في الأعوام العادية، كان مثل هذا الوقت من العام يشهد تواجد بول سكيب في بطولة مدريد لتنس الأساتذة، حيث إنها أول بطولة من بين عدة بطولات كبرى، يبدأ فيها غزل المضارب لنجوم الكرة الصفراء المشاركين في المنافسات الإسبانية.
ويدير سكيب، وهو رجل إنجليزي يعمل لحسابه الخاص، متجرًا حرفيًّا صغيرًا في ناد محلي للتنس في إنجلترا، ويُعلم أشخاص كيفية غزل المضارب، لكن أغلب دخله يأتي عبر عمله في غزل المضارب للنجوم في البطولات.
وجاءت أزمة وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وحالة الإغلاق العامّ المترتبة عليها في مختلف أنحاء العالم، لتلقي بظلالها على التنس، مثل غيرها من الرياضات، حيث شهدت العديد من حالات التأجيل والإلغاء للمنافسات.
ورغم أن نجوم مثل السويسري روجيه فيدرر، والأمريكية سيرينا وليامز، لن يحصلوا بذلك على الجوائز المالية التي كانت منتظرة من مشاركاتهم، تظل حقيقة أنهم يمتلكون الملايين في البنوك ويمكنهم الاعتماد عليها.
لكن أشخاص آخرين، مثل سكيب، باتت أوضاعهم المالية مهددة بشكل كبير في ظل غياب بطولات التنس، وهو ما يدفعهم للاعتماد على مساعدات الحكومة البريطانية، في ظل حالة الجمود التي سيطرة على اللعبة البيضاء.
وقال سكيب، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «ستكون ضربة كبيرة، حتى من خلال خطط الحكومة، لا أتوقع أن أقترب أبدًا من مقدار ما كنت سأربحه خلال الفترة ما بين مايو ويوليو المقبلين».
وأضاف أنه تقدم بطلب لدخول نظام الائتمان الشامل، ويتوقع الحصول على إعانة بنحو 400 جنيه إسترليني في الشهر، معقبًا: «أندرج أيضًا ضمن خطط الحكومة لأصحاب العمل الخاص، لذلك سأكون ممتنًا على الأقل لأنني سأحصل على بعض المال، الذي يمكنني من الحياة حتى تعود الأمور إلى طبيعتها».
وكان من المفترض أن يقود سكيب خلال هذا العام، فريقًا من محترفي غزل المضارب، في بطولة ويمبلدون، لكن بعد إلغاء أعرق بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، بات يتطلع فقط إلى تجاوز الأزمة الناجمة عن الوباء.
وأوضح سكيب: «إذا استطعت الاستمرار طوال هذا العام في ظروفي الحالية، سأكون بحال جيد للعام المقبل»، فيما يشكل الوباء كارثة بالنسبة لمن هم في مراكز متأخرة في التصنيف العالمي للاعبي التنس.
هناك لاعبين مثل الألماني داستين براون، صاحب الـ35 عامًا، الذي كان قد اشتهر اسمه بفوزه على النجم الإسباني رافاييل نادال، في بطولة ويمبلدون عام 2015، لم يحصد خلال مسيرته سوى ثلاثة ملايين دولار.
والآن يحتل الألماني، المركز 239 في التصنيف العالمي، وقد حصد 18 ألف و35 دولار فقط خلال هذا العام، وكشخص يعمل لحسابه الخاص، تقدم بطلب للحكومة الألمانية بالحصول على مساعدة عبر برنامج الحكومة لدعم المتضررين بفقدان الأرباح.
كذلك يمكن للمدربين أيضًا طلب المساعدات الحكومية، حيث يعانون خلال الأزمة، ومن بينهم مدربو اللاعبين البارزين.
وكان توماس درويت، مدرب لاعبة التنس الصينية وانج كيانج، المصنفة 29 على العالم، قد صرح لصحيفة «ليكيب» الفرنسية قبل أيام، بأنه طلب مساعدة مالية من وانج. مضيفًا: «عندما سمعنا أن البطولات ستلغى حتى يوليو على الأقل، طالبت كيانج بالتوصل إلى اتفاق يقضي بمنحي 50% من المستحقات التي كنت سأحصل عليها نظير العمل لأسابيع كاملة».
وأضاف درويت: «لكنها رفضت لأنها لا تحصل على أموال، وأنا لا أندرج ضمن مستحقي المساعدات، لذلك أواجه وضعًا محفوفًا بالمخاطر، خاصة وأنه لم يتضح متى سيكون استئناف المنافسات».
ويحصل عديد من المدربين على رواتب صغيرة نسبيًّا، لكن مع الحصول على نسبة من الجوائز المالية للاعبين، لذلك فتوقف منافسات الكرة الصفراء، يعني انعدام مصدر الدخل بالنسبة للمدربين.
وكان النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول على العالم، قد اقترح أن يساهم المصنفون الــ100 الأوائل على العالم، في إنشاء صندوق لدعم اللاعبين أصحاب المراكز التالية في التصنيف، للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية.
بينما قال جيمي ديلجادو، الذي يدرب البريطاني آندي موراي منذ عام 2016، في تصريحات لإذاعة الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين، إن الحياة تبدو صعبة على الجميع في ظل هذه الظروف.
وشدد ديلجادو على أن «اللاعبون البارزون يخسرون الأموال بالطبع لعدم خوض البطولات، لكن لديهم أرصدة كافية في البنوك تضمن لهم تجاوز الأزمة، لكن لاعبين أخرين يعيشون ظروف صعبة».
ويستمر تعليق منافسات التنس حتى منتصف يوليو على الأقل، ويتوقف استئناف المنافسات على ضمان احتياطات السلامة والحد من انتشار الفيروس الذي ظهر لأول مرة في الصين ديسمبر الماضي.
اقرأ أيضًا: