أصحاب الرداء الأبيض.. القصة وراء لون الزي الموحد للأطباء ولماذا يختلف عنهم الجراحون؟

ارتدى الأطباء معاطف سوداء ولكنهم بدّلوها
أصحاب الرداء الأبيض.. القصة وراء لون الزي الموحد للأطباء ولماذا يختلف عنهم الجراحون؟
تم النشر في

تتواصل جهود الأطباء والعاملين في مجالات الرعاية الصحية بشتى أنحاء العالم، على مدار الساعة، لمواجهة آثار تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد  «COVID-19»، الذي شارفت أعداد المصابين به على تجاوز حاجز مليوني مصاب حول العالم وأزهق أرواح أكثر من 120 ألف شخص.

ويمثل الجيش الأبيض من أصحاب الرداء الطبي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الجائحة، ونشتعرض اليوم السبب وراء اختيار هذا اللون ليكون زيًا ذا لون موحد يعرف به الأطباء في أي مكان بالعالم.

الأطباء تخلوا عن المعاطف السوداء واستبدلوا بها اللون الأبيض

ربما تتفاجأ بأنه حتى أواخر القرن التاسع عشر، لم يكن الأطباء يرتدون ملابس بيضاء، بل في الواقع كانت سوداء، التي كانت تثير القلق والاكتئاب في نفوس كثيرين، لا سيما المرضى وذويهم، نظرًا إلى أنها مرتبطة بالموت في معظم الأحيان.

ويرجع السبب الرئيسي لارتداء الأطباء زيًا أسود، هو إخفاء الأوساخ التي تعلق بملابس الأطباء، حيث إن هذا اللون أقدر من غيره على هذه المهمة، وأدى التقدم الذي طرأ على مهنة الطب إلى إحداث تغييرات على الشكل الذي يظهر به الأطباء أمام الناس، حسبما تقول جمعية الطب الأمريكية.

وحدث هذا التحول في لون المعاطف خلال سنوات قليلة، كما تخبرنا رسومات الفنان الأمريكي توماس إيكنز، الذي يعد رائد المدرسة الواقعية في الولايات المتحدة  والذي تصور إحدى لوحاته غرفة علميات داخل مستشفى يرتدي جميع من فيها المعاطف السوداء، ويعود تاريخها إلى عام 1875 لكن في لوحة ثانية تعود إلى عام 1889 وتحمل اسم «عيادة أغنيو»، كان الأطباء يرتدون المعاطف البيضاء.

وبحسب جمعية الطب الأمريكية، فلا يوجد تأكيد بنسبة 100% متى ارتدى الأطباء الرداء الأبيض للمرة الأولى، أو من قام بتصميمها وإدخالها إلى هذا المجال.

الجراحون تختلف معاطفهم الطبية.. ولهذا اختاروا الأخضر

ولسنوات عديدة دأب الأطباء الجراحون على ارتداء الزي الأبيض  في غرف العمليات الجراحية بيضاء، إلّا أنّه استبدلت بها مآزر خضراء خاصة بغرف العمليات والجراحة لمساعدة الأطباء على رؤية أفضل في غرفة العمليات وكذلك مساعدتهم على استعادة التركيز وعدم تشتت انتباههم.

وبخلاف الألوان الأخرى فاللونان الأزرق والأخضر لهما صفات خاصة تميزهما، فعندما ينظر الأطباء لوقت طويل داخل جسد المريض ويطغى لون الدم الأحمر على المشهد ويغطي ما حوله يمكن للون الأخضر إنعاش نظر الطبيب لأنّ الدماغ البشري يفسر الألوان بالنسبة لبعضها البعض، فطالما بقي الجرّاح يحدق في شيء أحمر غالبية الوقت، فإنّه تتلاشى الإشارة الحمراء الموجودة في الدماغ مما قد يجعل من الصعب عليه رؤية الفروق الدقيقة، فيكون الحل بالنظر إلى شيء أخضر من وقت لآخر لتبقي عيون الطبيب أكثر حساسية للتغيرات في اللون الأحمر، وكذلك لأنّ استمرار التركيز على اللون الأحمر قد يجعله يرى خطوط خضراء وهمية على أيّ خلفية بيضاء، وهي تشبه البقع التي نراها بعد رؤية وميض ضوئي.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa