كشف معلومات عن أن 5 شركات وهمية تمول الحرس الثوري الإيرانيّ، إحداها يعمد إلى اختلاس الأموال والتبرعات المقدمة لمؤسسة دينية "ظاهريًّا"، لبناء وصيانة الأضرحة الشيعية في العراق، ولكنها في الحقيقة هي اسم للتغطية على وجود فيلق القدس في العراق، ضمن شبكة مالية تكمل ميزانية الحرس الثوري الإيراني.
وتلك الشركات هي (لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة، والكوثر للبناء والتجارة، والخمائل للملاحة البحرية، ومدائن للتجارة، وشركة سامان للبتروكيماويات ).
يأتي ذلك في وقت تطالب إيران برفع العقوبات الأمريكية عنها، متذرعةً بعجزها عن مواجهة أزمة كورونا، تتجه واشنطن إلى زيادة الخناق على طهران مع تكشف المزيد من الشركات الوهمية وطرق التحايل والكيانات التي ذرعتها في المنطقة على مدى سنوات.
وبحسب «العربية نت»، تنشط هذه الكيانات والأفراد، في التهريب عبر ميناء أم قصر العراقي، وغسيل الأموال من خلال شركات واجهة عراقية، كما تبيع النفط الإيراني للنظام السوري وتهريب الأسلحة إلى العراق واليمن.
وأوضحت المعلومات أن "لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة" في العراق أو "ستاد بازسازی عتبات عالیات"، يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، وبإشراف مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأفادت بأنه منذ عام 2003، تنشط هذه اللجنة في مدن عراقية مختلفة بما في ذلك النجف وكربلاء وكاظمین وسامراء؛ حيث توجد الأضرحة الشيعية.
وبما أن "لجنة العتبات المقدسة"، هي إحدى المؤسسات التابعة لخامنئي، فقد أشرف قاسم سليماني شخصيًّا قبل مقتله، على اختيار قياداتها بتعيين "محمد جلال مآب" رئيسًا لها، خلفاً لـ"حسن بُلارك"، وهو ضابط بالحرس الثوري الإيراني.
أمّا "بُلارك"، فله قصة مختلفة، إذ اتهم أيضًا بالتنسيق مع مسؤولي الحرس الثوري الإيراني بنقل الصواريخ والمتفجرات والأسلحة الصغيرة إلى اليمن، وفق وزارة الخزانة الأمريكية.
وعلى الرغم من كونها مؤسسة دينية ظاهريًّا، فقد حولت "لجنة العتبات المقدسة" ملايين الدولارات إلى شركة أخرى تدعى بهجت الكوثر للبناء والتجارة المحدودة ومقرها العراق، والمعروفة أيضًا باسم شركة Kosar.
كانت الشركة بمثابة قاعدة لأنشطة المخابرات الإيرانية في العراق، بما في ذلك شحن الأسلحة والذخيرة إلى الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران.
بالإضافة إلى ذلك، تلقّت شركة "الكوثر للبناء"، ملايين الدولارات من التحويلات من البنك المركزي الإيراني، الذي أدرج على لائحة العقوبات في سبتمبر 2019، لتقديم الدعم المالي لقوات فيلق القدس وحزب الله اللبناني.
وبحسب «العربية»، تكمن المفارقة هنا، في أن شركة "الكوثر"، التي أدرجت على اللائحة السوداء، هي كيان آخر، يخضع لسيطرة مسؤولي وضباط الحرس الثوري الإيراني.
وفي مقدمتهم، "حسن بُلارك" الضابط في الحرس الثوري الإيراني الذي يملك حصة في شركة "الكوثر"، وتم اختياره من قبل سليماني ليصبح المستشار والمساعد الخاص له مع الاحتفاظ بمنصبه في الإشراف على مشاريع "لجنة العتبات المقدسة".
ولم تتخذ إيران من المؤسسات الدينية واجهة لها ضمن وسائل التحايل على العقوبات وحسب، بل لجأت إلى تسخير الموانئ العراقية لتهريب نفطها.
وكشف عدة تقارير، أن "ميناء أم قصر" جنوب البصرة، تتحاصصه 3 أحزاب رئيسية في عقد صفقات وأخذ عمولة على البضائع التي تصدر وتستورد.
"الخزانة الأمريكية" قد لاحظت هذا الأمر، وفرضت عقوبات على "الخمائل للملاحة البحرية" (AKMS)، وهي شركة مقرها العراق تعمل خارج ميناء أم قصر حيث تدر مصلحة مالية على الحرس الثوري الإيراني.
واستفاد الحرس الثوري من سيطرة الأحزاب الشيعية للتهرب من بروتوكول التفتيش الحكومي العراقي في ميناء أم قصر، وفرض رسومًا على الشركات الأجنبية والسفن التي ترسو في الميناء، وفق الخزانة. كما سهلت شركة AKMS بيع المنتجات البترولية الإيرانية في انتهاك للعقوبات الأمريكية.
وهنا يظهر اسم حسن سبری نژاد، والمعروف أيضًا باسم المهندس مرتضى، وهو مسؤول عن الشؤون المالية في "الخمائل للملاحة البحرية".
وهنا يظهر اسم حسن سبری نژاد، والمعروف أيضًا باسم المهندس مرتضى، وهو مسؤول عن الشؤون المالية في "الخمائل للملاحة البحرية".
وبصفته ممثلاً للشركة، عمل على تسهيل دخول الشحنات الإيرانية إلى الموانئ العراقية لصالح الحرس الثوري الإيراني. كما شارك في الأنشطة المالية والاقتصادية للحرس الثوري الإيراني بين إيران والعراق وسوريا، بما في ذلك أنشطة التهريب على طول الحدود السورية العراقية.
حسن نژاد، هو أيضًا العضو المنتدب وعضو مجلس إدارة شركة MADA'IN NOVIN TRADERS أو " شرکت سهامی خاص متاجر نوین مدائن" ، لها فروع في إيران والعراق، مرتبطة بعديد من المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني ، بما في ذلك ولى قلى زاده.
لم يكن حسن نژاد الوكيل الوحيد لإيران للتهرب من العقوبات، بل ساعده عراقيان هما "محمد سعید عذافة البهادلي"، المدير الإداري لشركة "الخمائل"، وعلي حسين فالح المنصوري، نائب العضو المنتدب للشركة ورئيس مجلس إدارتها.
كما يبرز ضمن هذه الشبكة العنكبوتية بغطاء شركة "الخمائل"، اسم رابع وهو "سید رضا موسوی فر"، وهو مسؤول في الحرس الثوري الإيراني، أرسل إلى العراق في أوائل عام 2014 لدعم الحرس الثوري الإيراني، وقام بتنسيق العمليات بين قوات فيلق القدس ومسؤولي الميليشيات الإرهابية العراقية.
وفق وزارة الخزانة الأمريكية، يشغل سيد رضا منصب المسؤول عن الحسابات المالية لشركة " Al Khamael Maritime Services"، غير أنه عام 2014، نقل سيد رضا ملايين الدولارات من العملات الأجنبية إلى كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني. وفي عام 2019، نسّق مع مسؤولي الحرس لبيع المنتجات النفطية الإيرانية إلى سوريا.
اقرأ أيضًا: