شرب القهوة في رضَّاعات الأطفال.. مختصون يفسرون الظاهرة لـ«عاجل»

ظهرت مؤخرًا في بعض المحلات
شرب القهوة في رضَّاعات الأطفال.. مختصون يفسرون الظاهرة لـ«عاجل»

بدأت بعض المحلات مؤخرًا تبيع القهوة أو العصير في رضاعات الأطفال، وهو ما أثار الجدل حول هذا الأمر؛ حيث اعتبره البعض سلوكًا استهلاكيًّا تجاوز الغلط إلى الابتذال والتعدي على منتجات الأطفال واستهلاكها بهذه الطريقة.

من جانبه، أوضح المختص بعلم النفس العام والسيبراني يوسف السلمي، لـ«عاجل»، أنه «تظهر بعض السلوكيات في مجتمعنا بين الحين والآخر بشكل غريب، على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقع بين القبول والرفض، ولا شك أن الفضاء السيبراني يدعم كثيرًا من السلوكيات الغريبة والشاذة، من خلال ما يجده أصحاب هذه السلوكيات من شهرة وانتشار سريع، نتيجة تفاعل المتابعين والتعليقات واللايكات على المحتوى».

وأضاف السلمي أن علم النفس يقدم تفسيره لموضوع تناول القهوة في زجاجة الحليب الخاصة بالأطفال، من خلال ما أطلق عليه «فرويد» رائد التحليل النفسي، بالحيل الدفاعية اللاشعورية/ التي يقوم بها الفرد ليخفف من حدة التوتر والهروب من المواقف التي تثير القلق، بما يسمى بالنكوص أو التثبيت وغيرها من الحيل الدفاعية.

وأشار إلى أن سلوك تناول القهوة في زجاجة الرضاعة، هو حيلة تسمى «النكوص»؛ حيث يعود الفرد ويتقهقر إلى سلوكيات كان يمارسها في مرحلة مبكرة من عمره، وهي حيلة دفاعية تظهر عندما يواجه الفرد القلق والتوتر. ولكي يهرب من مواجهة هذا الموقف ينكص ويرجع إلى سن مبكرة، ويتصرف تصرفات طفولية، في محاولة للفت الانتباه ولكسب التعاطف والحنان.

وأوضح السلمي أن من التفسيرات التي بقدمها التحليل النفسي لهذا السلوك، هو عدم الإشباع الكافي في مرحلة الرضاعة، أو تعرض الطفل للفطام بطريقة قاسية أثناء المرحلة الفمية حسب ما يراه «فرويد»؛ ما ينتج عنه ما يسمى التثبيت عند مرحلة سابقة لم يتجاوزها الطفل بطريقة سليمة.

بينما يفسر «أريكسون» مثل هذه التصرفات بأنها مشكلة في شخصية الفرد متمثلة في عدم فاعلية الأنا نتيجة أزمة في النمو في مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة؛ حيث يحتاج الطفل في مرحلة الرضاعة إلى الحماية والرعاية والإشباع من قبل الأم لكي يستمر عامل الثقة وينمو الطفل بأسلوب سليم ليصعد إلى المراحل الأخرى. وأي خلل في هذه المرحلة سيؤثر على شخصية الطفل، ويسبب اضطرابًا في نموه وثبات في النمو النفسي عند هذه المرحلة المبكرة، وقد يظهر على شكل سلوك استخدام الرضاعة أو مص الأصبع.

وأضاف أن مثل هذه السلوكيات الغريبة تظل سلوكيات شاذة، لكن طبيعة الانتشار لمثل هذه التصرفات في الفضاء السيبراني يجعل منها حديث الناس. وبمجرد إهمال مثل هذه المشاهد سرعان ما تنطفي وتذوب مثل تصرفات سابقة.

من جانبه، قال الأستاذ المساعد في علم الفيروسات والأمراض المعدية بكلية العلوم الطبية بجامعة الملك خالد بأبها الدكتور عبدالرحيم حكمي، إن كثيرًا من الأمراض المعدية، مهما كانت نسبة انتشارها، يتم السيطرة عليها بسبب النظافة والتعقيم والإجراءات المتبعة.

وأضاف أنه لا يعتقد أن هناك جراثيم خطيرة تنتقل عن طريق القهوة، خاصةً إذا كانت الأكواب الزجاجية منها تغسل جيدًا، موضحًا أن  فيروس الكبد الوبائي (أ) وفيروس الروتا، يمكن أن ينتقلا عن طريق الأكل والشراب الملوث، وكذلك يوجد بكتيريا مثل السالمونيلا، وتأتي من الأكل، خاصةً الدجاج إذا ترك لفترة أطول.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa