وجدت دراسة حديثة أن المشاكل الاجتماعية التي ينتج عنها التوتر، مثل المشاكل العائلية ومشاكل العمل والأزمات المالية وغيره، تتسبب في الشيخوخة المبكرة للجهاز المناعي للإنسان، وتؤدي إلى تدهور أدائه مع التقدم في العمر.
وقال مؤلف الدراسة، البروفيسور إريك كلوباك، من جامعة «ليونارد ديفيس» لعلم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا، إن شيخوخة جهاز المناعة تسبب أمراض السرطان والقلب والسكتات الدماغية، كما أنها تقلل فاعلية مختلف أنواع اللقاحات التي يحصل عليها الإنسان.
وأضاف: «الأشخاص الذين يعانون مستويات مرتفعة من التوتر يسجلون أعمارا أكبر في سجلات أجهزة المناعة، مع مستويات مرتفعة من عوامل الدفاع ضد الأمراض، ونسب مرتفعة من الخلايا التائية المتضررة»، حسب إذاعة «بي بي سي» البريطانية.
وتعد الخلايا التائية هي خط الدفاع الأول لجسم الإنسان، وتحمل عديد الوظائف، وتقوم بشكل مباشر بالقضاء على الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بالفيروس، وتعمل على التخلص من الخلايا المعروفة باسم «خلايا زومبي»، التي توقفت عن الانقسام لكنها ليست ميتة في الوقت نفسه.
ووجدت الدراسة البريطانية أن مستويات التوتر المرتفعة يرفع عدد خلايا «زومبي» ويقلل من عدد الخلايا التائية الشابة، حتى بعد السيطرة على العوامل الخارجية مثل التعليم والتدخين وشرب الكحول والوزن.
كما وجدت الدراسة، التي شملت 5744 شخص، فوق الخمسين عاما، أن ارتفاع مستويات التوتر في الجسم يغير الدوائر العصبية في المخ، ما يؤثر على القدرة على التفكير واتخاذ القرارات.
كما تؤثر التغييرات العصبية على الجسم كله، بما في ذلك الأنظمة اللاإرادية والتمثيل الغذائي والجهاز المناعي.