خبراء يفسرون «غازات المعدة» وعلاقتها ببعض الأطعمة

أكدوا أنها طبيعية ويمكن السيطرة عليها
خبراء يفسرون «غازات المعدة» وعلاقتها ببعض الأطعمة
تم النشر في

ربما تشعر بضجيج من الغازات داخل أمعائك، بعد تناول وجبة ما كالحمص أو القرنبيط، أو حتى بعض الحبوب المفضلة لديك، وفي الحقيقة فإن معظمنا على علم بمشاكله مع بعض الأطعمة، وقد يتساءل عن مصدر هذه الغازات، وما إذا كان ذلك سيئًا بالنسبة له، وهنا قد تفاجئك الإجابة.

حسب الخبراء، فإن الغازات المتولدة داخل الأمعاء، هي نتيجة ثانوية لنشاط الأحياء المجهرية، التي تعيش في الأمعاء الغليظة، حيث تمتلئ الأمعاء البشرية بتريليونات من البكتيريا، التي تعرف مجتمعة باسم الميكروبيوم، ودون هذه البكتيريا لن يتمكن جسمك من تحطيم وامتصاص جميع العناصر الغذائية، التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة، ولكن بينما توجد هذه البكتيريا في جميع أنحاء الجهاز الهضمي، فإن أعدادها تزداد بشكل كبير في الأمعاء الغليظة.

والأشياء التي لا يمكنك هضمها بسهولة- معظمها المركبات النباتية الغنية بالألياف- تميل إلى الانزلاق من خلال القناة الهضمية حتى تصل إلى الأمعاء الغليظة، وبمجرد الوصول إلى هناك تقوم البكتيريا بتذويبها وهضمها منتجة الغازات، إلى جانب العناصر الغذائية التي يمكن لجسمك الوصول إليها، والأطعمة التي تسبب الغازات عادةً تحتوي على مركبات تسمى الفركتان- موجودة في القمح والبصل والخرشوف على سبيل المثال لا الحصر- وأيضًا السليكات الغلانية السكرية الموجودة في البقوليات والمكسرات والبذور.

لكن أنواع الأطعمة، التي تنتج الغاز تختلف من شخص لآخر، فبعض الناس يفتقرون إلى أنزيمات الأمعاء اللازمة لهضم بعض العناصر الغذائية، ما قد يسمح للمزيد من تلك الأطعمة بالمرور إلى البكتيريا في الأمعاء الغليظة، كما أن تناول الكثير أو السرعة الكبيرة يمكن أن يفرط في إجهاد نظام الهضم، ومن ثم يزيد من وصول الغذاء غير المهضوم إلى البكتيريا التي تولد الغاز، وقد يكون هذا الوضع غير مريح للشخص، ولكنه ليس ضارًا.

ومع ذلك، هناك بعض الأمراض المرتبطة بالأمعاء، التي قد يصاحبها غازات كأثر جانبي، فبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز- وهي حالة ناشئة عن عدم وجود إنزيم هضمي ضروري لتحطيم سكريات الحليب- فإن تناول منتجات الألبان يمكن أن ينتج الغاز والانتفاخ، وكذلك الإسهال وآلام المعدة والقيء، وإذا كنت مريضًا، فقد تجد أن نظامك ينتج غازًا أكثر من المعتاد؛ حيث قد تفقد القدرة على امتصاص بعض العناصر الغذائية مؤقتًا، وبالتالي فإن المزيد من الطعام غير المهضوم يصل إلى البكتيريا الموجودة في القولون، وهذا يؤدي إلى مزيد من الغازات، وفي بعض الحالات يحدث الإسهال. 

وحسب الخبراء، فإن السيطرة على هذه الحالة تكمن في اختيار من ثلاثة، إما التقليل من كمية الطعام، الذي يسبب مثل هذه الحالة، أو تناول بعض العقاقير المعروفة والآمنة، التي تقلل من الغازات، أو اتباع استراتيجية جديدة بتناول أجزاء صغيرة من الأطعمة، التي تسبب لك الغازات بشكل يومي، وبذلك تزيد بشكل تدريجي من عدد البكتيريا، التي يمكنها معالجة هذا النوع من الأطعمة، ما ينتج عنه تكيف أكبر وغاز أقل فيما بعد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa