أذنك ربما تسمع صوتًا لا يأتي من محيطك، يشبه نغمة رنين كلاسيكية أو صفيرًا أو غمغمة، أو حتى يشبه إيقاع ضربات قلبك، صوتًا قد يذهب ويأتي دون أسباب واضحة، يصفه الأطباء بالطنين، وعلى سبيل المثال فإنَّ 50 مليون أمريكي يعانون من ذلك، وفقًا لجمعية طنين الأذن الأمريكية.
وبالنسبة لبعض الناس يأتي الطنين ويذهب، في حين أن الآخرين يسمعون ذلك في كل وقت، وبالتأكيد يمكن أن يسبب ذلك إزعاجًا تتفاوت درجته من شخصٍ لآخر حسب شدة هذا الطنين، الأمر الذي يصل فى بعض الأحيان إلى تعطيل الأنشطة اليومية للبعض.
وفي أغلب الأحيان يحدث رنين في أذنيك نتيجة خلل في الجهاز السمعي أو العصبي، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد، فقد يكون الطنين نتيجة لاستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب والمهدئات ومضادات الاكتئاب.
والطنين ليس مرضًا بحد ذاته، ولا يشكِّل خطورة حسب الأطباء، ولكنه أحد الأعراض المرتبطة بالعديد من الحالات، وقد يكون علامة على واحدة من هذه الحالات:
- ورم العصب السمعي: ورم العصبي السمعي هو نوع من الأورام الحميدة في المخ، ولكنَّه ورم يؤثر على الأعصاب التي تؤثر بدورها على السمع والتوازن، فغالبًا ما يكون الطنين من الأعراض الأولية لورم العصب السمعي، وفي استطلاع أجرته رابطة أورام الأعصاب السمعية الأمريكية عام 2012، حول هذا المرض أشار المجيبون إلى أنَّ 74 % منهم قد عانوا من الطنين.
وأورام العصب السمعي تنمو ببطء، ولكن إذا استمرّت في النمو ولم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تؤثر على وظائف الجهاز العصبي، بل وتسبّب الموت. فإذا كنت تعاني من طنين الأذن، فإن احتمال حدوثه بسبب ورم مثل هذا يبدو صغيرًا، لكن الخطوة الأولى في معرفة السبب هي زيارة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة، الذي سيؤدي سلسلة من اختبارات السمع لمعرفة ذلك.
- الأرق وعلاقته بالطنين: الأرق هو اضطراب في النوم يمنعك من الاستغراق أو البقاء في النوم، ناهيك عن التسبب في ضغوط عاطفية لأنك مرهق للغاية، كما يمكن للأرق أن يفاقم آثار طنين الأذن، ووفقًا لدراسة أُجْرِيت في مستشفى هنري فورد في ديترويت الأمريكية، وجد الباحثون أنه كلما زاد الأرق، كلما كانت شكاوى المريض أكثر حِدّة بخصوص الطنين، كما ساعد علاج الأرق لدى المرضى على تقليل شدة الرنين في آذانهم.
- إصابة الرأس أو الرقبة: هل جرحت رأسك أو رقبتك قبل أن يبدأ الطنين في أذنيك؟ طبقًا لدراسة أجريت عام 2003 ونشرت في دورية لارنجوسكوب، فإن الطنين هو أحد الأعراض المهمة التي تحدث عادةً نتيجة لصدمة الرأس أو الرقبة، وقد قال الباحثون في الدراسة إنَّ 297 مريضًا من أصل 2400 شخص أفادوا أن طنينهم المزمن قد بدأ نتيجة إصابات الرأس أو الرقبة.
وكان هؤلاء المرضى في كثير من الأحيان أصغر سنًا، ويعانون من صداع أكثر تواترًا، وكانوا يعانون صعوبة أكثر فى الذاكرة والتركيز، كما كانوا أكثر عرضة للاكتئاب، ولديهم طنين حاد أكثر من المرضى الذين لا يرتبط رنينهم بالصدمة.
- التصلب المتعدد: التصلب المتعدد المعروف اختصارًا MS هو حالة يتم فيها تلف المايلين وهو الغطاء الوقائي حول الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، وفقدان المايلين يجعل من الصعب على الأعصاب إرسال رسائل في جميع أنحاء الجسم، مما يعطِّل الاتصال العصبي ووظائف الجسم الطبيعية.
وفي مرض التصلب العصبي المتعدد، عادة ما يحدث طنين بسبب تلف المايلين في جذع الدماغ، ويمكن أن يمثل انتكاسة للمرض إذا كانت هناك بداية مفاجئة، وعلى الرغم من أن طنين الأذن نادر في مرضى التصلب المتعدد، فإن من المهم زيارة طبيبك فورًا إذا كنت مصابًا بهذا المرض وشعرت برنين مستمر أو متقطع في أذنيك؛ حيث يمكن لطبيبك أن يساعدك في معرفة ما إذا كان الطنين أحد أعراض التصلب العصبي المتعدد أو إذا كان هناك سبب آخر.
- مرض مينير: الطنين هو أحد الأعراض الشائعة لمرض مينير، وهي حالة الأذن الداخلية التي تسبب أيضًا نوبات متقطعة من الدوار، فقدان السمع، وأحياناً شعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن، وهذه الحلقات يمكن أن تستمر لساعات وحتى تسبب فقدان السمع الدائم، وعادة تتأثر أذن واحدة فقط.
ووفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة إكسيتر في المملكة المتحدة عام 2014، فقد تبين أن الشخص المصاب بمرض مينير أعلى بنسبة 68 % من حيث المعانة من طنين الأذن من الأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة.
- خلل التنسج الليفي العضلي: خلل التنسج العضلي الليفي المعروف اختصارًا (FDD) هو حالة وعائية تؤدي إلى نمو الشرايين بشكل أو بآخر بشكل غير طبيعي؛ حيث يمكن للشرايين المتضررة من مرض كالحمى القلاعية أن تضيق أو تتضخم، مما قد يتسبب في عددٍ من المشاكل الصحية بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي والسكتة الدماغية.
وهذا الخلل أكثر شيوعًا في النساء، وعندما تحدث الحمى القلاعية في الشريان السباتي أو الشريان الفقري، يعتبر الطنين عرضًا شائعًا جدًا، ووفقاً لبيان من جمعية القلب الأمريكية، فقد وجد أن أكثر من ربع مرضى الحمى القلاعية المسجلين في الولايات المتحدة يعانون من طنين الأذن.
- داء السكري: حسب الخبراء يبدو أن المرضى المصابين بالسكري يطورون طنينًا فى الأذن بمعدل أعلى من عموم الناس، وتشير دراسة أجريت عام 2013 في بلغاريا إلى أن 34 % من مرضى السكري يصابون بالطنين.
ورغم أن السبب غير معروف بدقة، إلا أن بعض التقارير تشير إلى ارتفاع مستويات الأنسولين تؤدى إلى طنين الأذن، ولكن هذا لا يفسر شكوى مرضى السكري من الدرجة الأولى من وجود طنين فى الأذن، فإذا كنت تعاني من أعراض الطنين والسكري أخبر طبيبك، فقد يكون للتحكم في نسبة السكر في الدم بعض التأثير.
- فقدان السمع الناتج عن الضوضاء: قد يؤدي التعرض للضوضاء أو الموسيقى الصاخبة، صفارات الإنذار أو المفرقعات إلى فقدان السمع بشكل دائم، مما يؤدي إلى حدوث طنين في إحدى الأذنين أو كليهما.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2014 ونشرت في المجلة الطبية البريطانية، فإن فقدان السمع الناتج عن الضوضاء يمكن أن يحدث نتيجة لصدمة صوتية لمرة واحدة بسبب الانفجارات المفاجئة أو إطلاق النار أو المفرقعات، ومع ذلك قد يتطور أيضًا بشكل تدريجي من خلال التعرض المتكرر للضوضاء الصاخبة، ولهذا السبب فإن الطنين هو الإعاقة رقم 1 بين قدامى المحاربين وفقًا لوزارة شئون المحاربين القدامى بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما وجد الباحثون من معهد لايبنتس لبحوث وعلم الأوبئة في ألمانيا، أن الموسيقيين كانوا أكثر عرضة بنسبة أربع مرات للإصابة بمستوى معين من فقدان السمع، وبنسبة 57 % أكثر عرضة لطنين الأذن وتطوراته، وقد وجدت الدراسة أن 58 % من الموسيقيين الكلاسيكيين و49 % من الموسيقيين للروك أو البوب عانوا من فقدان السمع الناجم عن الضوضاء.
- الاضطرابات الفكية الصدغية: الاضطرابات الفكية الصدغية المعروفة اختصارًا (TMD) تشير إلى الحالات التي تسبب الألم والخلل لمفصل الفك الصدغي والنسيج المحيط، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب تحريك الفك، مما قد يجعل من الصعب التحدث، تناول الطعام، التحكم في تعبيرات الوجه وحتى التنفس.
وقد وجد الباحثون في جامعة بوفالو أن الأشخاص الذين يعانون من تلك الاضطرابات وبما يقرب من ضعف عدد الحالات كانوا يعانون من طنين الأذن أو فقدان السمع.
- مرض لايم: مرض لايم هو عدوى تلوثية تسببها لدغة قراد الغزلان، وقد يكون هو سبب عدم الراحة في أذنك، على الرغم من أنه ليس من الأعراض الشائعة حيث يكاد يكون نادرًا ولكنه مُعْدٍ.
والأشخاص المصابون بمرض لايم قد يعانون في بعض الأحيان من طنين الأذن، بالإضافة إلى فقدان السمع أو مشاكل القنوات السمعية، وعادةً ما يحدث الطنين خلال المرحلة المتأخرة من هذا المرض، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا في وقت سابق إذا كان لديك مرض لايم حاد.