حسب منظمة الصحة العالمية، يتسبب فيروس الورم الحليمي البشري؛ المعروف اختصارًا بـ«HPV»، في الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى النساء، ويتسبب في وفاة ما يُقدر بنحو 266 ألف حالة سنويًّا وإصابة 528 ألف حالة جديدة كل عام، حسب إحصائيات المنظمة في 2012.
وعلى الرغم من أن معظم حالات العدوى بهذا الفيروس لا تسبب أي أعراض، فإن استمرار العدوى يمكن أن يتسبب في إصابة السيدات بسرطان عنق الرحم؛ حيث ترتبط تقريبًا جميع حالات سرطان عنق الرحم بعدوى الأعضاء التناسلية بهذا الفيروس بنسبة 99 بالمائة، وحسب المنظمة أيضًا فإنه قد يتسبب في الإصابة بأنواع أخرى من أمراض السرطان الشرجية التناسلية وسرطان الرأس والرقبة؛ وما يُعرف بالثآليل التناسلية في كل من الرجال والنساء.
وعمومًا تنتقل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الاتصال الجنسي، ويتوافر لقاحات بالعديد من البلدان؛ وهي فعالة في منع الإصابة بنوعي الفيروسات المسؤولين عما يقرب من 70 بالمائة من حالات سرطان عنق الرحم على مستوى العالم، والمجموعة المستهدفة الرئيسة في تطعيم هذا الفيروس الموصى به في معظم الدول؛ هم الإناث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 و13 سنة، حسب جدول معين طبقًا للعمر.
الاختبارات الدورية:
وللوقاية من هذا الفيروس ينصح الخبراء دائمًا بإجراء اختبار الفيروس ومسحة عنق الرحم بصورة دورية، سواء حصلت المرأة على اللقاح أو لم تحصل؛ حيث يكشف هذا الاختبار عن التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم، والتي قد تشير إلى وجود مادة سرطانية، فقد تعتقد بعض النساء أن الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري؛ يعني أنهن لا يحتجن فحوصات، لكن الخبراء يقولون إن اللقاح يقلل بالتأكيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، لكن ليس بنسبة 100 بالمائة؛ حيث تظل دائمًا هناك مساحة للاستثناءات، حسب طبيعة كل إنسان.
ويؤكد الخبراء أن هناك سوء فهم في اعتقاد البعض بأنهم بعيدون عن الإصابة ما دام لا يُصابون بأعراض، وهذا ليس صحيحًا؛ حيث إن السمة المميزة لسرطان عنق الرحم، هي أنه لا توجد أعراض عندما يتعلق الأمر بالسرطان، وربما قد يظهر القليل من الأعراض في صورة إفرازات غير طبيعية أو تغيرات في الدورة الشهرية.
ولذلك ينصح الخبراء بإجراء هذه الفحوصات بشكل دوري سنوي، مؤكدين أنها لن تكون كافية وحدها، فهناك ضرورة دائمة للفحص الطبي مع الطبيب المختص.