عقدت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مساء أمس الأربعاء 28 أغسطس 2024 ندوة بعنوان:" الإبداع في صناعة الدراما" وذلك بفرعها بطريق خريص بالرياض.
شارك في الندوة الدكتور: عبدالرحمن أبو شال أستاذ مساعد في قسم الفنون الأدائية بجامعة الملك سعود، والأستاذ: رجا العتيبي المحاضر في قسم السينما والمسرح بكلية الإعلام والاتصال جامعة الإمام محمد بن سعود ، وأدارتها الإذاعية هند السالم الإذاعية بإذاعة الرياض.
وقد ناقشت الندوة مفهوم الدراما ومراحل تطورها ما بين البدايات والواقع الحالي والنظرة المستقبلية، وتوظيف النص الدرامي لإنتاج محتوى إبداعي، والموروث الثقافي في الدراما السعودية وإثراء المحتوى الفني ضمن أهداف رؤية 2030 والإبداع في الدراما والعودة لمصادر الدراما وتاريخها.
وجاء في تقديم الندوة أن الدراما تمثل دورا كبيرا في تشكيل الوعي العام، ولها تأثير نفسي واجتماعي على المجتمع بشكل عام.
المسلسلات ليست دراما:
في البداية تحدث أ. رجا العتيبي عن مفهوم الدراما ورأى أن هناك خلطا كبيرا في مفهوم الدراما، حيث يسمون الأفلام درامية، والمسلسلات دراما، والمسرح دراما، وأن هناك جدلا وصراعا، حول المفاهيم، مع أن هناك مصطلحا محررا من 2500 سنة.
وقال أ. العتيبي: أن الطلاب يتخرجون بمفاهيم أخرى ، مع أن المسرح بالمفهوم الأرسطي يختلف عن مسرح اليوم ومدارسه، وما يمثل على المسرح ليس دراما، والمسرحيات التي كتبها أسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدوس، كانت تشكل المسرح، وحين جاء أرسطو رأى أن الكتّاب يحاكون الواقع، وهذا أمر (متخيل) والمتخيل هو محاكاة لبناء عالم في الذهن بناء دراميا، وإذا فهمنا المحاكاة لا يمكن أن نكتب فيلما أو مسلسلا .
وأوضح أ. رجا العتيبي أن البطل الدرامي في نظرية المحاكاة يناقش مشاكله هو لا مشاكل الآخرين أو مشاكل المجتمع، والمسرح عبارة عن سرد ثم تحول إلى حركة وإلى دراما، والدراما معناها الفعل والحركة.
وأضاف : إن توجيه الناس ليس دراما، ومسلسل ( طاش ما طاش) مثلا ، ليس دراما، فالعمل الدرامي عبارة عن خيال ومحاكاة، ليس له علاقة بالواقع، والمسلسلات الواقعية ليست دراما، بل هي أعمال تجارية .
واختتم رجا العتيبي بالقول: إن القصص الواقعية هي أعمال وثائقية تهتم بمشاكل الناس، لكن الأعمال التخييلية هي الدراما الحقيقية، ونريد أن يخرج جيل يعي ما هو المعنى الحقيقي للدراما.
عناصر البناء الدرامي:
وتحدث د. عبدالرحمن أبو شال عن معايير الدراما وعناصرها والبناء الدرامي، فرأى أن هناك عدة معايير يمكن أن نستفيد منها في مرحلة تناقل الأفكار، ومعايير الأعمال المؤثرة منها: البساطة، والمصداقية، العواطف واستخدام اللغة العاطفية، القصص، الوضوح، والغرابة، وتحديد الشخصية ويمكن التعرف عليها من خلال الحوار أو المظهر، وهذه المعايير تزيد من تأثيرها على ذهن المتلقي .
وأوضح د. أبو شال أن وجود الدليل والإحصائيات التي تعزز الفكرة تدخل في العمل الدرامي، ونحن نرى أن الشخصية شخصية حقيقية، واللغة السينمائية الدرامية تكون رفيعة ومحسّنة وموجهة ومقصودة تخالف الارتجال اليومي، مع لغة الجسد، ولغة الشخصية التي تجسد قيمة حقيقية لهذه الشخصية، أما العناصر الدرامية فهي الحبكة، الشخصية الموضوع، البيان، الموسيقى والمؤثرات الصوتية، المشهد والمؤثرات البصرية.
تأتي هذه الندوة في سياق انفتاح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على تقديم مختلف العناصر الثقافية لروادها وللمتابعين والباحثين وفي سياق اهتمام المملكة بمختلف العناصر الإبداعية التراثية والمعاصرة.