تضع قطر آمالًا كثيرة على تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2020 لينتشلها من أزمتها الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها، وكذلك العزلة التي تعيشها منذ مقاطعة دول الرباعي العربي لها، لتورطها في دعم تنظيمات إرهابية وكذلك علاقاتها مع الدول المعادية لدول التحالف العربي.
وقبل تعليق الأنشطة الرياضية كافة في معظم أنحاء العالم بسبب الظروف الراهنة، كانت هناك دول تتجه بقوة لعدم المشاركة في هذه النسخة من بطولة كأس العالم إذا نظمتها قطر، وكان هناك اتجاه قوي داخل الاتحاد العالمي لكرة القدم «فيفا» في سحب تنظيم البطولة من الدوحة، حتى جاءت جائحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، ليهدد أحلام قطر في تنظيم البطولة في الموعد المنتظر.
تأجيل البطولات والمسابقات المؤهلة لكأس العالم
أحدث تفشي فيروس كورونا المستجد المعروف اصطلاحيًا بـ كوفيد-19 اضطرابًا في نشاط الكرة العالمية؛ حيث تأجلت بطولات ومسابقات، وهو ما قد يؤثّر على مونديال 2022؛ حيث إنّه بات من الصعب جدًا التكهن باستمرارية انطلاق نشاط كرة القدم في الأندية، ما يجعل التخطيط لوضع جدول دولي مستحيلًا تقريبًا.
ووفقًا لصحيفة «آص» الرياضية الإسبانية، تظل الأولوية بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا هي إعطاء الدوريات المحلية الحالية وقتًا كافيًا لإنهاء مواسمها، مما أدى إلى إرجاء بطولتي أمم أوروبا يورو 2020 و كوبا أمريكا إلى العام 2021، وهو ما سيتسبَّب بدوره في مشكلات أخرى تلوح في الأفق، فيما يتعلق بمونديال 2022.
فمن المفترض أن تنطلق بطولة كأس العالم قطر 2022 في نهاية العام 2022، علماً بأنّ الموعد المحدد لإقامة المباريات المؤهلة للبطولة ينتهي في مارس من العام المقبل. وعدد كبير من تلك المباريات سيقام في بداية 2021، وفي هذا التوقيت سيكون لدى الفرق رغبة في الاستعدادات للمشاركة في يورو 2021، وكوبا أمريكا 2021، فيما يزخر فصل الصيف بتلك البطولات، ما يعني استحالة لعب مباريات على الإطلاق في هذا التوقيت.
وفي وقت سابق من شهر مارس الماضي، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» اتفاقه مع الاتحاد الآسيوي على تأجيل تصفيات كأس العالم 2022 في آسيا والمقررة في مارس ويونيو، كأحد الخطوات الوقائية من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).
عمّال بناء الملاعب القطرية في مرمى الفيروس
وتواجه الدوحة أزمة حقيقية بعد تفشي فيروس كورونا المستجد بين مواطنيها، حيث يلقي الفيروس بعلامات استفهام كبيرة حول مستقبل كأس العالم 2022، في ظل إمكانية تأثر أشغال بناء الملاعب التي ستحتضن البطولة بعد عامين.
من جهتها، أعربت وسائل إعلام دولية عدة من بينها «رويترز و"24 france وإذاعة «مونت كارلو الدولية»، عن توقعاتها بأن تتأثر أعمال وأشغال بناء وتجهيز ملاعب كأس العالم 2022 التي كانت تجرى على قدم وساق على مدار الساعة في الدوحة قبل تفشي الفيروس، مشيرة إلى أنّ هذه الأعمال مهددة بالتوقف في أي لحظة في ظل استمرار عمل عدد كبير من العمال المهاجرين في مجموعات مكتظة وفي ظروف لا تحترم السلامة الشخصية والمسافة الموصى بها لتجنب تناقل العدوى.
وأشارت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، إلى أنّ قطر لا تزال تصر على إكمال أشغال بناء 6 ملاعب مخصصة لكأس العالم بالوتيرة ذاتها، وفي بيئة العمل نفسها التي تثير سخط المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان منذ أكثر من 4 سنوات، لافتة إلى أنّ إصابة واحدة في صفوف العمال ستكون كفيلة بإحداث كارثة إنسانية، تضاف إلى كوارث سابقة طالما ظلت تلاحق قطر في هذا الملف تحديدًا، وهو أمر اتهمتها بها رسميًا منظمات حقوق إنسان دولية، كما يمكن أن يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمام أزمة جديدة على بعد أقل من 1000 يوم على انطلاق المونديال المنتظر.
وتحاول قطر القفز على كل الظروف حتى سلامة العمال، من أجل تحقيق ما وعدت، بأن تجهز قبل انطلاق المونديال بعام كامل 8 ملاعب، و60 ألف غرفة فندقية، لكن هذا الأمر بحسب المراقبين، يبدو أحلامًا صعبة المنال، إذ لم يكتمل من الملاعب سوى ملعبين فقط، في حين تشير متابعات إلى أنّ قطر لن تنجز نصف عدد الغرف الفندقية التي وعدت به.
اقرأ أيضًا: