العالم قبل كورونا شيء، وبعد كورونا شيء آخر.. لا يمكن إنكار دور الجائحة في التغيير الجذري الذي طرأ على شتى مناحي الحياة، وحتى مع العودة الحذرة بعد فترة من الجمود، لن تعود الأمور إلى سابق عهدها.
يتطلع الكثيرون إلى تجاوز فترة العزل الذاتي، التي فرضتها الجائحة للوقاية من الفيروس، وذلك بالسفر والتردد على الفنادق لكسر الملل، وتغيير الأجواء، لكن الفنادق التي عانت كثيرًا خلال الفترة الماضية نتيجة الكساد وتراجع نسب الإشغالات إلى معدلات صفرية، تتطلع إلى الترحيب بالنزلاء مرة أخرى في فترة ما بعد فيروس كورونا، إلا أن الإقامة هذه المرة لن تكون كسابق عهدها، فالجائحة تفرض تغييرًا حتميًا من تدابير تحسين النظافة، والحد من التقارب، والتطهير المستمر، وكل ما تستلزمه الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الإصابات.
«حالة الكساد»
حالة العطب التي أصابت قطاع السياحة والسفر والفنادق، جراء الجائحة، رصدتها الكاتبة آن فريتز، في تقرير نشرته مجلة «ريدرز دايجست» «Readersdigest» في نسختها الأسترالية؛ حيث أكدت أن السفر والسياحة كانا من بين القطاعات الأكثر تضررًا من إجراءات الإغلاق التي فُرضت لإبطاء انتشار فيروس كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لبعض التقديرات، فمن المتوقَّع أن تكون خسائر هذه الصناعة على الصعيد العالمي بحدود 1.2 تريليون دولار.
«فوبيا المسابح»
قبل الوصول للفندق ستراودك بعض من الهواجس النفسية، خشية الإصابة، ولن تبتعد عنك الأفكار بشأن عدد من الأشياء التي تفضلها بالفندق وأبرزها المسابح المزدحمة، والفوبيا التي قد تصيبك من كونها ناقلًا محتمَلًا للفيروس.
النبأ السار هنا، يتمثل في أن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أبانت أنه لا يوجد دليل على أن كوفيد-19 يمكن أن ينتشر في المسبح ما دام يخضع للصيانة المناسبة، لكن المنطقة المحيطة به تمثّل مشكلة أخرى.
وهذا ما يدفع بعض الفنادق إلى الحدّ من عدد النزلاء حول المسابح الخاصة بها من خلال تقليل عدد كراسي الاستلقاء وإبعاد المظلات والكراسي عن بعضها على الشاطئ.
وحسب نائبة رئيس التسويق في ذا بالمز، كارين ويت «من المتوقّع زيادة الطلب على مقصورات المسبح، التي توفر الخصوصية للعائلات أو المجموعات الصغيرة وستبقيهم في مأمن من الآخرين.
«المطاعم والوقاية»
لا داعي للقلق بشأن المطاعم في الفنادق؛ حيث قامت الفنادق بتقليل قدرة استيعابها لبعض الوقت في ظل الجائحة، مع ملاحظة أن البوفيهات المفتوحة ذا الخدمة الذاتيّة تكون فيه الأواني المشتركة التي يستخدمها الضيوف غير نظيفة بما يكفي في العادة، واليوم في ظل أزمة فيروس كوفيد-19، أصبح استعمالها محظورًا.
وبدلًا من ذلك، ستجد نادلًا يرتدي قناع الوجه والقفازات ويقف خلف طاولة البوفيه في انتظار أن يقدم لك البيض المخفوق والفاكهة المقطعة.
«تعقيم القهوة والمشروبات»
لا شك أنك بمجرد الوصول للفندق تبحث عن احتساء فنجان من القهوة، لكنك ستفاجأ باختفاء القهوة المجانية في قاعة الاستقبال.
وعلاوة على ما سبق، من المحتمل أن تختفي طاولة القهوة المجانية ذات الخدمة الذاتية التي كانت موجودة في الصباح الباكر من غرفة الاستقبال.
ووفقًا لتقرير موقع «ذا بوينتس غاي»، تهدف الفنادق إلى تقليل عدد «نقاط التلامس»، وهي الأسطح التي يلمسها الضيوف بشكل متكرر؛ لذلك من المرجح إزالة آلات صنع القهوة والثلاجة الصغيرة من الغرف.
ويعود ذلك لكونها تزيد من إمكانية لمس العناصر ذاتها من قِبَلِ أشخاص مختلفين، مثل الرافعة الموجودة في موزع القهوة أثناء ملء الكوب الخاص بك ومقبض الإبريق أثناء سكب الحليب. وينطبق الشيء ذاته على مبردات الماء أو عصير الليمون.
كما أن فنادق كيمبتون، التي قامت على وجه الخصوص، بساعات الخصم الليلية، حيث يتم تشجيع النزلاء على الاستمتاع بالمشروبات المجانية في الصالة، لكن في عصر التباعد الاجتماعي، لم يعد هذا النوع من التجمعات مقبولًا في الفنادق.
«التسجيل والاستقبال»
كلما زاد عدد الأشخاص الذين تتواصل معهم، ارتفع احتمال تبادل الجراثيم، لذلك من المتوقع التخلي عن طريقة تسجيل الدخول التقليدية في مكتب الاستقبال، وبدلًا من ذلك ستعمل المزيد من الفنادق على الترويج لطريقة تسجيل الدخول عبر الهواتف الذكية، المعتمدة بالفعل في 3200 فندق من سلسلة فنادق ماريوت حول العالم، وكذلك من مجموعة فنادق إنتركونتيننتال وحياة.
هذه التقنيّة سوف تنتشر أكثر فأكثر في المستقبل القريب. وفي حال قمت بتسجيل الدخول في مكتب الاستقبال، ستجد جدارًا زجاجيًا عازلًا بينك وبين موظّف الفندق، مثل ذلك الموجود في البنوك.
وإلى جانب تسجيل الدخول بالهاتف الذكي، ستتمكن أيضا من استخدامه كمفتاح لفتح باب غرفتك. وتُستخدم هذه «المفاتيح الذكية» بالفعل في بعض منتجعات ديزني وفنادق ماريوت وفنادق إنتركونتيننتال وفنادق حياة عبر تطبيقات خاصة.
«اختفاء الفواتير»
نظرًا لأن الفنادق تعمل على تقليل التفاعل بين الموظفين والضيوف، فإنه من المحتمل أن ينصحك الفندق بتسجيل الخروج الذاتي عبر الإنترنت أو عبر تطبيق الفندق.
وهذا يعني عدم تعمير المزيد من الفواتير الورقية عند الخروج، كما تستطيع الاطلاع على نسخ من الفواتير التي ستكون متاحة عبر الإنترنت وعبر البريد الإلكتروني.
«عيّنات الشامبو»
بمجرد دخولك لغرفة ستلاحظ أنها تختلف كثيرًا عما كانت عليه في السابق، إذ سيتم التخلص تدريجيًا من عبوات الشامبو والبلسم ذات الحجم الكبير واستبدالها بزجاجات الشامبو الصغيرة، التي ستعود للظهور من جديد بعد أن كانت تختفي ببطء من الفنادق، تلك العبوات الصغيرة التي تشبه العيّنات، لكنها تحد من التلامس، وتكفي للاستخدام الذاتي.
«خدمة الروبوتات»
من بين التغييرات الجديدة التي سنلاحظها تزايد إجراءات التنظيف والتعقيم. فعلى سبيل المثال، ذكرت شركة ماريوت، أنها «تشدّد على إجراءات التنظيف الصارمة للفضاءات المشتركة التي تتطلب تعقيم الأسطح بمطهرات، وفق معايير المستشفيات وبوتيرة متزايدة. إلى جانب استخدام المطهرات داخل غرف الضيوف».
يمكنك أن تتوقع رؤية المزيد من الروبوتات التي تقضي على الجراثيم، مثل تلك الموجودة في مركز ويستن هيوستن الطبي، وهو الفندق الأول والوحيد في الولايات المتحدة الذي يمتلك هذه التكنولوجيا حاليًّا، وذلك وفقًا لموقع «ذا بوينت غاي»؛ حيث تقضي الروبوتات على الجراثيم عبر تقنية الأشعة فوق البنفسجية.
كما تعمل فنادق ماريوت أيضًا على تجربة تقنية الرش الكهروستاتيكي لتنظيف غرف الضيوف والردهات ومراكز اللياقة البدنية بسرعة، بالإضافة لاستخدام المطهرات الموصى بها من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.