وجَّه استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر، اليوم الأحد، إنذارًا شديد اللهجة لأولياء الأمور، مؤكدًا أن «لمز الأطفال يزيد معدلات السمنة لديهم».
وعبر حسابه الرسمي على «تويتر»، قال الدكتور النمر: «لبعض الآباء.. إياك أن (تلمز) ابنك بكلمات جارحة أمام الناس تدل على زيادة وزنه أو تناديه على سبيل المزاح بـ(يا دُب.. يا بو كرش ـ يا بو بطنين)»، مؤكدًا أن «ذلك لا يزيده (أي الطفل) إلا سمنةً».
وفي سياق ذي صلة، تحدث استشاري طب الأسرة الدكتور شاكر العُمري عن السمنة لدى الأطفال عامةً، لافتًا إلى إحصاءات عالمية تؤكد أن 40 مليون طفل تحت سن خمس سنوات يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وذكر العمري أن «العادات الغذائية غير الصحية مثل تناول الكثير من الأطعمة العالية السعرات الحرارية، كالمشروبات الغذائية، من الأسباب المؤدية إلى سمنة الأطفال، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني كالجلوس لمدة طويلة لمشاهدة التلفزيون والألعاب الإلكترونية، واتباع عادات الأكل الخاطئة والمنتشرة في محيط الأسرة».
وأشار العمري إلى المضاعفات المتعقلة بسمنة الأطفال، ومنها المضاعفات المرَضية، والمضاعفات الاجتماعية والنفسية، ومضاعفات تظهر عند الكبر، بجانب الإصابة بداء السكري النوع الثاني، وضعف الجهاز المناعي لدى الطفل، والإحساس المتكرر بالجوع وفقدان التركيز، وأضرار على المفاصل، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأكد أن «سمنة الأطفال تستمر عادةً إلى مراحل العمر المتقدمة، ويصعب التخلص منها عند الكبر»، محذرًا الآباء والأمهات من الاستهانة من ذلك، وتدارك الوضع قبل فوات الأوان. وتطرَّق العمري إلى موضوع الأثر النفسي على الطفل المصاب بالسمنة الذي ينتج عنه شعوره بالعزلة والتفرقة نتيجة لما يواجهه من تعليقات ساخرة وجارحة على بدانته من الناس وأقرانه الأطفال؛ ما قد يؤدي إلى عدم ثقة الطفل بنفسه وانعزاله ووحدته.
وطرح العمري عددًا من الحلول المتعلقة بالنظام الصحي والنشاط البدني تحد وتقلل السمنة لدى الأطفال، وركز على دور الوالدين، وبالخصوص دور الأم في مراقبة غذاء ونشاط أبنائها، ودور المدرسة كذلك في التوعية والتثقيف بأهمية الصحة العامة، وتجنب المأكولات المضرة بالصحة، وغرس الثقافة الصحية لديهم بالقدوة الجيدة.
واختتم الدكتور العمري تعليقه بطرح مجموعة من النصائح للوقاية من زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال، ومنها تعويد الطفل على تناول وجبة الإفطار يوميًّا، وتشجيعه على تناول خمس حصص من الفواكه والخضار يوميًّا، وتقليل ساعات مشاهدة للتلفاز والألعاب الإلكترونية، وتشجيعه على القيام بنشاط بدني لا يقل عن ساعة في اليوم، والابتعاد عن المشروبات الغازية، والتقليل من الوجبات السريعة العالية السعرات الحرارية، التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات، ومراجعة طبيب الأسرة ومتابعة حالة الطفل معه دائمًا.