في الوقت الذي يمر فيه العالم بلحظات غير مسبوقة في ظل مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، شهدت بعض الدول نقصًا في المواد الغذائية وعجزًا في توفير المنتجات، بينما شهدت أسواق المملكة التموينية وفرة في جميع السلع الغذائية التموينية والاستهلاكية بكميات كبيرة، مع توفر المنتجات الاستهلاكية، ما قد يمكن المملكة من التقدم في مؤشر الأمن الغذائي العالمي 2020، بعد أن قفزت من المرتبة الـ32 في 2016 إلى الـ30 في 2019، وذلك من أصل 113 دولة.
وتمتلك المملكة أكبر مخزون غذائي في الشرق الأوسط، وذلك بحسب ما أكدت عليه وزارة التجارة، والتي قالت إن مخازن الدقيق التابعة للمؤسسة العامة للحبوب تنتج كل أنواع المخبوزات بطاقة تخزينية إجمالية بأكثر من 3.3 ملايين طن قمح.
وحرصت لجنة الأمن الغذائي التابعة للحكومة، منذ اللحظات الأولى لبوادر انتشار المرض خارج حدود الصين على تأمين احتياجات الأسواق والمشتريين من السلع المتنوعة والمختلفة الأساسية والترفيهية.
وفي نهاية مارس المنصرم، أكد زير البيئة والمياه والزراعة رئيس لجنة الأمن الغذائي، عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، على توفر السلع بالأسواق السعودية بصورة مطمئنة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في إطار تنسيق وتوحيد جهود الجهات المعنية للحفاظ على استقرار أسواق السلع الغذائية.
ثقافة النخلة وارتباطها بالأمن الغذائي للمملكة
واهتمت المملكة منذ وقت مبكّر بزراعة النخيل، ودعم المزارعين، وسنّ القوانين وإيجاد التنظيمات والإجراءات التي تسهم في المحافظة على أشجار النخيل وسلامتها، ويبلغ عدد أشجار النخيل في المملكة أكثر من 30 مليون نخلة تنتج أكثر من 1.5 مليون طن من أصناف التمور، يتم بيعها في السوق المحلي للمستهلكين والمصانع المحلية.
وتتوزّع أشجار النخيل في 13 منطقة إدارية بالمملكة حيث تتصدر منطقة الرياض المناطق من حيث وفرة أشجار النخيل وحجم الإنتاج بما يقارب 8 ملايين نخلة، تليها منطقة القصيم بأكثر من 7.3 مليون نخلة، والمدينة المنوّرة بنحو 4.6 مليون نخلة، والمنطقة الشرقية بنحو 4 ملايين نخلة، وفق مسح الإنتاج الزراعي للهيئة العامة للإحصاء لعام 2018م.
طريق المملكة الأخضر في الأمن الغذائي
وتشهد منطقة الجوف تناميًا سريعًا في قطاع الإنتاج الزراعي والحيواني في ظل الدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله- واهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف حرصا من سموه لما لهذا القطاع من أهمية في حفظ الأمن الغذائي بالمملكة الذي يوفر احتياجات المواطنين والمقيمين.
وتُعد منطقة الجوف أحد ركائز الأمن الغذائي بالمملكة العربية السعودية باحتضانها الكثير من المزارع والمشاريع الزراعية الكبرى، تنوعت منتجاتها بين التمور والخضار والفواكه والزيتون ومشتقاته، وما تنتجه المنطقة من الأعلاف وما تحتضنه من مصانع غذائية، إضافة إلى ما تمتلكه من ماشية ومزارع دواجن.
وأوضح المدير العامّ لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الجوف المهندس عبدالله بن أحمد الأحمر، أن المنطقة تضم ما يزيد على 3500 مشروع زراعي و 12500 مزرعة، إضافة إلى 8 شركات زراعية حازت البعض منها على جوائز وشهادات دولية في الجودة والأرقام القياسية، حيث سجلت شركة الجوف الزراعية رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مزرعة زيتون حديثة في العالم.
وتمثل مدينة جازان رافدا اقتصاديا مهما للبلاد، لاسيما في القطاع الزراعي ما جعلها توصف بـ« سلة فاكهة المملكة» وخط الدفاع الأول للأمن الغذائي المحلي، وتعد من أكثر مناطق ذات المقومات الأساسية للزراعة من حيث خصوبة التربة والمناخ المناسب لزراعة مئات الأنواع من الأشجار والمياه الجوفية العذبة والأمطار والسيول المتدفقة .
وتستزرع المنطقة أنواعا مختلفة من الخضار والورقيات من أهمها الطماطم، والكوسة، والخيار، والباذنجان، والبامية، والفلفل، والملوخية، والفجل، والجرجير، والبطيخ، والشمام، واليقطين على مساحات ضخمة تتجاوز 4600 هكتار تنتج ما يفوق 60 ألف طن سنويا، إضافة إلى الذرة الشامية التي تشتهر المنطقة بزراعتها، والسمسم، والدخن، والفول السوداني، وفول الصويا، والبن، كما تتميز بقدرتها على زراعة سلة فواكه منوعة لاسيما الاستوائية منها حيث تقدر أعداد الأشجار المنتجة التي تم زراعتها، بحسب آخر الإحصاءات، 750 ألف شجرة مانجو ، و482 ألف شجرة تين، و716.5 ألف شجرة موز، و104 آلاف شجرة جوافة، و105 آلاف شجرة باباي.
اقرأ أيضًا :
(مصادر الموضوع)