مع تغير فصول السنة، وانخفاض درجات الحرارة وقصر طول الأيام، قد يصاب البعض بالكآبة والشعور بالإحباط وهو ما قد يكون ناتجا عن الاضطراب العاطفي الموسمي.
ويُعرف الاضطراب العاطفي الموسمي، بأنه نوع من الاكتئاب المرتبط بالتغيرات الموسمية التي تحدث عادة خلال أشهر الخريف والشتاء وهو شائع بين النساء والأطفال ومع الأشخاص الذين يعيشون في أماكن ذات ليال شتوية طويلة.
أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي
ومن الأعراض الشائعة للاضطراب العاطفي الموسمي: الشعور باليأس، وانخفاض الطاقة والتركيز، والانسحاب الاجتماعي، وزيادة النوم، وفقدان الاهتمام بالعمل أو الأنشطة الأخرى، والحركات البطيئة، وزيادة الشهية مع زيادة الوزن، والتعاسة والتهيج.
وقد ينتج الدماغ أثناء الاضطراب العاطفي الموسمي مستويات أعلى من المعتاد من الميلاتونين، وهو الهرمون المرتبط ببدء النوم، وقد تتسبب المستويات المنخفضة من أشعة الشمس أيضًا في إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم أو الساعة الداخلية؛ ما يؤدي إلى ظهور الأعراض.
علاج الاضطراب الموسمي العاطفي
يوضح المعهد الوطني للصحة العقلية في روسيا أن أعراض الاصطراب العاطفي الموسمي يمكن أن تستمر من أربعة إلى خمسة أشهر.
ويمكن التخفيف من الأثار السلبية للاضطراب العاطفي الموسمي من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية مثل تناول البروتينات الموجودة في سمك السلمون واللحوم الحمراء والبيض والمكسرات والبذور غنية.
فهذه الأطعمة غنية بالحمض الأميني الأساسي التربتوفان، الذي يساعد الجسم على إنتاج مادة السيروتونين الكيميائية والتي تمنح الجسم الشعور بالسعادة، حيث أنها تنخفض في الشتاء وتساهم في الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي. وهذا مهم بشكل خاص إذا كنت نباتيا، وفقا لروسيا اليوم.
ويفضل التعرض اليومي للضوء الاصطناعي الساطع لأنه يحاكي ضوء الشمس وعند استخدامه في الصباح فأنه يمثل الصيف، وذلك للتخفيف من للاضطراب العاطفي الموسمي، كما أنه يفضل أن يحظى المصابين بهذا الاضطراب بمزيد من التدفئة الذاتية.
ويمكن أخذ حمام ساخن على ضوء الشموع وإضافة زيوت الورد أو اللافندر أو البرغموت أو البابونج الأساسية لتحسين المزاج.
ووفقًا للدكتورة جوديث وورتمان، المؤلفة المشاركة لكتاب The Serotonin Power Diet، فأنه ينصح بتناول الوجبات الخفيفة من الأنواع الصحيحة من الكربوهيدرات يمكن أن يخفف بعض أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي.
ووجدت الدراسات أن الإكثار من الكربوهيدرات المكررة والأطعمة السكرية ليس له أي تأثير على تحسين الحالة المزاجية ويتركك تشعر بمزيد من الإرهاق بعد ذلك.
ويؤكد باحثون في جامعة فيرمونت بالولايات المتحدة أن العلاجات بالكلام مثل العلاج السلوكي المعرف، قد تكون فعالة مثل الضوء على المدى الطويل.
وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من أن العلاج المعرفي السلوكي ينطوي على مزيد من الجهد، إلا أنه يعلم الناس إعادة صياغة أفكارهم حول الشتاء حتى يتمكنوا من التغلب على الاضطراب العاطفي الموسمي عاما بعد عام.
كما تنصح الدراسات الحديثة بممارسة الرياضة؛ حيث إن الذين يمشون ساعة واحدة في وضح النهار يظهرون تحسنًا في أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، وساعة من النشاط الخارجي لها فوائد تعادل 2.5 ساعة من العلاج بالضوء في الداخل.
فيما نصح فايل رايت، المدير الأول لمديرية ابتكار الرعاية الصحية والممارسة في جمعية علم النفس الأمريكية، الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب الشتاء، بتجنب الشاشات والهواتف وقت النوم ومحاولة الحفاظ على وقت نوم ثابت في اليوم وتجنب الإفراط في تناول الكافيين.
اقرأ أيضًا: