قالت الدكتورة إيفلين بندن، خبيرة تغذية الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال، إنَّ الأطعمة التي خضعت لتصنيع مفرط، تتسبب في انتشار السمنة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وحثّت بندن الآباء على اتباع أنظمة غذائية صحية لمنع حدوث المشاكل الصحية لأطفالهم على المدى الطويل، مشيرة إلى نتائج دراسة حديثة أجريت في بريطانيا تُظهر أن زيادة نسبة الأطعمة مفرطة التصنيع في تغذية الأطفال تجعلهم أكثر عُرضة لزيادة الوزن أو السمنة في مرحلة البلوغ.
وأجريت الدراسة على أكثر من 9,000 طفل، ونُشرت نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية. ووجدت الدراسة أن الأطعمة، التي تعرّضت للإفراط في التصنيع، تعد في المتوسط مصدرا لما يزيد على 60% من السعرات الحرارية، التي يتناولها الأطفال البريطانيون.
وأكّدت أن السمنة في مرحلة الطفولة "مشكلة خطرة"، معتبرة أن الوجبات الغذائية، التي تحتوي على الكثير من الأطعمة مفرطة التصنيع، "قد تتسبب بارتفاع مخاطر إصابة الأطفال بالسمنة والسكري وأمراض القلب والسرطان على المدى الطويل".
ودعت خبيرة التغذية في "كليفلاند كلينك للأطفال" الآباء إلى منع أبنائهم من تناول الأطعمة مفرطة التصنيع، وأن يستبدلوا بها الأغذية الكاملة، مع الحدّ من تناول الحلويات، وتشجيعهم على تناول وجبات خفيفة صحية من الفواكه والخضراوات، والاستعاضة عن المشروبات الغازية والعصائر بالماء والمياه المنكهة والحليب.
وأضافت بندن: "بالإضافة إلى كون الأطعمة والمشروبات مفرطة التصنيع، مثل البيتزا المجمدة والمشروبات الغازية والخبز الجاهز المنتج بكميات تجارية والوجبات الجاهزة، غنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة أو المتحولة والسكر والملح والمكونات التي تُطيل عمر هذه المنتجات، فهي أطعمة لا تحتوي على الكثير من الفوائد الغذائية".
وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى وجود 340 مليون طفل ويافع يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في جميع أنحاء العالم، بينهم 39 مليون طفل دون سن الخامسة. ويعيش معظم سكان العالم في بلدان تؤدي فيها زيادة الوزن والسمنة إلى وفاة أشخاص أكثر مما يؤدي إليها نقص الوزن.
كذلك دعت الدكتورة بندن الآباء إلى البحث عن دلائل غير مباشرة على زيادة الوزن لدى أطفالهم، مثل صعوبة النوم أو سرعة الشعور بالتعب عند القيام بنشاط بدني، مشيرة إلى أن الطبيب أو خبير التغذية يستطيع تقديم المشورة للآباء في هذا الشأن.
وأضافت بندن: "قد يكبر الأطفال واليافعون وتزيد السمنة لديهم، لكن تمكنهم من إجراء تغييرات في نظامهم الغذائي وممارسة الرياضة سيجعلهم قادرين على إبطاء الزيادة في الوزن وإيقافها بطريقة مناسبة".
وتقترح خبيرة التغذية شراء الفواكه والخضراوات المجمدة، أو الفواكه المعلبة في العصير الخاص بها، أو الخضراوات، التي لا تحتوي على ملح مضاف، وذلك في حال لم تكن الأطعمة الكاملة متاحة بسهولة. كما توصي بتناول اللحوم قليلة الدهن مثل الدجاج والديك الرومي واللحوم منخفضة الصوديوم، ومنتجات المعكرونة والبسكويت المصنوعة من القمح الكامل.
ينبغي للأسر، بحسب الدكتورة بندن، التفكير في تبني المبادئ التوجيهية الصحية العالمية في مجال تناول الطعام، والتي توصي بأن يكون نصف طبق الطعام مؤلفا من الفواكه والخضراوات ونصفه الآخر من الحبوب والبروتينات وبعض منتجات الألبان.
وانتهت إلى القول: "ينبغي للآباء تشجيع أطفالهم على الاستجابة للشعور بالشبع مثلما يستجيبون للشعور للجوع، بدلا من دفعهم إلى تناول طبق طعامهم عن آخره، ما قد يؤدي إلى إفراطهم في تناول الطعام".