يزور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، جمهورية مصر العربية، اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية على رأس وفد وزاري كبير.
وتستهدف زيارة ولي العهد إلى مصر تطوير العمل المشترك، وفتح آفاق الشراكة والتعاون مع القاهرة في مختلف المجالات، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتعزيز وتحفيز الاستثمار المشترك، وتنمية التبادل التجاري.
وتعكس الزيارة أيضًا اهتمام مصر بتعزيز شراكاتها مع المملكة، نظراً لما تتمتع به من ثقل سياسي واقتصادي دولياً، فضلاً عن مكانتها في العالم الإسلامي.
وتأتي زيارة ولي العهد إلى مصر، امتداداً لحرص القيادة الرشيدة على تطوير العمل العربي المشترك، بما يخدم أهداف المملكة السياسية والاقتصادية والتنموية، ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
الشراكة الاقتصادية بين المملكة ومصر
وتعمل المملكة ومصر على تعزيز شراكتهما الاقتصادية، ونقلها إلى آفاق أوسع لترقى إلى مستوى العلاقات التاريخية والاستراتيجية بينهما، عن طريق تحقيق التكامل بين الفرص المتاحة عبر رؤية المملكة 2030 ورؤية مصر 2030، إضافة إلى زيادة وتيرة التعاون الاستثماري والتبادل التجاري وتحفيز الشراكات بين القطاع الخاص في البلدين، وتضافر الجهود لخلق بيئة استثمارية خصبة ومحفزة.
تطلعات لإنشاء تحالف اقتصادي بين المملكة ومصر
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة ومصر 12.798 مليار دولار في عام 2023م، ويتطلع مجلس الأعمال السعودي المصري، لإنشاء تحالف اقتصادي بين البلدين، للدخول في أسواق ثالثة، وتحقيق التكامل بين قطاعات الأعمال في المشروعات والفرص الاستثمارية.
ودعمت المملكة مصر في مواجهة تحدياتها الاقتصادية، إذ تعد مصر أكثر الدول المتلقية للمساعدات من المملكة، بقيمة 32.48 مليار دولار، كما تبلغ قيمة الودائع المالية السعودية لدى البنك المركزي المصري 10.3 مليار دولار، وفقاً لبيانات البنك.
وتعمل المملكة ومصر على تطوير علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات، وفق المستهدفات المخطط لها، ومنها؛ رفع مستوى التبادل التجاري، وزيادة الاستثمارات المتبادلة، وغيرها من مجالات التعاون، إيماناً من قيادتي البلدين أن هذا التعاون يتجاوز الظروف والتحديات الراهنة، ويدعم توجه البلدين لتعزيز الأمن والاستقرار والرخاء للبلدين، ولجميع شعوب المنطقة.
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
من جهة أخرى، تدعم مصر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، إذ استضافت النسخة الثانية منها في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقد أكدت مصر أن المبادرة تمثل فرصةً ممتازة لتعزيز التعاون الدولي، في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ.
المملكة ومصر.. موقف ثابت بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة ولبنان
وتتزامن زيارة ولي العهد إلى مصر مع ما تشهده المنطقة من تصعيد للعمليات العسكرية في قطاع غزة ولبنان، فضلاً عن التصعيد بين إسرائيل وإيران، وتعمل المملكة مع مصر بتناغم كامل ضمن اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، للتحرك دولياً لوقف الحرب على غزة والضغط لإطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام الدائم.
وأكدت القيادة في كل من المملكة ومصر موقفهما الثابت حيال المطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة ولبنان، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، وضرورة التوصل إلى حل سلمي ونهائي للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق آماله وطموحاته.
جهود المملكة ومصر في اعتراف دول عدة بالدولة الفلسطينية
وأسهمت المملكة ومصر بفاعلية في جهود اللجنة الخماسية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، لقيادة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط لإطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، وأثمرت جهود اللجنة في اعتراف دول عدة بالدولة الفلسطينية، والإعلان عن إطلاق التحالف الدولي لحل الدولتين.
المملكة ومصر موقف مشترك تجاه الأزمة السودانية
كما تقود المملكة، بمشاركة مصر وعدد من الشركاء الإقليميين والدوليين الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة في السودان، وتحقيق الأمن والاستقرار على الأراضي السودانية، ومن ذلك شراكتهما في مجموعة متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان.
