«فورين أفيرز»: إيران وإسرائيل على شفا الحرب.. وعلى أمريكا وقف دوامة التصعيد

أكدت على الحاجة لنهج دبلوماسي أقوى..
«فورين أفيرز»: إيران وإسرائيل على شفا الحرب.. وعلى أمريكا وقف دوامة التصعيد

حذرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية من التوترات المتفاقمة بين إيران وإسرائيل، قائلة إنهما يجران الولايات المتحدة إلى صراع جديد لا يرغب أي منهما في وقوعه، مؤكدة أهمية أن تتبع واشنطن نهجا دبلوماسيا أقوى لوقف دوامة التصعيد في المنطقة.

وذكرت المجلة، في مقال نشرته مساء الاثنين، أن إيران وإسرائيل على شفا تصعيد خطير أو على شفا الحرب، ولن يوقفه سوى حدوث انفراجة في المباحثات النووية التي تستضيفها فيينا، وعندها سترى تل أبيب أن محاولاتها لعرقلة الاتفاق ستكلفها الكثير في علاقتها مع الولايات المتحدة. 

لكنها حذرت في الوقت نفسه من توافر كافة العوامل المساعدة على تفجر الوضع بشكل مخيف، وقالت إن الانفجار الأخير في منشآة نطنز النووية الإيرانية، على ما يبدو من تنفيذ إسرائيل، يمثل نقلة درامية في حرب الظل بينهما. 

وردًا على الهجوم، رفعت طهران من قدرات تخصيب اليورانيوم، وخلال أيام، ضرب صاروخ قرب مدينة ديمونا الإسرائيلية، لترد تل أبيب بضرب مواقع في سوريا. وتلك السلسة من الأحداث تنذر بتصعيد خطير سيؤدي إلى صراع مفتوح. 

وعلى الجانب الأمريكي، أعربت واشنطن مرارًا عزمها العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 لكن يبدو أنها ليست في عجلة من أمرها، حسب المجلة الأمريكية التي أكدت أنه بدون عمل دبلوماسي أمريكي مكثف لكبح التصعيد بين الطرفين، قد تجد إدارة جو بايدن نفسها في صراع مفتوح لا ترغب به. 

ضغط داخل إيران

وحتى الآن، قالت «فورين أفيرز» إن طهران تتجنب المخاطرة في الرد على الضربات الأمريكية والإسرائيلية، بما في ذلك اغتيال العالم النووي، محسن فخري زاده، : لكن هذا الوضع قد يتغير، وقد تصبح أكثر استعدادًا للمخاطرة مدفوعة بالوضع الاقتصادي المتدهور داخلها بسبب العقوبات الأمريكية.  

وعلى الجانب الإسرائيلي، قالت المجلة إنه آجلًا أم عاجلًا، قد تضطر تل أبيب إلى استخدام القوة لمنع إيران من استخدام اليورانيوم المخصب لإنتاج الأسلحة، وستنجر الولايات المتحدة إلى الصراع. 

وأضافت: «قرار إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% دليل واضح على قدرتها على الوصول إلى نسبة 90% بسرعة أكبر، حتى وإن لم تصنع القنبلة النووية على الفور. وفي حال فشلت المفاوضات، ستواصل إيران المضي قدمًا بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. وحذرت الحكومة الإسرائيلية من أن العودة إلى الاتفاق النووي دون تغيير القيود المنصوص عليها في الاتفاق غير واردة، ولهذا فإن عودة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال في ظل هذه الظروف قد يزيد احتمالية التصعيد».

معادلة يائسة

وترى «فورين أفيرز» أن التصعيد الإسرائيل ضد إيران يعكس مخاوف رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الأمنية وفقدان ثقته المتزايد في الولايات المتحدة، وقالت: «يعتقد نتانياهو أن الولايات المتحدة لا تضع في الاعتبار التهديدات الأمنية التي يمثلها برنامج إيران النووي والصاروخي على إسرائيل، ويرى بضرورة الإبقاء على العقوبات المفروضة إبان الإدارة الأمريكية السابقة». 

وأضافت: «في حال عاودت واشنطن الانضمام إلى الاتفاق النووي بدون تعديل العقوبات لتعالج المخاوف بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية أو أنشطتها في المنطقة، ستجد إسرائيل نفسها في موقف لا يمكن تقبله». 

وتابعت: «كما أن خيار التصعيد مع طهران يبدو جاذبًا بالنسبة إلى نتانياهو في الوقت الذي يواجه فيه أزمات متعددة داخليًا، بما فيها اتهامات بالفساد والجمود السياسي والفشل في التوافق بشأن تشكيل حكومة». 

الخيارات الأمريكية

ولوقف الاتجاه التصاعدي بين الطرفين، تؤكد المجلة الأمريكية أن الحل هو نهج دبلوماسي أقوى، وقالت موضحة: «يتعين على واشنطن التأكيد لتل أبيب على أن مزيد من التصعيد يهدد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، مع الضغط في الوقت نفسه على الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق لإخبار إيران بخطورة أفعالها الاستفزازية وأن الوقت بدأ ينفذ أمامها». 

وأضافت: «موقف حازم مع إسرائيل ودبلوماسية صارمة بشأن الاتفاق النووي سيسمح للولايات المتحدة بعكس حالة الانزلاق صوب تصعيد خطير بين تل أبيب وطهران.. على واشنطن التدخل الآن، على افتراض أن أن العواقب القريبة المدى للمواجهة السياسية مع إسرائيل وإيران ستكون أكثر قابلية للإدارة من عواقب حرب قد تندلع في غضون عامين».

إقرأ أيضًا: 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa