يبدو أن الاستقرار بات هدفًا صعب المنال داخل أروقة النادي الأهلي خلال الآونة الأخيرة، في ظل تتابع الأحداث المثيرة؛ ليس آخرها أزمة مستحقات محمد العويس، والتي فجرت التساؤلات حول حقيقة رحيل حارس الراقي إلى العاصمة في انتقالات الصيف الجاري.
وغاب العويس عن حماية عرين أخضر جدة في المباراة التي جرت مساء أمس الأحد، على ملعب الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة»، أمام الشباب، لحساب الجولة الـ28 من عمر دوري المحترفين، والتي سيطر عليها التعادل الإيجابي بهدف لكل طرف.
غياب العويس أمام الليوث لم يكن الأول عن مرمى الأهلي منذ تفجر أزمة المستحقات المتأخرة، والتي تُقدر بنحو 5 ملايين ريال، وإنما سبقها أيضًا التخلف عن مباراة ضمك، والتي حسمها أبناء خميس مشيط بهدفين مقابل هدف.
وعلى الرغم من تأكيد الراقي، أن استبعاد العويس يرجع إلى إصابته في مفصل القدم، أجبرته على الخضوع لجلسات طبية مكثفة من أجل التعافي، إلا أن تقارير صحفية رجحت اقتراب حارس الراقي من شد الرحال إلى فريق النصر، على طريقة رفيق الأهلي عبدالفتاح عسيري.
صدمة جديدة ربما لا يتحملها عشاق الأهلي، خاصة أنها تأتي بعد أيام من إعلان المهاجم السوري عمر السومة، الهداف التاريخي للراقي، الرغبة في الرحيل عن النادي، من أجل البحث عن شغف جديد خارج الحدود، بعد ثلاث سنوات عجاف، دفع الفريق خلالها ضريبة التخبط الإداري والفني.
وأمام تتابع الأحداث، كسر عبدالإله مؤمنة، رئيس النادي الأهلي، حاجز الصمت ليبعث رسالة طمأنة إلى جماهير قلعة الكؤوس، حول مصير مستقبل الثنائي محمد العويس وعمر السومة، دون أن يدخل في تفاصيل مُربكة.
وكتب مؤمنة، عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «السومة والعويس من أبناء النادي المخلصين ولا مجال للتفاوض بشأنهما».
وحاول رئيس الأهلي امتصاص الغضب الجماهيري الذي يلوّح في الأفق المنظور، معقبًا: «العويس مستمر في عقده، وبإذن الله يتم تمديده، والسومة إن شاء الله أموره تترتب ومستمر.. جمهور الكيان لا تنجرفوا خلف الشائعات».
ويخشى جمهور الأهلي من رحيل الحارس المتألق إلى النصر، الذي يبحث هو الآخر عن بديل للأسترالي براد جونز، خاصة بعدما نجح فارس نجد في اختراق صفوف الراقي وخطف صفقة عسيري، بإغراءات مادية كبيرة.
ودافع العويس، صاحب الـ28 عامًا، والذي شد الرحال إلى جدة في صيف عام 2017، قادمًا من صفوف الشباب، في صفقة انتقال حر، عن قميص الأهلي في 75 مباراة، استقبل خلالها 90 هدفًا، وخرج بشباك نظيفة في 22 مباراة، دون أن يذق طعم الألقاب.
ودفع غياب الألقاب، السومة صاحب الـ31 عامًا، إلى طلب السماح بالرحيل عن أخضر جدة، خلال ميركاتو الشتاء؛ حيث ينتهي عقده الحالي في يونيو 2021؛ ما يعني أنه سوف يدخل الفترة الحرة بعد ثلاثة أشهر، ويحق له التوقيع لأي نادٍ والانتقال إليه مجانًا.
وجاء موقف الهداف السوري المفاجئ في ظل ابتعاد الراقي عن منصات التتويج على مدار المواسم الثلاثة الماضية، من جراء حالة التخبط الإداري الذي عصف بأركان الفريق على فترات متقاربة، مع عدم قدرة الإدارة على الحفاظ على العديد من نجوم الأهلي، والفشل في انتداب صفقات من العيار الثقيل.
واهتزَّ استقرار الراقي كثيرًا في الآونة الأخيرة، على وقع الانتقال المفاجئ لصانع ألعاب الفريق عبدالفتاح عسيري إلى صفوف النصر، في صفقة أثارت الكثير من الجدل، بجانب تمرُّد دجانيني تفاريس بالانقطاع عن التدريبات وتقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي لفسخ التعاقد من جانب واحد، فضلًا عن غموض موقف الجزائري يوسف بلايلي، في ظل تأخُّر عودته إلى جدة إلى الآن.
اقرأ أيضًا: