كشف أطباء أوروبيون وأمريكيون عن فائدة غير متوقعة للسمنة، تتلخص في تزايد احتمالات بقاء المصاب على قيد الحياة.
واعتمد الأطباء على افتراض علمي مفاده، «وجود إيجابيات محتملة للوزن الزائد، ببقاء الذين يعانون منه عمرًا أطول من غيرهم في حال إصابتهم بأمراض معدية خطيرة»، وتبيَّن أن المصابين بالسمنة يعيشون فترة أطول بعد تشخيص إصابتهم بقصور القلب مقارنة بالآخرين، وفقًا لقناة روسيا اليوم.
وعلى الرغم من أن الوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنه يمكن أن يحمي أصحابه من الموت بسبب الجلطة الدماغية؛ حيث يقول زوليو ليو من جامعة كاليفورنيا الأمريكية: لاحظ زملاؤنا أعضاء الفريق البحثي في الدراسة التي اعتمدت على تحليل الوضع الصحي للمرضى، أن الوزن الزائد يرفع احتمال بقاء المصاب بأمراض القلب والكلى على قيد الحياة، فقررنا التحقق من وجود علاقة بين السمنة والجلطة الدماغية.
كما كشف الدكتور ليو وفريقه العلمي أن هذا يحدث في حال الإصابة بالجلطة الدماغية؛ لذلك، تابعوا الحالة الصحية لنحو ألف شخص أصيبوا قبل فترة بنزيف دماغي حاد، وتم تقسيم المبحوثين المشتركين في هذه الدراسة إلى خمس مجموعات وفق مستوى السمنة، وتابعوا تطورات حالتهم الصحية خلال ثلاثة أشهر، وأسفرت المتابعة عن نتيجة خلاصتها أن الوزن الزائد يؤثر إيجابيا في الحالة الصحية للمصاب.
وتبين انخفاض الوفيات بين الأشخاص الأكثر بدانة بنسبة 62%، مقارنة بالذين أصيبوا بالجلطة الدماغية ولا يعانون من الوزن الزائد، كما لاحظ الباحثون أن المصابين الذين يعانون من النحافة لم يتعافوا من آثار الجلطة الدماغية؛ مقارنة بأصحاب الوزن المعتدل؛ لكنهم لم يتمكنوا من تحديد السبب العلمي لذلك.
ويقول الدكتور ليو: إن السبب قد يتعلق بوجود معدلات احتياطية أكبر من المواد الغذائية لدى المرضى الذين يتمتعون بوزن زائد، الأمر الذي يساعدهم في البقاء على قيد الحياة لفترة أطول، وتلك هي الفرضية العلمية لتحليل النتائج التي تم التواصل إليها.
ويشير الباحثون إلى أنه للتحقق التام من صحة تلك النتائج يتطلب الأمر استمرار في متابعة الحالة الصحية للمصابين بالجلطة الدماغية لتحديد العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والنزيف في الدماغ.