تعد مدينة جدة مقصدًا سياحيًا نوعيًا بامتياز على مدار العام؛ نظير المقومات السياحية المتكاملة التي تمتلكها عروس البحر الأحمر، خاصة للمعتمرين وضيوف بيت الله الحرام؛ حيث تعتبر وجهة سياحية وتسويقية مميزة، بعد أدائهم لمناسكهم.
وتنقل مدينة جدة للمعتمرين والزوار، روح التعددية الثقافية، وهي مزيج مثالي بين التقاليد العريقة والعادات المعاصرة، ويمكن لضيوف المدينة العودة بالزمن إلى الماضي وهم يكتشفون تراث الحجاز.
وتنشط السياحة في جدة خلال شهر رمضان، مع بدء تطبيق السعودية لنظام التأشيرة السياحية الإلكترونية، التي تُمكن السياح من استخدامها للأنشطة السياحية والعمرة معًا، وهو ما ساعد المعتمرين من جميع دول العالم، خاصة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، على الاستفادة من وجودهم في المملكة، والاستمتاع بالأجواء السياحية المتنوعة التي تحظى بها مدينة جدة.
ويمثل كورنيش جدة الجانب المعاصر للمدينة، وأصبح في السنوات الأخيرة المكان الرئيس لفعاليات شهر رمضان المبارك، ولكن عندما يتجمع أناس من أجيال مختلفة تحت أشجار النخيل المزينة بأضواء على شكل هلالي، وتتلألأ مآذن المساجد، يصبح من الواضح أن روح شهر رمضان وقيمها وشعور الناس بالألفة في هذه الأيام المباركة ما زالت قوية في الكورنيش كما هي قوية في جدة البلد.
وفي نهار رمضان لا يُسمع في كورنيش جدة إلا صوت أمواج البحر الأحمر التي تضرب على الساحل، ولكن في نفس المكان، حلول موعد الإفطار قبيل أذان المغرب يتجمع السكان بعوائلهم وأبنائهم لتناول إفطارهم والاستمتاع بالأجواء الرمضانية ، ويمتد كورنيش جدة المجدد على مسافة 4 كم، وتوجد فيه ساحات لعب للأطفال وميادين، كما تُوفَر فيه خدمة الواي فاي.
وإذا أراد المعتمرون القادمين من الخارج اكتشاف ثقافة جدة المعاصرة خلال شهر رمضان، اتجهوا إلى المجمعات التجارية، وغيرها من المراكز التسويقية الكبيرة المتوزعة في جميع أركان المدينة، ويجدون فيها العديد من المطاعم والمقاهي والمحلات، ومناطق الترفيه، والعلامات التجارية المتنوعة والراقية.
إضافة إلى الأسواق الشعبية التي تتميز بها منطقة البلد «جدة التاريخية» وهي أحد أبرز الوجهات التي يفضلها السياح؛ لأنهم تأخذهم إلى ما قبل منتصف القرن الماضي، بأحياء جدة العتيقة والسير بين الأزقة التي تحكي تفاصيل تراثية وتاريخية عميقة تُظللها رواشين البيوت الحجازية.
يُشار إلى أن التأشيرة السياحية ساعدت في جذب المزيد من المعتمرين والزوار والسياح القادمين من أكثر من 49 دولة، وتتوفر التأشيرات الإلكترونية عبر موقع «روح السعودية» أو من خلال ممثليات المملكة في الخارج، أو عند الوصول إلى المملكة.
وتسمح التأشيرة بزيارات متعددة للمملكة على مدار العام، طالما أن المدة الإجمالية لا تتجاوز 90 يومًا، كما يوفر «روح السعودية» للسياح والزوار كافة المعلومات والخدمات على مدار الساعة عبر منصاتها المختلفة الناطقة بثمان لغات، بالإضافة إلى إنشاء مركز متكامل للعناية بالسائح من خلال الاتصال بالرقم (930).