شاركت هيئة تقويم التعليم والتدريب في المنتدى الدولي للشركاء الدوليين لوكالة ضمان الجودة البريطانية (QAA) الذي عُقِد عن بُعد، أمس الأربعاء، ومثل الهيئة في هذا اللقاء المدير التنفيذي للمركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي التابع للهيئة الدكتور سهيل باجمّال.
واستهدف اللقاء الذي جمع نخبة من قيادات 25 هيئة عالمية لضمان الجودة في التعليم العالي من أوروبا وأستراليا وإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، مناقشة تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد، ومشاركة الممارسات الجيدة والخبرات والأفكار حول التحديات الحالية التي تواجه التعليم العالي على مستوى العالم، والتطلع إلى التَّصور المستقبلي، وما سيعنيه هذا بالنسبة للمعايير وضمان جودة التعليم العالي.
واستعرض المدير التنفيذي للمركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي التابع للهيئة الدكتور سهيل باجمّال، نبذة عن هيئة تقويم التعليم والتدريب ومراكزها والنطاق الشمولي لمسؤولياتها عن جودة التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية، وعن أهم الإجراءات التي اتخذتها لاستمرار العمل خلال الجائحة، إضافة إلى التكامل بين التقويم والاعتماد المؤسسي والبرامجي والتصنيف كأربع عمليات محورية لدعم جودة وتميز مؤسسات التعليم العالي وبرامجها، كما تمّ عرض توجهات الهيئة نحو تفعيل الزيارات الافتراضية وإعداد وتأهيل الكوادر البشرية باستخدام التعلم الإلكتروني للقيام بذلك، وأهمية حصول البرامج الجديدة على الاعتماد الأولي قبل افتتاحها، وتحدث عن التحول المستقبلي على مستوى معايير الاعتماد لتشمل اعتماد للجامعات والكليات والبرامج، بناء على الدور المنوط بكل منها، مع إضافة مؤشرات خاصة بالتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعْد بما يتواءم مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية.
وتطرق العرض المقدم إلى توجهات الهيئة في رفع جودة برامج التعليم والتدريب من خلال ضمان حصول البرامج على اعتمادات من جهات دولية ذات مصداقية عالية الذي يمكن ضبطه من خلال ترخيص عمل جهات الاعتماد الأجنبية في المملكة، إضافة إلى ربط البرامج مع سوق العمل واحتياجاته من خلال تفعيل دور الهيئات المهنية في اعتماد البرامج ذات الطبيعة المهنية المتخصصة مثل برامج الهندسة والعلوم الصحية.
وتضمن العرض الإشارة إلى الدراسة الوطنية الشاملة التي بدأتها هيئة تقويم التعليم والتدريب في منتصف أبريل 2020م لدراسة أثر جائحة كورونا على التعليم والتدريب بالمملكة العربية السعودية، والتي تعدّ نواة لتقديم الدعم الوطني في مجال جودة التعليم والتدريب خلال الأزمات بصورة مبنية على الشواهد والأدلة والبيانات الدقيقة.
وأكدت العروض والمناقشات التي قدَّمتها هيئات ضمان الجودة الدولية على أهمية التقنيات الافتراضية في الفترة القادمة وأثرها على استدامة عمليات التعليم والتعلم، لاسيما التوجه الكبير نحو برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وأهمية حوكمتها من خلال إطار واضح لضمان جودتها وقيمتها.
كما أكدت المشاركات على ضرورة وجود أطر مرنة لعمل هيئات الجودة بما يتوافق مع الوضع الجديد للتعليم والتعلم ومؤسسات التعليم والتدريب تتضمن أطر التقويم المطبقة ومعايير الاعتماد، مع توجيه اهتمام كبير للبيانات واستثمارها في تحديد مستوى المخاطر الأكاديمية ومستوى جودة أداء المؤسسات التعليمية وأثر ذلك على قرارات الاعتماد، وأظهرت معظم هيئات الجودة توجهًا واضحًا لتفعيل الزيارات الافتراضية وفق نطاق تجريبي قابل للتطوير.
تجدر الإشارة إلى توافق بين الإجراءات الحالية والتوجهات المستقبلية لهيئة تقويم التعليم والتدريب في مجال جودة التعليم والتدريب، وفق اختصاصاتها المحددة بالترتيبات التنظيمية لعملها، مع الإجراءات الحالية والتوجهات المستقبلية على المستويات الدولية، بما يعزز صورة الهيئة، ويعزز الاعتراف الدولي بها من قبل شبكات وهيئات الجودة الدولية المتخصصة، ويدعم قدرتها على تطبيق أفضل الممارسات على المستوى الوطني، بما يسهم في تعزيز التنمية والاقتصاد، وبما يتناسب مع ما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم سخيّ، واهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، للتعليم والتدريب، وبما يسهم في تحقيق ما نطمح إليه من مستقبل واعد لشباب الوطن.