«دير شبيجل» الألمانية: الأسد يتحالف مع كورونا ضد السوريين

بعد إعلان دمشق تخفيف إجراءات مواجهة الفيروس
«دير شبيجل» الألمانية: الأسد يتحالف مع كورونا ضد السوريين

«يبدو أن المصائب السياسية والاقتصادية في سوريا فرادى أبدًا».. هكذا علقت مجلة «دير شبيجل» الألمانية على قرار الرئيس السوري بشار الأسد، تخفيف القيود التي كانت فرضتها بلاده منذ أسابيع لمواجهة جائحة فيروس كورونا القاتل.

وقرر الأسد وحكومته مؤخرًا، تخفيف الإجراءات الصحية وخطط العزل والتباعد الاجتماعي في محاولة لمواجهة التداعيات الاقتصادية السلبية والخطيرة، ومن ثم تم الإعلان عن إعادة فتح المتاجر والسماح للمزارعين بجلب الخضراوات والفواكه إلى أسواق المدن، ناهيك بفتح المساجد للصلاة مجددًا.

واعترف الأسد بأن سوريا ليست خارج منطقة خطر كورونا، ومن المحتمل أن يزداد العدد المنخفض سابقًا للعدوى بسرعة؛ لكنه عاد ليبرر قراراته بتخفيف خطط مواجهة الفيروس، بأن وضع بلاده الاقتصادي يحتاج إلى الالتزام بأرضية وسط مرنة، على حد قوله.

وحسب المجلة الألمانية، فإن الدولة السورية تعود إلى لعبتها الاعتيادية بالتخلي عن المواطنين وتركهم وحدهم، وبينما يتظاهر الأسد بأن كل شيء تحت السيطرة، فإن سوريا في حالة سقوط حر تقريبًا. إذ إن العديد من الكوارث تهز البلاد في الوقت نفسه.

فقد تدمرت البلاد خلال تسع سنوات من الحرب، وانهار الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو ثلث مستوى 2010، كما أن لبنان المجاور، الذي يتعامل من خلال بنوكه العديد من التجار السوريين، يواجه الإفلاس، في وقت تشتد فيه وطأة كورونا على الجميع.

ووفقًا لأحدث أرقام الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من السوريين كانوا يعيشون في فقر تام في عام 2019، وكان ذلك قبل الكوارث الأخيرة. فالدولار، الذي كان أقل بقليل من 50 ليرة سورية قبل الحرب، يتم تداوله الآن بأقل من 1500 ليرة سورية، أي أصبح الآن يساوي 30 ضعفًا مما كان عليه في السابق. فيما تضاعفت أسعار المواد الغذائية ومكونات الطهي وغاز التدفئة، في حين ظلت الأجور ثابتة دون تغير أو زيادة.

ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن متوسط أسعار المواد الغذائية الأساسية في سوريا الآن أعلى 14 مرة مما كان عليه قبل الحرب. وفي سياق كورونا، كانت هناك أيضًا عمليات شراء مزعورة تسببت في ارتفاع الأسعار بشكل كبير: ففي محافظتي حمص وحماة تضاعفت حمية الشراء بنسبة تصل إلى 40 بالمائة في شهر واحد.

ووفق بيانات البرنامج، فإن 9.3 مليون سوري لم يعد لديهم ما يكفي من الطعام، وهو رقم قياسي جديد وزيادة ضخمة جدًا؛ حيث كان الرقم في أكتوبر 2019 لا يتجاوز 7.9 مليون.

ولا يكاد أي شخص يصدق الأرقام الرسمية الخاصة بتطورات وباء كورونا والصادرة من وزارة الصحة السورية. حتى الآن، لم يتم الإعلان إلا عن 47 إصابة وثلاث حالات وفاة في المناطق، التي يسيطر عليها النظام في البلاد. ومن غير المعروف عدد الحالات، التي قد تكون خارج مناطق سيطرة النظام.

كما أن الرعاية الصحية في سوريا لا تقوى على مجابهة الفيروس أو غيره، والوضع سيئ بشكل خاص في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتقدر الأمم المتحدة أن ثلثي المستشفيات السورية فقط، هي التي لا تزال قادرة على العمل، بالإضافة إلى ذلك، فقد فر ما يصل إلى 70% من السوريين، الذين عملوا في نظام الرعاية الصحية بسبب الحرب.

اقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa