سليم الحريص.. نبتة «كاف»

من المُوجع للإنسان أن يفقد من يُحب مرتين، يُغيب الموت الأب مرة، ولكن في حالتي تُوفى مرتين، المرة الأولى توفى والدي حمود (أبو صالح)، والمرة الثانية توفى بمن هو بمثابة الأب سليم (أبو صالح).. يتشابهان بالكُنية وبالقيم والمبادئ والنُبل والشهامة.

لقد تأثرت بأبي صالح كثيرًا (وأعني الاثنين) بالالتزام بالمبادئ وتحمل نتائجها، والتأثر في العمل الصحافي والإعلامي وتحمل عواقبه، ولقد تعلمتُ القراءة من صحيفة الجزيرة التي تصلنا كل يوم وهو مدير مكتبها، وأقرأها بحماس باحث عن مقال لأبي صالح أو خبر عن القريات، يضع الحروف ببراعة وهي تُشكل لنا كلمات تصل لأعماق قلوبنا، وإن لم أكن أفهمها ذلك الوقت، إلا أنها تحكي الكثير عن كاف وعن المجهول لي والمعلوم له، وأنتظره كل مساء بعد صلاة العصر يمر من أمام منزلنا القديم ذاهبا لمكتب الجزيرة، يُلقي السلام على فتى صغير، كان حُلمُهُ أن يكون مثله فقط.. وأقابله بعد صلاة الجمعة عندما يجتمعان (أبو صالح) ويتحدثان عن مواضيع لا أعرفها، ولكنني كنتُ مبتسما.. حقا كنتُ مبتسما.

هذه هي الحياة، يبدو أننا نكبر سريعا، ونفقد من نُحب، وخسارة أبو صالح كبيرة في الدنيا، من هم مثله لا يعوضون ولن نجد لهم بديلا، ولكن الأمل في تقدير من هم مثل سليم الحريص بتسمية مدرسة أو طريق رئيسي في محافظة القريات أو حتى في قريته "كاف" تُخلد اسمه، رغم أنه خالد في عقول وقلوب محبيه من أهالي القريات.

لم أختر من علامات التشكيل سوى (الضمة) أحتاج أن أضم (أبو صالح، كلاهما) وأن يُعاد الحنين إلى تلك الأيام التي لن تعود..

رحمه الله وغفر الله له، وأحر التعازي لوالدته ولأشقائه ولزوجته أم صالح وأبنائه وبناته، ولأهل القريات وللوسط الإعلامي في السعودية.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa