النظام الغذائي «الكيتوني» يعالج أمراضًا مزمنة

خبراء: إذا تم بالشكل المناسب..
النظام الغذائي «الكيتوني» يعالج أمراضًا مزمنة

مؤخرًا عاد الحديث عن النظام الغذائي المعروف بالكيتون، والذي حقق حسب الأطباء نتائج جيدة فيما يخص المساعدة في علاج الصرع، وهو عبارة عن نظام غذائي غني بالدهون مع قليل من الكربوهيدرات وبروتين معتدل، وحاليًّا تتم دراسته كمساعد محتمل في علاج مرض انفصام الشخصية.

ولعقود طويلة تمت دراسة آثار هذا النظام الغذائي على المخ، في محاولة من أطباء الأعصاب؛ لمعرفة كيفية عمله مع الصرع؛ حيث من المعروف أن هذا النظام الغذائي ينتج الكيتونات التي تستخدم كمصدر للوقود بدلًا من الجلوكوز.

وقد يساعد ذلك في توفير الوقود لخلايا المخ المقاومة للأنسولين، ومن المعروف أيضًا أن هذا النظام الغذائي يؤثر على عدد من الناقلات العصبية والقنوات الأيونية في الدماغ، ويحسن الأيض، ويقلل الالتهاب، لذلك هناك سبب للاعتقاد بأن هذا النظام الغذائي قد يساعد في انفصام الشخصية.

وقد بدأ هذا الاعتقاد منذ نحو 17 عامًا مضت، بدراسة امرأة تبلغ من العمر 82 عامًا مصابة بمرض انفصام الشخصية المزمن المقاوم للعلاج، وقد كان أول مريض يتم توثيق حالته ونشرها عام 2009 في أبحاث الفصام؛ حيث قضت ما يقرب من 50 عامًا من حياتها تعاني من هذا المرض بكل أعراضه واضطراباته، وعندما بلغت السبعين عامًا ازدادت محاولاتها للانتحار، ولم يساعد أي علاج في تحسين حالتها.

وفي هذه السن وصل وزنها إلي ما يقرب من 130 كيلوجرامًا، فوجهت إلى عيادة طبية لفقدان الوزن، وبدأت في اتباع نظام الكيتون، وخلال أسبوعين من بدء النظام الغذائي، أبلغت عن انخفاض ملحوظ ليس فقط في وزنها، لكن أيضًا في أعراضها الذهنية.

وفي غضون عدة أشهر بدأت تشعر بتحسن كبير لدرجة أنها كانت قادرة على التوقف عن تناول الأدوية النفسية الخاصة بها أثناء بقائها في النظام الغذائي، ومع مرور الوقت استقرت حالتها المزاجية، واليوم وبعد مرور 12 عامًا، فقدت نحو 60 كيلوجرامًا، وما زالت في تتبع هذا النظام الغذائي دون أدوية.

المثير للاهتمام أن هذا ليس التقرير الوحيد عن هذا النظام الغذائي الذي يعتقد بعض الخبراء أنه قد يكون البديل القادم بقوة للمساعدة في علاج مرض انفصام الشخصية، فهناك تقارير أخرى تنضم إلى مجموعة متزايدة من الأدلة، فمثلًا في عام 1965 وضعت عشر نساء في المستشفى مصابات بالفصام كن يتلقين الأدوية والعلاج بالصدمات الكهربائية، وتمت تجربة هذا النظام الغذائي معهم لمدة شهر، وأفاد الباحثون بأن أعراضهن تحسنت بعد أسبوعين من النظام الغذائي، ثم عادوا بعد ذلك إلى مستوى الأعراض الأساسي بعد توقف هذا النظام.

وهناك دراسات وحالات تجريبية أخرى حول العالم طبقت على الإنسان والفئران، لكن العلماء يؤكدون أن الموضوع يحتاج مزيدًا من البحث، المستندة إلى آليات وطرق جديدة لفهم الفصام؛ لتقديم علاجات أكثر فعالية، فيما يوصون في الوقت الراهن بالتتشاور مع طبيبك قبل تجربة هذا النظام الغذائي؛ لأن الأمراض العقلية هي اضطرابات خطيرة في بعض الأحيان.

والنسخة الطبية من النظام الغذائي الكيتوني قد تكون لها مخاطر وآثار جانبية، ومن ثم يجب أن تكون لديك معلومات دقيقة ومساعدة وإشراف طبي مختص ومدرب لتنفيذ العلاجات بطريقة آمنة وفعالة، فهذا النظام يستحدث تغييرات كبيرة في التمثيل الغذائي.

ومن المحتمل أن يحتاج الأفراد الذين يبحثون عن علاج لأي مرض باستخدام النظام الغذائي الكيتوني دعمًا إضافيًّا، خاصة خلال مرحلة التكيف الأولية، وبعد ذلك لمدة العلاج التي قد تستغرق سنوات اعتمادًا على مجموعة متنوعة من العوامل.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa