يستعرض «منتدى الإعلام السعودي»، تجارب ثرية لإعلاميين اعتمروا خوذة الحرب فكانوا جنودًا في بلاط صاحبة الجلالة ينتجون أعمالهم تحت أزيز الرصاص وأصوات القنابل، خلالا فعالياته، مطلع ديسمبر المقبل، وذلك من خلال جلسة «تغطية الحروب والأزمات»، التي تستضيف رئيس منظمة المراسلين العرب في لندن، محمد العرب، والإعلامي الحربي، حسن الطالعي، والمحلل السياسي فهد الشليمي، ويديرها مفرح الشقيقي.
ويمتلك ضيف الجلسة، محمد العرب، تجربه عريضة في تغطية الحروب، حيث سبق له أن تعرض لمحاولات اغتيال وخاض تجربة الاعتقال لمرات عدة، كما قدم للساحة الصحافية مؤخرًا كتاب «دليل الإعلام الحربي»، الذي لخص فيه ربع قرن من العمل الإعلامي مسطِّرًا فيه نصائحه في التعامل مع مختلف الظروف في الميدان، بينما لا تزال جملته الشهيرة "نحن هنا... أين أنتم؟" عالقة في أذهان المشاهدين.
ويعد ضيف «منتدى الإعلام السعودي»، حسن الطالعي من أوائل المراسلين الإعلاميين الذين تواجدوا على خط النار في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية منذ الأيام الأولى لـ«عاصفة الحزم»، حيث قدم العديد من التقارير التلفزيونية في مواقع الاشتباكات الحدودية وداخل العمق اليمني.
من جانبه، يتحدث العقيد ركن متقاعد والمحلل السياسي الكويتي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام العقيد ركن متقاعد فهد الشليمي عن رؤيته للإعلام الحربي من زاوية عسكرية إعلامية خلال الجلسة المخصصة في «منتدى الإعلام السعودي»، حيث اشتهر الشليمي بتحذيراته من الحملات الإعلامية الممنهجة في الحروب ومطالباته للجماهير بعدم تصديق المعلومات الكاذبة عبر وسائل إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وتشديده على توثيق الحقائق إعلاميًّا لمنع الأعداء من استغلال وترويج الأكاذيب.
وشهد العالم العربي في العقد الأخير كثير الصراعات التي بزغ فيها نجم إعلاميين كان لهم حضورهم البارز في تغطيتها رغم الصعوبات والتحديات التي تفرزها وهو ما جعل منتدى الإعلام السعودي يهتم بتشريح حالة التعاطي الإعلامي في الحروب في الجلسة التي من المنتظر أن تشهد نقاشات موسعة حول تعاطي وسائل الإعلام مع الأزمات التي تشهدها لبنان والعراق حاليًا والحرب الدائرة في سوريا واليمن والثورات في الجزائر والسودان وتجارب الوسائل الإعلامية في أزمات الربيع العربي التي مرت بمصر وتونس.
وكشفت اللجنة المنظمة لـ«منتدى الإعلام السعودي»، عن مشاركة أكثر من 1000 قيادة إعلامية محلية ودولية من الخبراء والمؤثرين، الذين يمثلون 32 دولة في الحدث الإعلامي الأكبر من نوعه في المنطقة، وذلك خلال يومي الـ2 والـ3 من ديسمبر المقبل، وأكَّدت اللجنة حضور وزراء وشخصيات دولية وإعلامية من 32 دولة؛ لمناقشة عددٍ من المحاور المهمة، التي تُطرح أمام الخبراء والمختصين، واستعراض واقع الصناعة الإعلامية ومستقبلها، والفرص الاستثمارية المتاحة، إضافة إلى توقيع عديد من الاتفاقيات، وتدشين مشروعات إعلامية.
ويخصص منتدى الإعلام السعودي، الذي ينطلق مطلع ديسمبر المقبل، ضمن فعالياته بالرياض، جلسة عن «دور الإعلام في احتواء وتأجيج الأزمات السياسية في العالم العربي»؛ حيث يستضيف خلالها وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، والكاتب الصحفي المحلل السياسي عبدالوهاب بدر خان، والإعلامي في قناة «فرانس 24» توفيق بن مجيد، فضلًا عن المحلل السياسي صباح الخزاعي، ويدير الجلسة الإعلامي نديم قطيش.
وتستعرض الجلسة تجربة وسائل الإعلام في الثورات العربية، والحراك السياسي التي شهدته دول عدة في العقد الأخير، ودور المنصات الرقمية في إفساح المجال؛ دون قيود أمام الأفراد ومنظمات المجتمع المدني للإسهام في تشكيل الرأي العام، وآلية تعاطي وسائل الإعلام مع الأحداث، في ظل وجود إعلام محسوب على التيارات والأحزاب.
النسخة الأولى لمنتدى الإعلام السعودي تُقام تحت شعار: «صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات»؛ انسجامًا مع التطورات التي تشهدها البيئة الاتصالية لوسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، والاتجاهات والفرص التي تدعم الرؤى المستقبلية لصناعة الإعلام، ويتزامن المنتدى مع تبوؤ الرياض عرش الإعلام العربي؛ إثر إعلانها أخيرًا «عاصمة للإعلام العربي»، ويُنتظر أن يشهد المنتدى حضورًا مكثفًا من مختلف دول العالم، يتقدمهم قادة الفكر والرأي والإعلام.
وأعلنت اللجنة، مطلع الشهر الجاري، فتح باب التسجيل إلكترونيًّا للراغبين في حضور فعاليات الدورة الأولى للمنتدى، وأكَّدت حرصها على فتح التسجيل الإلكتروني قبل مدة كافية من انطلاقة الحدث الكبير، وذلك لإتاحة فرصة الحضور لأكبر قدر ممكن من المهتمين.
وأضافت اللجنة، في بيانها، أن التسجيل في المنتدى متاح للعاملين في مجالات صناعة الإعلام المختلفة من القنوات، والصحف والمواقع الإلكترونية، وصنّاع المحتوى، وشركات العلاقات العامة والإنتاج والإعلان، والمهتمين بالإعلام الجديد، إضافة إلى طلبة وطالبات الجامعات المتخصصين في الدراسات الإعلامية.
وأشارت إلى أن المنتدى تلقّى خلال الفترة الماضية طلبات كثيرة للحضور، والمشاركة فيه من المهتمين داخل المملكة العربية السعودية والعالم العربي، إضافة إلى وسائل إعلامية دولية مختلفة.
وقالت اللجنة في بيانها: «إننا منفتحون على الآخر، ونعتز بالإنجازات التي تحصل، ونرغب في أن يحضر الإعلام ليشاهدها من الداخل، ويرصدها بأمانة وشفافية».
وقال رئيس منتدى الإعلام السعودي محمد فهد الحارثي، إن «المشاركة الكبيرة من دول مختلفة، تعكس الاهتمام والشغف الكبير للإعلام بمتابعة كل ما يحدث في السعودية، ومراقبته التطورات الإيجابية ورؤيتها من الداخل».
وبيَّن الحارثي، أن «المنتدى الذي يُقام تحت مظلة هيئة الصحفيين السعوديين، تلقَّى طلبات كثيرة من وسائل إعلامية دولية مختلفة للحضور والمشاركة»، وسط ترحيب من «الحارثي» بالحضور الدولي، الذي يؤكِّد انفتاح المملكة على الآخر، ورغبة الجميع في مشاهدة إنجازاتنا عن قُرب.
ويناقش المنتدى، الذي يقام في الرياض لأول مرة، محاور مهمة عبر الخبراء والمختصين، لا سيما واقع الصناعة الإعلامية ومستقبلها، ودورها في تشكيل الرأي العامّ، وتأثيرها في المجتمعات، مع إلقاء الضوء على التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية، ومستقبل صناعة التليفزيون في عصر المشاهدة وفق الطلب.
ويتناول المنتدى أيضًا، الحملات الإعلامية العابرة للحدود، والتغطيات الموضوعية في زمن التنافس على الجماهير. ويتطرق المنتدى في جلساته إلى قضايا ملحة، مثل قضية الإسلاموفوبيا والإعلام، ودور القيادات الإعلامية في زمن التحولات التكنولوجية في صناعة الإعلام.