضم واحة سيوة ومنخفض القطارة ووادي النطرون والواحات البحرية، وواحات الفرافرة والخارجة والداخلة وفى أقصي الجنوب واحة العوينات.
تأتي زيارة ولي العهد لمصر أيضا لتجدد التأكيد على وحدة الموقف والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين واتساقا مع فكر القيادة الرشيدة في التعامل مع الأشقاء وخصوصا مصر التي قال عنها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، «مصر بلدي الثاني، وما تحقق في مصر من تقدم في عهد أخي الرئيس عبد الفتاح السيسي هو محل فخر لنا جميعًا».
ويبدأ ولي العهد جولة؛ تشمل مصر والأردن وتركيا، وسيعقد لقاءات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في العاصمة الأردنية عمان، كما سيعقد لقاءً في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء المقبل.
ومن المقرر أن تتناول اللقاءات، ملفات سياسية واقتصادية، كما من المتوقع أن تشهد هذه الزيارات الرسمية توقيع اتفاقيات في مجالات مختلفة، كما ستعقد اجتماعات لمجالس التنسيق المشتركة.