كشف العلماء عن إمكانية النظر لأول مرة لما سموه العملاق الجميل الرابض في قلب مجرتنا درب التبانة، ونشروا صورة لثقب أسود ذي كتلة هائلة يلتهم أي مادة تدخل في نطاق جاذبيته.
وتحدثت عالمة الفلك بجامعة أريزونا، فريال أوزيل، في مؤتمر صحافي بواشنطن، أول من أمس (الخميس)، عن أنها أطلقت عليه «أول صورة مباشرة للعملاق الجميل في وسط مجرتنا»، تظهر فيها حلقة متوهجة بالألوان الأحمر والأصفر والأبيض حول مركز أشد ظلامًا وقتامة.
تزيد كتلة الثقب الأسود عن كتلة الشمس بمقدار 4 ملايين مثل ويقع على بُعد 26000 سنة ضوئية من الأرض. والسنة الضوئية تعادل 9.5 تريليون كيلومتر، والثقوب السوداء هي أجسام ذات كثافة غير عادية لها جاذبية هائلة لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء أن يفلت منها، مما يجعل مشاهدتها صعبة للغاية
وتم التقاط الصورة باستخدام شبكة المراصد العالمية الخاصة بتليسكوب إيفنت هوريزون، التي تعمل بشكل جماعي لمراقبة مصادر الراديو المرتبطة بالثقوب السوداء.
وبينت حلقة من الضوء - مادة متقطعة شديدة الحرارة وإشعاع يدور بسرعة هائلة على حافة أفق الحدث - حول منطقة مظلمة تمثل الثقب الأسود الفعلي. وهذا ما يسمى ظل الثقب الأسود أو صورة ظلية. وكان تصويرها معقدًا، بسبب بيئته الديناميكية التي تشمل دوامات الغاز.
يُذكر أن «درب التبانة» مجرة حلزونية تضم ما لا يقل عن 100 مليار نجم. وإذا نظرنا إليها من أعلى أو من أسفل، فإنها تشبه مروحة دوارة؛ حيث تقع شمسنا على أحد الأذرع الحلزونية، ويوجد «ساجيتارياس إيه» في المركز.
